سمع صراخها بين السيارات وكاد يفقد حياته.... بطولة «يوسف» تنقذ شقيقته من الاغتصاب
في كل مساء تخرج الطفلة مريم، صاحبة الـ10 أعوام، تلعب مع أقرانها أمام منزل أسرتها بمدينة بدر في القاهرة، حيث اعتادت العائلة الجلوس في الهواء الطلق أمام محل سكنها كعادة أهالي المنطقة في ليالي الصيف، هربًا من حرارة الجو التي تشهدها البلاد في تلك الآونة، لكن في ليلة اختنق هوائها وضاقت فيها الأنفس من شدة الحر، حدث ما لا يتوقعه أحدا، في تلك المنطقة العامرة بالسكان.
صوت صراخ شديد بين السيارات، امتد صداه إلى آذان الجالسين في محيط المكان الذي يضجر بصوت الأطفال الصاخب، في تلك المساحة الواقعة أمام منزل مريم، حيث ترتكن على مسافة منه سيارات نقل إلى جوارها معدات خاصة بأعمال البناء، وجميعها تابعة لإحدى شركات المقالاوت، بحسب أشرف سليم والد الطفلة.
كان أشرف وزوجته وبعض من أبنائهما، جالسين يستنشقون نسيم الهواء، ومندمجين في الحديث كأي أسرة، لكن فجأة دوى في المكان صوت صراخ مكتوم لطفلة، تستنجد عل ينقذها أحد من خطر تواجهه، لكن سرعان ما ميزت الزوجة صوت المستغيث، لتنتفض من مكانها، وهي تردد بفزع: «ديه مريم.. ده صوت بنتي»، وما إن تتبعوا مصدر الصراخ، اكتشفوا أنه يأتي من بين السيارات المقابلة لهم.
يقول والد مريم: «في هذا الوقت كان نجلي يوسف البالغ من العمر 18 عامًا، قد سبقنا وهرع نحو مصدر الصوت، وبدخولنا بين هذه السيارات، ولحظة وصولنا للمكان الذي شهد الواقعة، وجدناه أنا ووالدته، يستنجد بنا أيضًا، وهو غارق في دمائه، ويردد: وشي يا بابا وشي يا بابا».
الصدمة سيطرت على الأسرة، الأم انكبت بالبكاء على ابنها، والأب ينظر حوله، يبحث عن أي أثر في مكان الواقعة يفسر منه سبب ما حدث، فلم يجد إلا ابنته «مريم» ترتجف وتبكي بشدة خلف إطارات إحدى السيارات، ليزداد فزعه، ولم يهدأ من روعه إلا أنه رأها بلا مكروه جسدي، قبل أن يسأل نجله «يوسف» عما حدث، ليفجعه بأن أحد الأشخاص كان يحاول التعدي على شقيقته الصغرى جنسيًا، إلا أنه تدخل في الوقت المناسب، قبل اغتصابها، إذ كان يلامس المعتدي أعضائها التناسلية، وعندما أمسك به انهال عليه بآلة حادة وفر هاربًا.
يحكي والد مريم: «ابني يوسف يمارس لعبة كمال الأجسام بنادي السكة الحديد، ويعاني حاليا من إصابات بالغة، بسبب تخليص شقيقته من الاعتداء عليها، مع العلم أن هذا الشخص قام من قبل بالتعدي على أكثر من شخص، وأنه يتعاطى المواد المخدرة، وجار البحث عنه»، موضحا أنه حرر محضرًا يحمل رقم ٧٦٢٦/ ٢٠٢١ جنح بدر.
كان خالد شعبان مؤسس جروب «أولادنا هما حياتنا» المعنية بإنقاذ الأطفال، قد نشر مجموعة من صور الطفلة مريم، وشقيقها يوسف، مؤكدًا أن الفتاة تعاني من صدمة، وسيتم التواصل معها بغرض التأهيل النفسي، مطالبًا جميع الأسر خلال حديثه لـ«هن»، بتوخي الحذر، خاصة أن ظاهرة التعدي الجنسي على الأطفال أصبحت متكررة.