كارثة جديدة وأعراض مخيفة.. ظهور مرض غامض يدمر مخ الإنسان فى غضون أيام
فى الوقت الذي احتار فيه العالم للكشف عن طريقة تمكنه من السيطرة على فيروس كورونا "كوفيد 19"، وعدم فهم الأسباب الخفية وراء انتشاره بطريقة مروعة ينتج عنها إصابات ووفيات، كشف فى كندا عن ظهور مرض جديد نادر وخطير يصيب المخ.
وبحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بى بى سي" يستقبل الأطباء في كندا مؤخرا حالات المرضى تظهر عليهم أعراض مرضية مشابهة لأعراض مرض "كروتزفيلد جاكوب"، وهو مرض نادر وخطير يصيب مخ الإنسان لكن بعد فحصهم الدقيق وتمعنهم في الحالات، تزداد حيرة الأطباء.
وأثارت المخاوف من المرض الجديد عقب ظهور أعراضه على شخص يدعى "روجر إليس" وعانى من حالة تشنج رغم تمتعه بحالة صحية جديدة فى السابق وعدم معاناته من أي أمراض، وبدأت تظهر عليه هلاوس وخيالات، وفقدان وزن، وتصيبه حالات من العدوانية ويكرر الكلام كثيرا، بحسب ما ذكرت التقارير الطبية.
وتابعت تقارير المتابعة للحالة الجديدة، أنه وصل إلى حد أنه لم يستطع الكلام في مرحلة ما، وفي غضون ثلاثة أشهر، نُقل إلى المستشفى ولا أحد يعرف السبب".
ورجح الأطباء في البداية أن يكون أصابه مرض "كروتزفيلد جاكوب"، وهو من الأمراض المرتبطة بالبريون، وهي جزئيات بروتينة تسبب في العدوى بمثل هذه الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي في الغالب؛ وتسبب خللا نادر وخطيرا في المخ، من بين أعراضه فقدان الذاكرة وتغير في السلوك وصعوبات في التواصل.
ووفق "بى بى سي"، أحد أطوار هذا المرض يرتبط بتناول اللحوم المصابة بجنون البقر، وينتمي مرض كروتزفيلد جاكوب لفئة أمراض المخ الشبيهة بالزهايمر ومرض باركينسون والتصلب الجانبي الضموري، التي تؤدي إلى اختلال البروتين في الجهاز العصبي وتكتله.
لكن الاختبارات أكدت عدم إصابة المريض الكندي بمرض كروتزفيلد جاكوب، وكذلك الاختبارات الأخرى التي أجراها الأطباء لمعرفة سبب مرضه الأمر الذي زاد حيرة الأوساط الطبية هناك.
وحصل راديو كندا على نسخة من مذكرة للصحة العامة أُرسلت للعاملين في القطاع الصحي، تحذرهم من ظهور مجموعة من المرضى المصابين بمرض مجهول في المخ.
ويقول أحد الأطباء العاملين فى مستشفى الدكتور "جورج إل ديمون" الجامعي في مدينة مونكتون، إن أول حالة رصدها الأطباء لهذا المرض كانت في عام 2015، وإنها كانت حالة واحدة شاذة وغير معتادة.
وتتزايد الحالات منذ ذلك الحين، بشكل مكّن الأطباء من رصد مجموعة من الحالات كمرض مختلف وناد لم يروه من قبل.
وتقول المقاطعة الكندية التى ظهرت فيها الحالة، إنها رصدت حتى الآن 48 حالة، نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء، في الشرائح العمرية ما بين 18 و85 عاما. وتتركز هذه الحالات في شبه جزيرة أكاديان ومدينة مونكتون في مقاطعة نيو برونسويك. ويعتقد أن ستة أشخاص توفوا إثر الإصابة بهذا المرض.
وظهرت الأعراض على أغلب المرضى في وقت قريب، بدءا منذ عام 2018، وإن كان أحدهم قد ظهرت عليه الأعراض في عام 2013، وتختلف الأعراض بشكل كبير من مريض لآخر.
في البداية، قد تأتي في صورة تغير في السلوك، مثل القلق والإحباط والضيق، ثم الشعور بألم غير مفهوم، مثل ألم في العضلات وتشنجات تصيب أفرادا كانوا أصحاء من قبل.
ومع الوقت، يواجه المرضى صعوبات في النوم، سواء أرق شديد والنوم لفترات طويلة، بجانب مشاكل في الذاكرة. ويمكن أن تأتي مصحوبة بمشاكل متزايدة في الكلام، مثل التلعثم أو تكرار الكلام، بشكل يجعل التواصل والانخراط في محادثة أمرا صعبا.
كذلك من بين الأعراض فقدان الوزن بشكل كبير وضمور العضلات، بجانب تشوش الإبصار وعدم القدرة على التواصل، وارتعاش العضلات بشكل لا إرادي، وقد يصاب البعض بهلاوس في الأحلام، أو هلاوس في اليقظة.