الذئاب الرمادية.. ذراع تركيا المسلح تحت مقصلة أوروبا
تصاعد غير مسبوق للأزمة الممتدة بين تركيا وعدد من الدول الأوروبية بسبب نشاط الأولى في دعم الإرهاب وإيواء عناصره، خاصة بعد قرار البرلمان الأوروبي الذي صدر، الأربعاء الماضي، بإدراج حركة «الذئاب الرمادية» التركية على قوائم التنظيمات الإرهابية، حيث أوصى البرلمان بوضع تنظيم «الذئاب الرمادية» القومي التركي المتطرف على قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية وذلك بعد 8 أشهر من حظره في فرنسا.
تقرير لمؤسسة رؤية كشف انه نوفمبر الماضي أعلنت الحكومة الفرنسية حل منظمة “الذئاب الرمادية” في البلاد بدعوى أنها تثير التمييز والكراهية وضالعة في أعمال عنف، وقد رحب الطلب المقدم إلى البرلمان الألماني بالتصرف الفرنسي مع المنظمة وربط ذلك بالأمل في أن تتبع دول أخرى النموذج الفرنسي.
وتابع التقرير انه في يوليو الماضي بمحافظة إدلب السورية شوهد أحد جنود الاحتلال التركي غرب حلب شمالي سوريا، أثناء تأديته لإشارة منظمة الذئاب الرمادية القومية التركية، ونشاط تلك الحركة في سوريا لم يبدأ أثناء العدوان التركي الأخير على سوريا، ولكنه بدأ قبل أعوام مع بدء تلقي التركمان في سوريا للمساعدات العسكرية بجانب مقاتلين من الذئاب الرمادية.
واوضح التقرير انه لم يقف الأمر عند هذا الحد فقد توالت الأحداث لتكشف أن هؤلاء المتطرفين اليمينيين تجمعوا فى ميليشيات داخل مدينة عفرين السورية التى تحتلها تركيا منذ 2018، حسبما كشف المرصد السورى لحقوق الإنسان فى فبراير 2018.
ولفت التقرير ان العامل المشترك بين العثمانيون القدامى والجدد من ناحية، والقوميون الأتراك من ناحية أخرى هو ذلك التعصب الغريب لعرقهم، فالمتأمل في سياسات وأنظمة الدولة العثمانية الماضية يدرك أنها لم تأخذ من الإسلام وثقافته سوى ما يفيد السلطة الحاكمة من تحصين ديني لشخص السلطان، ودعاية دينية للحملات الحربية أو فتاوى دعائية ضد هذا أو ذاك ممن تقوم خصومة أو عداوة بينه والعثمانيين، فضلا عن توظيف آيات الجهاد وشعاراته للتعبئة المعنوية للجيوش وإضفاء بُعد جهادي للحروب التوسعية العثمانية.
واكد التقرير انه جاءت تسمية الجماعة الإرهابية المتطرفة من أسطورة “الذئب الرمادى”، والتى تغذى فكرة تاريخ أسطورى للأتراك، وتقول بأنه عندما عاشت قبائلهم فى وسط آسيا وتعرضت لهجوم من قبيلة معادية أبادت جميع الأتراك، باستثناء طفل واحد، عاش فى الغابة يرضع من ذئبة عطفت عليه حتى كبر، واستطاع أن يعيد لقومه مجدهم.