رائحة كريهة كشفت الأسباب.. سر حبس أم لابنتها 25 عاما في غرفة نومها | شاهد
لم تتخيل يوما أنها ستعاني أسوأ أنواع العذاب على يد أقرب الأشخاص إليها، وبدلا من الشعور بعاطفة أمها نحوها، باتت سجينتها على مدار سنوات طويلة، أودت بحياتها في آخر المطاف، وباتت أشهر سجينة في التاريخ، بسبب غرابة واقعتها.
ذات يوم في مايو 1901، تلقى المدعي العام في باريس رسالة غريبة تكشف، أن عائلة بارزة في المدينة كانت تحتفظ بسر على درجة كبيرة من الحقارة والغرابة، حيث انزعج من محتواها لدرجة دفعته إلى إجراء التحقيقات على الفور.
كانت الرسالة مكتوبة بخط اليد وغير موقعة، وعندما وصلت الشرطة إلى عنوان صاحبتها، وجدوا أنها ابنة لعائلة ثرية كانت تتمتع بسمعة لا تشوبها شائبة، حيث اشتهرت السيدة وربة المنزل الكبير التي تدعى «مونيه»، داخل المجتمع الباريسي الراقي بأعمالها الخيرية، حتى أنها حصلت على جائزة المجتمع تقديرا لمساهماتها السخية، كما برع ابنها المدعو «مارسيل» والذي عمل كمحامٍ فيما بعد، حسب موقع «allthatsinteresting».
كان لدى سيدة المجتمع الفرنسي، ابنة شابة جميلة أيضا تدعى «بلانش»، وهي التي لم يرها أحد منذ ما يقرب من 25 عاما، وقد وصفها معارفها بأنها لطيفة وطيبة للغاية، ومن ثم اختفت بشكل مفاجئ في ريعان شبابها، وهو ما سبب غرابة للكثيرين من المحيطين بهم، لكنه بعد فترة لم يهتم أحد بالأمر، خاصة مع مواصلة الأسرة حياتها بصورة طبيعية.
بتفتيش المنزل، لم تصادف الشرطة أي شيء خارج عن المألوف حتى لاحظوا انبعاث رائحة كريهة قادمة من إحدى غرف الطابق العلوي، حيث أدركوا أن هناك شيئًا ما، حتى وجدوا غرفة مغلقة وسرعان ما حطموا قفلها واقتحامها.
كانت الغرفة سوداء قاتمة، كانت نافذتها الوحيدة مغلقة، والرائحة الكريهة بداخلها غامرة المكان لدرجة أن أحد الضباط أمر على الفور بفتح النافذة، عندما كان ضوء الشمس يتدفق على رجال الشرطة، لاحظوا أن الرائحة الكريهة كانت بسبب بقايا الطعام المتعفنة التي تناثرت على الأرض المحيطة بسرير متهالك، قُيدت المرأة الهزيلة بالسلاسل عليه.
رؤية الشمس من جديد
عندما فتح ضابط الشرطة النافذة، كانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها «بلانش مونييه» الشمس منذ أكثر من عقدين كاملين، لقد ظلت عارية تمامًا ومقيدة بالسلاسل إلى سريرها منذ وقت اختفائها الغامض قبل 25 عامًا، غير قادرة حتى على النهوض لقضاء حاجتها، كانت المرأة في منتصف العمر، ومغطاة بقذارتها ومحاطة بالحشرات.
تم نقلها على الفور إلى المستشفى بينما تم اعتقال والدتها وشقيقها، وأفاد موظفو المستشفى أنه على الرغم من أن «بلانش» كانت تعاني من سوء التغذية المروع، حيث بلغ وزنها 24 كيلو جرام، إلا أن ملامحها كانت واضحة، وبدأت تتنفس الهواء النقي مرة أخرى.
وخلال التحقيقات، تم الكشف عن سبب سجنها على يد والدتها التي تجردت من كل مشاعر الرحمة والإنسانية، وذلك بسبب رغبة ابنتها في الزواج من محامي فقير، ورفضها لعريس أرستقراطي ثري، حيث أصرت الأم على اختيار الأخير كزوج مناسب، إلا أن ابنتها استمرت في الرفض، حتى تمت معاقبتها بتلك الطريقة.
وتشير التقارير إلى أن واقعة الفتاة، أثارت الغضب العام لدرجة أن حشدًا غاضبًا تشكل خارج منزل أسرتها، مما أدى إلى إصابة مدام «مونييه»، بنوبة قلبية ووفاتها بعد 15 يوما من التحقيقات معها.
ومن جانبها، عانت «بلانش مونييه» من بعض الأضرار النفسية المستمرة بعد سجنها الذي دام عقدين، حيث عاشت بقية أيامها في مصحة فرنسية، وتوفت في عام 1913.