لغز مرض النوم الغامض.. سكان قرية ينامون لأيام والسبب غير متوقع | شاهد
يعد النوم أمرا ضروريا للاستمرا في أداء المهمات اليومية، دون الشعور بالإرهاق أو التعب، وقد ينام البعض نحو 8 ساعات أو أقل أو أكثر حسب تنظيم أوقاتهم خلال اليوم.
وفي واقعة غريبة احتار العلماء في تفسيرها، ينام سكان بلدة بشكل مفاجئ لعدة أيام متواصلة ويستقيظون مرهقين، ولا يتذكرون أي شيء عما حدث خلال فترة نومهم.
وخلال الفترة بين عامي 2012 و2015، كان سكان بلدة «كالاتشي» في كازاخستان وهي تقع على بعد 300 ميل من غرب العاصمة أستانا، يدخلون في نوبات نوم غير مبررة، أحيانًا تمتد لأسابيع في كل مرة دون تحديد سبب حتى الآن، بحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية.
فيكتور كازاتشينكو، أحد سكان القرية التي تقع في شمال كازاخستان، يقول إنه في أحد أيام الصيف الماضي كان يقود سيارته إلى بلدة قريبة من أجل قضاء بعض المهمات، إلا أنه لم يصل إلى وجهته، ولا يتذكر أبدا ما حدث له وكأن عقله توقف عن العمل، وأصيب بمرض غامض يعرف باسم «مرض النوم»، وأدى المرض الغامض إلى دخول السكان في غيبوبة، والتي كانت تستمر أحيانا لأيام متتالية.
وقال «كازاشينكو»، إنه كان ذاهبًا إلى المدينة في 28 أغسطس، وما زال مشوشًا بسبب التجربة، حيث استقيظ في 2 سبتمبر ليجد نفسه في المستشفى، وأن تشخيصه الوحيد هو أنه كان نائما بعمق دون سبب واضح.
ولمدة عامين، كان السكان يدخلون في غيبوبة ويعانون من أعراض الإنهاك مثل الدوخة والغثيان والصداع الشديد وفقدان الذاكرة نتيجة لذلك.
ولم يكن الكبار فقط هم من عانوا من نوبات غريبة، حيث قال عدد من الأطفال إنهم رأوا خيولاً مجنحة وثعابين.
ويستيقظ الشخص المريض من نومه الطويل ولا يتذكر أي شيء، حيث يبدو واعيًا ويمكنه المشي، ولكن على الرغم من ذلك، فإنه يدخل في نوم عميق، وعندما يوقظه أي شخص لا يتذكر أي شيء على الإطلاق.
وأثر المرض على أكثر من 120 من السكان، حوالي ربع سكان كالاتشي، وأصيب نحو 152 بمرض النوم الغامض لأكثر من مرة، بالإضافة إلى الإصابة بقرح الفراش نتيجة للنوم المتواصل.
وحيّر مرض النوم، الأطباء والعلماء على حدٍ سواء، والذين اختبروا المستويات المتزايدة من الإشعاع، وأول أكسيد الكربون وغاز الرادون وتراكم أملاح المعادن الثقيلة التي يمكن أن تكون سامة، وتم العثور على مستويات مرتفعة من غاز الرادون وأول أكسيد الكربون.
وأقر سيرجي لوكاشينكو، مدير معهد الأمن الإشعاعي التابع للمركز النووي الوطني، بأن بعض منازل السكان المتضررين بها مستويات أول أكسيد الكربون أعلى بعشر مرات من الموصى به، وربما تسبب في أعراض مشابهة لمرض النوم.
وتم إجراء أكثر من 20000 اختبار معملي وسريري في الهواء والتربة والماء والغذاء والحيوانات ومواد البناء وعلى السكان أنفسهم، ولا تزال الاختبارات جارية.
ولفتت الحالات انتباه السلطات في نهاية المطاف، وتم نقل مئات الأشخاص من القرية.
وفي عام 2015، أصدرت حكومة كازاخستان بيانا يزعم أن المستويات السامة من أول أكسيد الكربون كانت السبب وراء هذه الحوادث الغريبة، بحسب صحيفة «تايمز أوف نيوز» الهندية.
والمثير للصدمة أن الاختبارات التي تم إجراؤها وجدت أن المستويات أعلى بعشر مرات من المعتاد.