السقوط المدوي لإخوان تونس.. ضربة موجعة للإسلاميين في ليبيا
مثلت الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس التونسي يوم 25 يوليو الماضي ضربة قوية ليس فقط للإسلاميين في تونس ولكن لإخوان ليبيا وحليفهم التركي الذين اعتبروا طويلا بأن سيطرة حركة النهضة الإسلامية على السلطة في تونس طيلة 10 سنوات تمثل دعمًا لحكمهم غرب ليبيا.
وكشف تقرير صادر عن مؤسسة "رؤية" أنه قد بادر إخوان ليبيا عقب نجاح الرئيس التونسي في إعلان إجراءاته بتوجيه تحذيرات شديدة اللهجة إلى الرئاسة التونسية حيث هاجم رئيس المجلس الرئاسي الليبي الاخواني خالد المشري قرارات سعيد التي حظيت بدعم شعبي منقطع النظيرK وكرر المشري وغيره من الإسلاميين في ليبيا نفس مقولات قيادات حركة النهضة وعلى رأسهم راشد الغنوشي بأن الإجراءات انقلاب على الدستور في تجاهل واضح لفرحة الشعب التونسي بقرار الرئيس.
وليس المشري فقط من هاجم التجربة التونسية فمفتي إخوان ليبيا الصادق الغرياني نشر بدرره فيديو هدد من خلاله الرئيس التونسي مستعملا عبارات دينية وصلت إلى حدود التكفير ما أثار غضب التونسيين وطالبوا بالرد على تلك التهديدات رسميا عبر إصدار بيان تنديد إلى رئيس الحكومة الليبية الانتقالية عبد الحميد الدبيبة.
بل ووصل الأمر إلى قيام بعض قيادات الميليشيات في طرابلس وغرب ليبيا بالتهديد باجتياح الحدود التونسية انتقاما لإخوان تونس وهو أمر اعتبره كثير من التونسيين أنه من تداعيات تورط النهضة في المسألة الليبية بغض النظر على المصالح الوطنية التونسية.
وتابع التقرير أنه لا شك أن الانتقادات التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإجراءات الرئيس التونسي تكشف حجم ألمه الشديد من نجاح التونسيين في طي صفحة الإخوان وتحرير تونس من التبعية للمحور التركي القطري.
ولفت التقرير أنه قد ورط الغنوشي تونس في صراعات إقليمية فيما أطلق عليه بالدبلوماسية الموازية حيث أرسل زعيم النهضة برقية تهنئة إلى حكومة الوفاق السابقة بعد تمكنها من السيطرة على بعض المناطق إبان الحرب التي اندلعت بين الميليشيات المدعومة من المرتزقة والأتراك وبين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي حاول تحرير العاصمة طرابلس من الإرهاب.
وأوضح التقرير أنه حاول الرئيس التونسي إصلاح أخطاء الإسلاميين وإبعاد تونس على لعبة المحاور ومحاولات إدخالها في دوامة الصراعات الإقليمية بالتأكيد على أن تونس تقف بعيدا عن كل اصطفاف وأنها ترغب في إحلال السلام وإنهاء الحرب.
وعكس النهضة عمل سعيد على تقريب وجهات النظر بين القبائل الليبية وساهمت تونس تحت إشرافه في استقبال عدد من جلسات الحوار السياسي لإنهاء الأزمة الليبية وهو ما كشف قدرة الرئيس التونسي على لعب دور هام في أزمات تعيشها دول الجوار.
وكشف التقرير أنه من المنتظر أن تكشف الأيام المقبلة عن طبيعة العلاقة بسن حركة النهضة وتركيا والتنظيمات الإسلامية المتشددة في المنطقة وخاصة في القطر الليبي، وتعهد الرئيس التونسي بمحاسبة كل الأطراف التي تسببت في الإضرار بالمصالح التونسية في الداخل والخارج ومن المتوقع أن يواجه إخوان تونس ملفات عديدة في انتظار أن ينتهي دورهم في الساحة السياسية بعد أن تضاءل تأييدهم الشعبي.