ليس نبيًا.. داعية يروي قصة الشخص الوحيد الذي تحدث مع الله وجهًا لوجه| شاهد

 ليس نبيًا.. داعية
ليس نبيًا.. داعية يروي قصة الشخص الوحيد الذي تحدث مع الله و

التحدث مع الله عز وجل مكانه بالغة العظمة والشرف لا يحظى بها سوي الأنبياء، حتى الأنبياء لم يحظوا بها جميعهم، بل اصطفي الله بعضهم مثل «موسي» عليه السلام والذي أطلق عليه “كليم الله”، وأبو الأنبياء «آدم» عليه السلام، وخاتم الأنبياء «محمد» صل الله عليه وسلم.

لكن ليس الأنبياء فقط من حظوا بهذه المكانة الشريفة، بل هناك من اصطفاه الله لينال هذه الشرف العظيم، وهو الصحابي عبد الله ابن حرام، صحابي من الأنصار من بني حرام، ونال شرف آخر عظيم، تعرف على القصة كاملة.

قال الشيخ رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، في لقائه ببرنامج أسأل مع دعاء، المذاع عبر قناة النهار، “أن الله كلم عبد الله ابن حرام، والد جابر ابن عبد الله الأنصاري، أكثر رواه الأحاديث عن النبي صل الله عليه وسلم، وجهًا لوجه” قصة الصحابي الذي تحدث مع الله


فيما سرد فضيلته القصة كاملة، أن عبد الله ابن حرام كان من الأشخاص الذين بايعوا الرسول صل الله عليه وسلم في العقبة، وعند الاستعداد لغزوة أحد أخبر «عبد الله» ابنه «جابر» أنه سيذهب ليقاتل مع المسلمين في الغزوة.

وطلب منه أن يعتني بشقيقاته التسعة على الرغم من أنه أصغرهم، كما طلب منه أيضًا أن يقوم بسداد ديونه، لكن «جابر» أخبره أن يظل برفقة شقيقاته وسيذهب هو للمعركة رغم بلوغه الـ 14 فقط.

فبادر «عبد الله» باحتضان ابنه، وقال له ” ما على وجه الأرض بعد رسول الله أحدٌ أحب إلى منك يا جابر، لكنها الجنة”، وأردف «عبد الله» أنه سيدخل معركة أحد، وأنه فيها شهيد بل هو أول الشهداء.

وبالفعل كان «عبد الله» أول من استشهد في عزوة أحد، ودفعت فرحة المشركين إلى تقطيعهم لجسده بطريقة بشعة جدًا، وبعد انتهاء المعركة جاء «جابر» ليبحث عن ابيه.

لكنه الصحابة أرادوا أن يمنعوه من النظر إلى ابيه على هذه الصورة لصغر سنه، حتى أذن لهم النبي أن يتركوه، وعندما نظر إلى والده وضع وجهه في كمه وظل يبكي.

فاحتضنه النبي صل الله عليه وسلم، وأخذ يهدئه، وقال له” ابكي أو لا تبكي، ما زالت الملائكة تظلله بأجنحتها حتى رفع”.

ثم أخبره صل الله عليه وسلم، أنه الله لم يكلم أحد إلا من وراء حجاب، لكنه كلم والده وجهًا إلى وجه.

الحديث الذي دار بين المولي وبين الصحابي
أخبر المولي سبحانه وتعالي «عبد الله» أن يتمني شيئًا، فطلب منه «عبد الله» أن يبعث مرة أخري ليجاهد ثم يستشهد مرة ثانية، فقال الله ” يا عبد الله سبق القول مني أنهم إليها لا يرجعون”، وأخبره الرحيم أن يتمني.

فتمني «عبد الله» أن يبلغ القادر إخوانه ما فيه المستشهدين من السعادة، وهنا أنزل المولي قوله في أواخر سورة “آل عمران” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170)