غضب في حماس بسبب سكان الشيخ جراح
بحسب مسؤول كبير في حماس في غزة، فإن قيادة الحركة تشعر بخيبة أمل من حجم الاحتجاجات في القدس الشرقية.
وقال المصدر إن زعيم حماس يحيى السنوار تحدث بشدة ضد سكان الشيخ جراح بعد أن علم أنهم يبذلون جهودا لاستعادة عافية الاقتصاد المحلي الذي تعرض لانتكاسات خطيرة خلال عملية سيف القدس في غزة.
فيما على الجانب الآخر تتعالى الدعوات لرحيل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في الضفة الغربية. هذه المطالب أتت بعد أن اجتاحت موجة من الاحتجاجات مناطق عدة داخل الأراضي المحتلة على إثر وفاة نزار بنات أحد نشطاء حقوق الإنسان. وندد المتظاهرون بالقمع والفساد، في حين استخدمت السلطات العنف والترويع لمواجهتها.
منذ وفاة الناشط الحقوقي نزار بنات في 24 حزيران / يونيو في رام الله، تشهد الضفة الغربية مظاهرات متواصلة مناهضة للرئيس محمود عباس، تتخللها اشتباكات مع القوى الأمنية. فقد ثارت موجة غضب من الخليل إلى رام الله مرورًا ببيت لحم، على إثر مقتل هذا المعارض للسلطة الفلسطينية البالغ من العمر 43 عامًا، بعد ساعات من اعتقاله من قبل قوات الأمن، وجراء تعرضه للضرب حتى الموت وفقًا لعائلته.
ورافقت هذه المظاهرات شعارات "ارحل يا عباس" و"يسقط النظام العسكري" في إشارة إلى حماس و"لا للاغتيالات السياسية"، وشعارات أخرى منددة بفساد السلطة الفلسطينية.
فقد تجمع مئات المتظاهرين السبت على بعد مئات الأمتار من "المقاطعة"، مقر الرئاسة الفلسطينية، حيث نشرت أعداد كبيرة من الشرطة لحمايته. كما تم إغلاق بعض الطرق لمنع وصول المتظاهرين من البلدات الأخرى. لكن السلطات لجأت للعنف منذ المظاهرات الأولى، فقمعت المظاهرات بالقوة، واعتقلت الناشطين وقامت بترهيب الصحافيين.
من جهته، رأى الباحث في مركز البحوث الدولية التابع لمعهد الدراسات السياسية في باريس بليغ نابلي أن التظاهرات الحالية تأتي في إطار استمرار فقدان السلطة الفلسطينية شرعيتها بشكل عام ورئيسها بشكل خاص. وتابع: "الاحتجاجات التي نشهدها تشكل المظهر النهائي فلقدان محمود عباس الشرعية".
كما أن احتجاجات الشيخ جراح ورغبة الناس بالعودة إلى الحياة الطبيعية رغبة في إعادة تدوير عجلة الاقتصاد أصاب أعضاء حماس بالإحباط وجعلهم يشعرون بأن مجهوداتهم راحت هباءً.
كما أن السلطة، بحسب نابلي، يجسد الرئيس الفلسطيني كيانا عاجزا عن تحقيق آمال ومطالب الشعب الفلسطيني التي ولدت بعد اتفاقات أوسلو عام 1993.
وأوضح الباحث السياسي أن شرعية عباس تأثرت بشكل كبير بسبب انتهاء عهدته منذ العام 2009 وعوض اللجوء للديمقراطية، عبر إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية حرة، "أظهر رغبة بتحييد هذا الجانب". بل إن عباس أظهر ميلا للاستبداد، علما أن عملية انتخابه والسلطة الفلسطينية نفسها شكلتا تجربة مثيرة للاهتمام في العالم العربي من حيث التحول الديمقراطي، حاله كحال حركة حماس بقيادة يحيى السنوار في غزة.