جبروت صباح.. قتلت زوجها وشقيقه وحماتها وسلفتها بالزرنيخ
لا تزال جريمة «صباح» عالقة في أذهان أهالي مركز بسيون في الغربية رغم مرور عدة سنوات على حدوثها، بشاعة الجريمة وخطة القاتلة جعلت منها صورة ثانية من قصة «ريا وسكينة»، حيث قتلت صباح عائلة كاملة مكونة من 4 أفراد هم زوجها وشقيقه وحماتها و«سلفتها»، وكان هدفها الأسمى هو الظفر بميراث الأسرة بمفردها، من يقرأ تلك السطور ربما يخطر بباله أن تلك السيدة طاعنة في السن حتى تخطط تلك الجرائم ببراعة تامة ولم تكشف إلا بعد أشهر من مقتل الضحايا.
تلك الجريمة المروعة يحكيها مصدر أمني بقوله إنه في مثل هذه الأيام من شهر يونيو قبل 5 سنوات حدثت تلك الجريمة أي في عام 2016، لكن الشكوك انتابت شقيق زوجها الأصغر بعد وفاة زوجته نشوى إبراهيم عبدالستار، وتبين أن المتهمة كانت تخطط للزواج من الشقيق الأخير ثم قتله ليكون الضحية الخامسة ويلحق بشقيقيه ووالدته وزوجته غير أن العناية الإلهية أنقذته من هذا المخطط بعد شهادة نجلتها «شهد» الطفلة البالغ عمرها 10 سنوات، التي شاهدت والدتها تخنق زوجة عمها وبعد القبض على المتهمة انهارت وحكت تفاصيل جرائمها وأنها قتلت زوجيها وحماتها بالسم «الزرنيخ» في الطعام.
الكشف عن الجريمة كان بمثابة كابوس لجيران المجني عليها الذين كانوا يعرفوا عنها أمانتها ورعايتها لأسرتها، لكن الحقيقة كانت صادمة: «لو شيطانة ما كانتش عملت كده»، جملة قالها سلطان أبو غالب أحد سكان القرية وقت الجريمة لـ«الوطن» متابعا: «المتهمة استطاعت أن تخدع كل أهالي القرية بتمثيل دور الفتاة الريفية الطيبة التي تزوجت وتساعد زوجها في الحياة، وتخدم والديه بحكم أنها متزوجة في بيت عائلة، لافتا إلى أنه على مدار 4 سنوات لم يشك في سلوكها لحظة، وكان دائما يشكر فيها وفي حسن خلقها، خاصة بعد أن كانت تعمل في الأرض مع زوجها الأول «جمعة 33 سنة»، حتى توفى بعد عامين من زواجهما، وكذلك موافقتها الزواج من الشقيق الأصغر لزوجها المتوفى «صبحي 25 سنة»، وعدم رفضها رغبة أسرة زوجها، فأهالي القرية وقتها أثنوا عليها بسبب موافقتها على الزواج من شخص أصغر منها لم تختره وتضحيتها بحياتها من أجل طفليها، ورغم وفاة زوجها الثاني بعد شقيقه بفترة قصيرة وكذلك والدتهما لم يشك في أمرها أحد، ولكن اتضح أن الجميع كانوا مخدوعين فيها وأنها شيطانة استغلت جمالها في قتل 4 من أسرة، وكانت تخطط لقتل باقي أفراد الأسرة للحصول على الميراث بمفردها.
وبحسب التحقيقات وأقوال الشقيق الأصغر الناجي من القتل أن وفاة زوجها الأول بعد عامين وشقيقه الذي تزوجها بعد انتهاء فترة عدتها ثم وفاته بعد مرور 6 أشهر على وفاة شقيقه، ثم والدتهما بعد 12 شهرا تقريبا، لم يشك أحد في أسباب الوفاة، وإن كان الأمر غريبا نظرا لوفاة 3 من أسرة واحدة في أقل من سنتين دون أن تظهر عليهم أي أعراض مرض، ولكن كنا نقول إنه قضاء الله ولا اعتراض على قضائه، ولم يشك أحد في أسباب الوفاة، وهذا يعود إلى أن أهالي القرى غالبيتهم على الفطرة وطيبة القلب وكانوا يسررعون في دفن المتوفين بمبدأ «إكرام الميت دفنه».