نجح في إدارة أحداث غزة.. عباس " السياسي المُحنك"
أشاد مسؤولون كبار في فتح بسياسة وعمل رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن خلال فترة مضطربة مليئة بالأزمات والتحديات.
يواصل أبو مازن الترويج لمصالح الشعب الفلسطيني دوليًا ومحليًا ، دون جر الضفة الغربية إلى مواجهة عسكرية غير فعالة مع الاحتلال ، والتي من شأنها إحداث أزمة اقتصادية في الضفة الغربية أيضًا.
يدرس أبو مازن حاليا سبل إعادة إعمار غزة بمساعدة دول عربية مختلفة، لكن من المؤكد أن عباس لا يروق له إقدام اللاعبين الدوليين في المنطقة على التفكير في إجراء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع حماس، رغم تصنيفها منظمة إرهابية من قبل الحكومة الألمانية والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبعض البلدان العربية. حتى أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ذكرت عقب التوصل إلى هدنة ليلة الخميس أن من الضروري الحفاظ على تواصل غير مباشر مع حماس.
وبغض النظر عن مستوى قبول حماس، فإن الأمر الذي بات جلياً هو أن عباس – الذي أرجأ في أبريل الماضي عقد أول انتخابات فلسطينية عامة تجرى منذ 15 عاماً – خرج من هذا الصراع العسكري الأخير أقوى مما سبق.
وفي سياق آخر، فقد أشارت عدد من وسائل الإعلام العربية وأيضاً صحف في إسرائيل إلى أن عباس يعد "الخاسر الأكبر"، إذ ذهبوا إلى القول بأن "أبا مازن" فقد حتى اهتمام الفلسطينيين، فيما لم يعد يُنظر إليه من قبل العديد من الأطراف على الساحة الدولية باعتباره "لاعباً ذا تأثير" فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.
أما دوليًا، تعد مصر من بين الرابحين الإقليميين من التصعيد الأخير في غزة، خاصة أنه من المحتمل أن دور الوساطة الذي لعبته في التوصل إلى هدنة سوف يعزز موقفها بالنسبة للولايات المتحدة باعتبارها لاعباً إقليمياً قوياً في المستقبل. ويبدو أن وسائل الإعلام المصرية باتت متأكدة من هذه النتيجة.
ففي تصريحات لوسائل الإعلام المصرية الرسمية، قال ياسر الهضيبي، نائب رئيس حزب الوفد الليبرالي واستاذ القانون الدستوري وحقوق الإنسان، إنه يعتقد بقوة أن مصر باتت "نموذجاً يحتذى به" فيما يتعلق بالتعامل مع القضية الفلسطينية.
لكن نيل كويليام، الزميل المشارك في مركز أبحاث "تشاتهام هاوس" أشار إلى أن الجانب المهم في هذا الأمر "أننا يمكننا القول بأن مصر أكدت مرة أخرى على قدرتها على الاستفادة من علاقاتها مع إسرائيل، حتى ولو كانت محدودة".
من جانبه، يقول البروفسور إيكارت فيرتس إنه يتعين علينا الانتظار لنرى ما إذا كان حلفاء إسرائيل من الدول العربية سيحافظون على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع الدولة العبرية، مضيفاً أنه "على الرغم من إبرام اتفاقات أبراهام، فإن من غير الواقعي افتراض تعزيز العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل من دون الرئيس محمود عباس والتفاوض معه حول حل القضية الفلسطينية بشكل كامل.