تطورات مثيرة.. أول رد أثيوبى على إعلان السودان ملكيتها لأرض سد النهضة
أكدت إثيوبيا، الثلاثاء، تمسكها بالوساطة الأفريقية في مفاوضات سد النهضة، معربة عن رفضها ربط أزمة الحدود مع السودان بملف السد.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي، في مؤتمر صحفي، : "مازالت التصريحات السودانية العدائية مستمرة ولم يكتف السودان بالاعتداء على أراض إثيوبية بل انتقل إلى الإدعاء بتبعية إقليم سد النهضة".
أشار إلى أن "تصريحات السودان بشأن تبعية إقليم بني شنقول أمر مؤسف ونرفضه تماما وسنصدر بيانا مفصلا حوله"، وذلك حسب إذاعة "فانا" الإثيوبية.
وشدد مفتي خلال المؤتمر قائلا: "مازلنا وسنظل نتمسك بقيادة الاتحاد الأفريقي ولن نقبل بتحركات السودان لربط مسألة الحدود بسد النهضة".
قبل أيام، اعتبرت وزارة الخارجية السودانية، أن تنصل إثيوبيا من الاتفاقيات السابقة يعني المساس بسيادتها على إقليم بني شنقول المبني عليه سد النهضة، والذي انتقل إليها بموجب بعض من هذه الاتفاقيات.
وتصاعد التوتر بين إثيوبيا من جهة، ومصر والسودان من جهة أخرى، مع إعلان أديس أبابا موعد الملء الثاني للسد، في خطوة تعتبرها الخرطوم "خطرا محدقا على سلامة مواطنيها" وتخشى مصر من تأثيرها السلبي على حصتها من مياه النيل.
أكدت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي، الاثنين، أن السودان يعطي عملية الملء الثاني لسد النهضة الذي تعتزم إثيوبيا تنفيذه أقصى درجات الاهتمام، باعتباره قضية "أمن قومي"، مشددة على ضرورة الوصول إلى اتفاق بين مصر والسودان وإثيوبيا قبل بدء الملء الثاني للسد.
كان وزير الري السوداني، ياسر عباس، قال الأحد الماضى : إن بلاده ستتعرض لخسائر كارثية حال إصرار إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة، دون اتفاق.
نقلت قناة "العربية" عن عباس قوله: "تهديدات محتملة بعدم قدرتنا على تشغيل سد الروصيرص بسبب إثيوبيا".
واتهمت وزيرة الخارجية السودانية، مريم الصادق السبت، حكومة إثيوبيا بمحاولة "شراء الوقت" عن طريق "التعنت" في مفاوضات تسوية قضية سد النهضة الإثيوبي.
قالت الصادق خلال محادثات مع نظيرها الأوغندي، سام كوتيسا، إن جولتها الإفريقية تأتي انطلاقا من حرص السودان على إطلاع دول القارة "على حقيقة وضع المفاوضات حول ملف سد النهضة ودعم مسار التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل السد بما يحقق مصالح الدول الثلاث"، أي السودان ومصر وإثيوبيا، وذلك "قبل الشروع في عملية الملء الثاني واتخاذ أي خطوات أحادية من الجانب الاثيوبي".
يذكر أن السودان تعهد، الأحد، بعدم التنازل عن الوساطة الرباعية في مفاوضات سد النهضة.
قال المتحدث باسم الخارجية السودانية السفير منصور بولاد ، إن بلاده لن تتنازل عن الوساطة الرباعية الممثلة في الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة في ملف سد النهضة.
وأكد "بولاد" تمسك السودان بضرورة الاستعانة بوساطة دولية رباعية وتعمل تحت قيادة الاتحاد الإفريقي، لمساعدة الأطراف الثلاثة (السودان ومصر وإثيوبيا) في التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يخاطب مصالح ومخاوف الجميع.
ولفت إلى موقف بلاده الداعم لآلية تفاوضية جادة وفعّالة بقيادة الاتحاد الأفريقي، كما يمنح دورا أساسيا للخبراء والمراقبين في الرباعية ينتج عنه التوصل لاتفاق ملزم قانوني للملء الثاني للسد.
وتابع: "شعرنا بأن الوساطة الأفريقية بحاجة إلى تأهيل ومراقبة وتسهيل من قبل الخبراء المختصين في المجال".
أشار إلى أن الوساطة الرباعية ستكون مجموعة (١+٣ ) أي الاتحاد الأفريقي وينضم لها الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، منبهاً إلى أن الرباعية ليست خارج الوساطة الأفريقية.
كان الرئيس الأوغندي يوري موسفيني تعهد في اتصال مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بتقريب وجهات النظر في ملف سد النهضة للوصول لحل يرضي جميع الأطراف.