الخبراء يحسمون الجدل..هل سينهار سد النهضة قريبًا ؟
كشف عدة خبراء أن سد النهضة في إثيوبيا مصنف دوليًا ضمن المشروعات الأكثر خطورة واحتمالات انهياره ليست مستبعدة.
وخلال جلسة حوار مفتوحة نظمها المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أكد الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، أن سد النهضة به عيوب جسيمة تم إعلانها هناك عيوب أخرى لم تعلن.
وأشار الدكتور عبد العاطي إلى أن الدولة المصرية تعمل بكافة أجهزتها على مدار الساعة، وستتخذ القرار في الوقت الذي يناسبها ووفقا لمصالحها، مشيرًا إلى أن بلاده شاركت في بناء العديد من السدود في بعض الدول الإفريقية.
وقال الدكتور هشام بخيت أستاذ الهيدروليكا بكلية الهندسة جامعة القاهرة وعضو وفد مصر في مفاوضات سد النهضة إن سد النهضة صنف دوليا من المشاريع الأكثر خطورة، وأن احتمالات انهياره واردة بسبب الواقع الجيولوجي للمنطقة وعدم تحملها لأي إنشاءات خرسانية، مشيرا إلى أنه في حال انهيار السد سيكون الوضع كارثيا على السودان.
وقال الخبير الدكتور زكي البحيري في حديث مع "العربية.نت" إن هناك دراسات كثيرة كشفت عن مخاطر سد النهضة وبعض العيوب فيه، ولذلك ضغطت مصر والسودان على إثيوبيا كثيرا لتلافي تلك العيوب وتجنب أي مخاطر.
وقال البحيري: "حجم السد كبير جدًا، وارتفاعه يبلغ 145 مترا وعرضه 1850، وتمتد بحيرة التخزين فيه لمسافة تقترب من 246 كلم خلف السد، والسعة التخزينية له تبلغ 74 مليارا على منسوب 640 مترا فوق مستوى سطح البحر، ولو تم بناؤه بالمقاييس القائمة فسيكون من أكبر 10 سدود في العالم".
وأضاف الدكتور البحيري أن مادة بناء السد اسمنتية، ومعامل الأمان فيه منخفضا جدا، ولا تتعدى 1،5 درجة بمقياس ريختر، بينما معامل الأمان للسد العالي 8 درجات، مشيرًا إلى أنه قد حدث بالفعل انزلاق في تربة سد النهضة ذاته في العام 2014، وذلك لأن الهضبة الإثيوبية مكونة من صخور بازلتية بركانية، تغطي نحو 75% من حوض النيل الأزرق، والبازلت من أقل الصخور تحملا للأحمال الكبيرة كأجسام السدود، وهو ما يجعل إنشاء السدود الكبيرة في الهضبة الإثيوبية أمرا بالغ الخطورة.
وأشار البحيري إلى تقرير أعده أصفو بييني، أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة سانتياجو بولاية كاليفورنيا الأمريكية، يؤكد فيه أن سعة بحيرة سد النهضة وحجمه مبالغ فيهما بما لا يقل عن 300%، وأنه ينبغي تقليص السد إلى ثلث مواصفاته الحالية لكي يصبح آمنا ولا يزيد حجم التخزين فيه عن 14،5 مليار متر مكعب من المياه، كما يجب ألا يزيد ارتفاعه عن 85 مترا.
ووفق التقرير فإن الأوضاع الجيولوجية للمنطقة التي يقام فيها السد زلزالية، وتاريخها يشير لذلك، حيث يشكك الخبير الأمريكي في حول مدى تحمل السد للفيضانات الجارفة التي تحدث 7 مرات كل 20 عاما، مؤكدا أن مثل هذه الفيضانات يمكن أن تطيح بالسد نفسه.
ولفت البحيري إلى أن السد يقع على فالق أرضي خطر في منطقة زلزالية وبركانية، ولو تم تخزين مياه بالحجم الذي تنوي إثيوبيا تخزينه فيه، فربما يؤدي ذلك إلى كارثة إذا حدث انفراج للفالق الأرضي، كما تزداد المخاوف بسبب وقوع السد في منطقة الأخدود الإفريقي الشرقي المعروف بنشاطه الزلزالي المرتفع نتيجة كثرة التصدعات والشقوق وحركة القشرة الأرضية في نطاقه.
وقال: "خبير الزلازل العالمي الدكتور رشاد القبيصي أكد أنه من المتوقع انهيار سد النهضة بتخطيطه الحالي، فالبيانات المتوفرة تشير إلى أن هناك ما يقرب من 10 آلاف زلزال تفوق في قوتها 4 درجات بمقياس ريختر حدثت بالقرب من موقع السد خلال الفترة من العام 1970 حتى العام 2013، والدليل على ذلك انهيار جزء من سد تيكيزي الذي أقيم في العام 2009، كما انهار سد جيبي 2 المقام على نهر أومو المتجه إلى بحيرة تروكانا في كينيا بعد 10 أيام من افتتاحه رسميا عقب مجيء أول فيضان للنيل".
وخلال الـ 15 عاما الأخيرة تم إنشاء 70 سدًا صغيرًا على أنهار شمال إثيوبيا، وانهار وتهدم منها 45 سدا، وهو ما يعني خطورة إنشاء سدود ضخمة على أنهار الهضبة الوسطى لشدة انحدارها خاصة في حوض النيل الأزرق أكبر أنهار تلك الهضبة وأشدها قوة، حسبما أكد البحيري.
وأكد أن العمر الافتراضي لسد النهضة قليل جدا بسبب تراكم الطمي الذي يبلغ معدل تراكمه 131 مليون طن سنويا، كما أن كفاءة توليد الكهرباء منه ستقل بمعدل 20% كل 10 سنوات، مضيًفا أن كل المؤشرات والتوقعات والحقائق العلمية تؤكد أنه سينتهي من الوجود تماما خلال 50 عاما إذا لم ينهر قبل ذلك بفعل العوامل الجيولوجية.