"السوشيال ميديا" منصة مميزة لهواة صناعة المحتوى والدراما والأفلام الحرة
بالقدر الذي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي في صناعة محتوي "مقاطع فيديو" أغلبها يعتمد على المواقف الكوميدية البحتة والخدع دون تقديم افادة مجتمعية أو فنية حقيقة، تشكل هذه المنصات داعم قوي للموهوبين القادرين على صناعة محتوى درامي أو تمثيلي حقيقي، لصناعة وتقديم أفلام حره ومشاهد وحلقات تمثيلية بعيداً على سيطرة شركات الإنتاج.
هذا ما حققه صانع المحتوى يوسف القط عبر منصة اليوتيوب حيث استغل موهبته في صناعة محتوى تمثيلي في تقديم مجموعة من الأفلام القصيرة والحلقات الدرامية عبر منصة يوتيوب، اجتذبت ملايين المشاهدات، واقنع عبر موهبته عدد من الممثلين المحترفين لمشاركته فيها ومنهم الممثل الكوميدي بيومي فؤاد.
ويرى يوسف أن إشكالية صناعة المحتوى المرئي العربي عبر منصات التواصل الاجتماعي وبالأخص "يوتيوب" ما يزال النسبة الأكبر منه محصوراً في المواقف الكوميدية والخدع والمقالب والتقليد، ويتحجج أغلب صناع المحتوى بأن هذا ما يجتذب الجمهور وبالتالي يدر دخل مادي جيد عليهم، ولا يحتاج إلى مجهود زائد أو تكلفة عالية.
وقال أن ما لا يلتفت إليه أغلب صناع المحتوى من هذه الفئة، أن هذه المنصات يمكنها مساعدة الراغبين في تقديم أعمال تمثيلية (درامية أو أفلام قصيرة) بشكل كبير، فهذا النوع من الصناعة لا يتطلب تكلفة عالية حيث يمكن العمل عليه عبر هاتف ذو قدرات تصوير جيدة، وبرنامج مونتاج وجهاز كمبيوتر، ولا يتطلب اعداد كبيرة من الممثلين أو قيود الكتابة، كما أن وصوله للجمهور سهل ومجاني وواسع انتشار، الأمر الذي يمكنه أن يدعم الموهوبين في كبير ويساهم في إيجاد رافد جديد لصناعة الدراما.
وأوضح أنه في البداية حقق شهرة على منصات "انستغرام" وفيس بوك عبر مجموعة من المقاطع الكوميدية التي تعتمد على شخصيات ذات عمق اجتماعي بسيط، ومنها شخصية مغترب مصري نشئ في دول الخليج وأظهر عبرها العديد من المواقف الكوميدية طبيعة التضارب الثقافي والمجتمعي الذي تقع فيه هذه الفئة، وشخصية لشاب عشريني يعيش بعفوية بأسلوب وعقلية طفل وما يواجهه من صدمات في التعامل مع المجتمع، واستغل هذه الشهرة في تحقيق رغبته الحقيقة في التمثيل وصناعة دراما بسيط عبر انشاء قناة "أزرق" على منصة يوتيوب والتي تمكن بمجرد اطلاقها في الحصول على مئات الألاف من المشتركين أهله للحصول على "درع اليوتيوب" كأول قناة تحصل على الدرع دون نشر فيديوهات، وعبر تقديمه لفيلم قصير عليه جذب انتباه الممثل الكوميدي المعروف بيومي فؤاد ليشاركه في محتوى درامي على القناة.
يوسف فضل صناعة المحتوى المرئي الدرامي والتمثيلي لتحقيق هدفه، مبتعداً عن مجال دراسته الأساسي للهندسة المدنية، معتبراً أن صناعة المحتوى الهادف عبر منصات التواصل الاجتماعي يمكن أن يحقق فائدة للمجتمع بالقدر الذي يمكن أن يحققه أي تخصص علمي وعملي، وربما يتجاوزه لأنه قادر على الوصول للملايين في وقت قصير.