استبعاد حماس ..مصر توصي بتعهد السلطة الفلسطينية لصندوق التبرعات
لن يتم بذل جهود المجتمع الدولي لإعادة بناء قطاع غزة إلا بالتعاون مع السلطة الفلسطينية ، الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني ، ولن تشمل حركة حماس، مصر وقطر وتركيا هي الدول العربية التي تقود الجهود لإنشاء صندوق لإعادة إعمار قطاع غزة بعد أن دمرته إسرائيل بالكامل.
وزارة الخارجية المصرية قلقة بشأن الطريقة التي يمكن أن تدار بها أموال المؤسسة ، وبالتالي طلبت من رام الله إدارة الصندوق كممثلة للفلسطينيين.
بينما يترقب الفلسطينيون البدء في عملية إعادة إعمار قطاع غزة الذي استهدفه الغارات الإسرائيلية، وذلك بعد إعلان وقف إطلاق النار فجر الجمعة الماضي، علما بأن مصر كانت قبل ذلك أول دولة تعلن عن تخصيص دعم مالي كبير لصالح جهود إعادة الإعمار.
فقد أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد اجتماع مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، وملك الأردن عبد الله الثاني -في باريس، عن تقديم مصر مبلغ 500 مليون دولار (نحو 7.8 مليارات جنيه مصري) للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة، مع قيام الشركات المصرية المتخصصة بالاشتراك في التنفيذ.
اللافت في الإعلان ليس مقدار المبلغ فقط، إذ تعاني مصر من عجز في الموازنة فضلا عن ارتفاع الديون الخارجية والداخلية، إنما في توقيته أيضا، فقد جاء قبل إعلان وقف إطلاق النار، مما زاد الأمر غموضا وتساؤلا عن هذا الإعلان المفاجئ.
ورغم مرور بضعة أيام على إعلان السيسي، فإنه لا أحد يعرف على وجه التحديد كيف ستوفر السلطات المصرية هذا المبلغ، خاصة أنها تعاني من عجز مزمن في الموازنة العامة، وهي مثقلة بديون داخلية وخارجية كبيرة، وهل ستعتمد على أموال التبرعات؟
إلا أن الدولة المصرية أوصت السلطة الفلسطينية إدارة صندوق التبرعات بما أنها الممثل الشرعي السلطة، خاصة وأن مصر على عداء قديم مع حركة حماس.
وعقب المبادرة المصرية، أعلن صندوق "تحيا مصر" عن تخصيص حساب باسم إعادة إعمار غزة في كل البنوك المصرية، لتلقي المساهمات من داخل مصر وخارجها، وتلبيةً للاحتياجات المعيشية والدوائية لسكان قطاع غزة.
يذكر أن صندوق تحيا مصر هو صندوق يتمتع بالاستقلال المالي والإداري، ويتبع رسميا لرئيس الحكومة، لكنه يحظى برعاية خاصة من الرئيس السيسي الذي كان صاحب فكرة إنشائه في 2014، بهدف دعم مصر والتغلب على الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
وجاء إعلان هذه المبادرة بعد ساعات من إعلان وزيرة الصحة المصرية هالة زايد إرسال 65 طنا من المساعدات الطبية إلى غزة، قيمتها 14 مليون جنيه (890 ألف دولار) للمساهمة في معالجة المصابين.
والسبت الماضي، قالت السلطات المصرية إنها قدمت أضخم قافلة مساعدات لقطاع غزة، وهي عبارة عن 130 شاحنة تحمل 2500 طن من المواد الغذائية والأدوية وألبان الأطفال والملابس والمفروشات والأجهزة الكهربائية، وغيرها من المواد المتنوعة المقدمة من صندوق "تحيا مصر".