تجربة فريدة..حكاية أول مدينة فى العالم تخلصت من كورونا | شاهد
تعيش إحدى المدن تجربة فريدة من نوعها فى زمن وباء كورونا، بعدما أنهت رعب الجائحة وعادت الحياة إلى طبيعتها وتخلى سكانها عن قناعات الوجه والإجراءات الاحترازية.
إنها مدينة سيرانا البرازيلية التي يبلغ عدد سكانها 45 ألف شخص، التي أصبحت مركز تجربة فريدة من نوعها، بعدما تم تطعيم كل شخص بالغ تقريبا بلقاح مضاد للفيروس كورونا لمعرفة ما الذي يمكن أن يحدث.
وبحسب موقع "الحرة" الأمريكي، فإنه خلال الأسابيع الأخيرة، وبعد حصول معظم البالغين على الجرعة الثانية من اللقاح، تراجع عدد الإصابات بـ "كوفيد -19" ، وتراجع أيضا عدد الوفيات، وبدأت الحياة فى سيرانا تعود إلى طبيعتها، في وقت يعانى فيه العالم أجمع من استمرار الوباء في الانتشار كما ينتشر بجميع أنحاء البرازيل.
ووفق تحقيق أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في قلب مدينة سيرانا، كان الأطفال يضحكون وهم يطاردون بعضهم البعض في الساحة الرئيسية، بينما توقفت مجموعات من الأصدقاء، وكثير منهم من دون أقنعة واقية، للدردشة والاستمتاع بشمس الظهيرة".
ونلقت الصحيفة الأمريكية عن شخص يدعى هوميرو كافاليري (68 عاما)، وهو مهندس معماري متقاعد، قوله إنه لم يعد يقضي فترات بعد الظهر محبوسا في المنزل: "نشعر بالحرية".
وتوفر التجربة في سيرانا، وهي بلدة في السافانا المنتجة لقصب السكر بالبرازيل، الأمل للبلدان في جميع أنحاء العالم التي لا تزال تكافح تفشي فيروس كورونا.
وأشارت الصحيفة، أنه تم تقديم اللقاح لجميع البالغين في المدينة بين فبراير وإبريل كجزء من التجربة، والمعروفة باسم Project S. وهي أول تجربة جماعية من نوعها يتم فيها تلقيح مدينة بأكملها قبل بقية البلاد.
من بين حوالي 27700 من البالغين المؤهلين، تم تطعيم 27150 ، ما يمثل نسبة 98 في المئة من السكان، ولم يكن جميع أهل البلدة مؤهلين، بمن فيهم القاصرون الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما، والنساء البالغات الحوامل أو المرضعات، وغيرهم ممن يعانون من مشاكل صحية خطيرة.
وانخفضت الإصابات بنسبة 75 %، التي بلغت ذروتها شهر مارس في سيرانا، بينما لم تكن هناك وفيات بين الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل، مما يشير إلى أن اللقاح فعال أيضا ضد السلالة البرازيلية المعروفة باسم "متغير P.1"، التي اجتاحت المنطقة.
وعلق رئيس بلدية سيرانا، ليو كابيتيلي على الوضع بالقول: "الأرقام تتحدث عن نفسها".
وفي غرفة الانتظار في وحدة العناية المركزة بالمدينة، تظهر تأثيرات اللقاح فعلا وفق "وول ستريت جورنال" التي نقلت عن مديرة الوحدة، لوسيا إيلين كالدانو، قولها وهي تشير إلى صفوف من الكراسي الفارغة: "قبل ثلاثة أسابيع فقط، كان هذا ممتلئا، وفي الأسابيع الثلاثة الماضية، وُضع شخص واحد فقط على جهاز التنفس الصناعي".
وبعد تسجيل ما معدله 67 إصابة جديدة يوميا في مارس، بلغ متوسط عدد الإصابات اليومية لسيرانا هذا الشهر ربع ذلك، أي حوالي 17 إصابة في اليوم، وانخفض معدل الإصابة في البرازيل بنحو 24 % منذ ذروته في مارس.
وتجاوز عدد المصابين بالفيروس في البلاد 15 مليون، بينما فاق عدد المتوفين 417 ألف.