جحيم ساعة الصفر..كيف أنقذ جنرال أمريكي الشرق الأوسط من حرب كبرى فى اللحظة الأخيرة ؟
كشفت مجلة أمريكية، أن الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة فى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، دخل فى خلاف مع الرئيس الجمهوري، بهدف منع قرار توجيه ضربة عسكرية لإيران، لتجنب خوض الولايات المتحدة حربا فى منطقة الشرق.
وقالت مجلة " ذا نيويوركر" الأمريكية، إن رئيس هيئة الأركان المشتركة، أصدر تحذيرًا صريحًا للرئيس السابق دونالد ترامب، بشأن توجيه ضربة محتملة لإيران في الأشهر الأخيرة من رئاسته، قائلًا: "إذا قمت بذلك، ستخوض حربًا سخيفة"، وذلك حسب كتاب جديد حول رئاسة ترامب من المقرر إصداره العام المقبل.
وذكرت مراسلة صحيفة "ذا نيويوركر" الكاتبة سوزان جلاسر، التي تشارك في تأليف الكتاب مع زوجها مراسل "نيويورك تايمز" بيتر بيكر، أن الكتاب يعتمد على نحو 200 مقابلة مع مصادر مختلفة، ويتطرق إلى تفاصيل تخوف الجنرال ميلي، فيما يتعلق بحرص ترامب على ضرب إيران بسبب الأعمال التي تستهدف المصالح الأمريكية.
وقال الكتاب: إن مارك ميلي كان يشعر بالقلق من أن ترامب سيفعل أي شيء للبقاء في السلطة، بداية من "شن انقلاب عسكري وصولًا إلى بدء صراع مع إيران".
ويسرد الكتاب تفاصيل اجتماع الجنرال الأمريكى الأخير مع ترامب في 3 يناير 2020، الذي ضم وزير الخارجية، مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، وفيه تبددت أخيرًا المخاوف بشأن قيام الرئيس الجمهوري بشن ضربة ضد إيران بعد أن حدد الثلاثة عواقب القرار، وبدا أن ترامب يستمع إلى تحذيراتهم، وكان موضوع اجتماع ظهر الأحد، في البيت الأبيض، هو برنامج إيران النووي.
وخلال الأشهر السابقة، شارك ميلي في جهود قلقة لضمان عدم دخول ترمب في صراع عسكري مع إيران كجزء من حملته الخيالية لإلغاء نتائج انتخابات 2020، والبقاء في السلطة، إذ كانت تنتابه مخاوف داخلية، من أن يصر الرئيس على توجيه ضربة للمصالح الإيرانية يمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة فى منطقة الشرق الأوسط.
وأخبر الجنرال زملاءه أنه كان هناك "سيناريوهان مرعبان" للفترة التي تلت انتخابات 3 نوفمبر، التي أسفرت عن هزيمة ترامب، ورفضه الإقرار بالهزيمة؛ أحدهما هو أن ترامب سيحاول "استخدام الجيش في شوارع الولايات المتحدة لمنع انتقال شرعي وسلمي للسلطة".
والسيناريو الآخر، هو افتعال أزمة خارجية تتورط فيها إيران، لم يكن الأمر معلنًا في ذلك الوقت، لكن ميلي اعتقد أن الأزمة "قريبة جدًا" من الصراع مع طهران.
وقال ميلي إن هذه الفترة الخطيرة التي أعقبت الانتخابات كانت كلها بسبب احتضان ترامب لـ"الكذبة الكبيرة" بأن الانتخابات قد سرقت منه.
ولمنع مثل هذه النتيجة، كان ميلي، منذ أواخر عام 2020، يعقد اجتماعات هاتفية صباحية، الساعة 8 صباحًا في معظم الأيام، مع كبير موظفي البيت الأبيض، مارك ميدوز، ووزير الخارجية مايك بومبيو، على أمل ضمان سلامة البلاد حتى تنصيب جو بايدن.
وأشار الكتاب إلى أن ميلي قال لزملائه: "كلا المحركين معطلان، ومعدات الهبوط عالقة، ونحن في حالة طوارئ. مهمتنا هي أن نهبط هذه الطائرة بأمان، والقيام بانتقال سلمي للسلطة في 20 يناير".
كانت هذه المواجهة غير العادية بين المسؤول العسكري الأعلى في البلاد والقائد العام للقوات المسلحة تتزايد طوال عام 2020، وقبل الانتخابات صاغ ميلي خطة لكيفية التعامل مع الفترة المحفوفة بالمخاطر التي سبقت التنصيب.
وحدد ميلي أربعة أهداف؛ أولًا، التأكد من أن الولايات المتحدة لن تخوض دون داع حربًا في الخارج، وثانيًا، التأكد من عدم استخدام القوات الأمريكية في شوارع الولايات المتحدة ضد الشعب بغرض إبقاء ترمب في السلطة؛ وثالثًا، الحفاظ على نزاهة الجيش. وأخيرًا الحفاظ على سلامته شخصيًا، وكان يشير إلى هذه الأهداف كثيرًا في محادثات مع آخرين.