الإفتاء تجيب.. هل الأرواح تتلاقى بعد الموت؟
تبدأ حياة الميت الثانية بعد دخوله القبر، فلا تنتهي الحياة بموت الإنسان في حقيقة الأمر، بل إنّه ينتقل من حكم عن الحياة الدنيا بطريق الموت إلى الحياة الآخرة التي أولها القبر، والقبر ليس إلا طريق عبورٍ بين الدنيا والآخرة، فإن جاء أمر الله وقامت الساعة، فحينها ينتقل أهل القبور إلى مرحلةٍ أخرى هي مرحلة العرض والحساب، وتوزيع الجوائز والمنازل بين الجنة والنار.
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: “هل الأرواح تتلاقي بعد الموت وهل سأقابل أهلي وأجداي الذين لم أرهم؟”.
وأجاب الدكتور أحمد ممدوح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية عن السؤال قائلا: نعم الأرواح تتلاقى، وورد أن الأمزات يسألون الميت الجديد عن أحبابهم.
هل الموتى يتقابلون ويتزاورون
هل الموتى يتقابلون ويتزاورون بعد الموت؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، وذلك خلال فتوى مُسجلة له.
وأوضح "عاشور"، قائلًا: إنه يوجد بعض من الأمور التي يود معرفتها، أولًا: إنه لا يمكن للإنسان أن يحكم على قانون البرزخ بقانون الدنيا، ثانيًا: إدراك أنهما مختلفان ولكنهما تحت قدرة الله عز وجل، ثالثا: أننا في حالة عدم العلم بالشيء فالنبي لم يترك لنا شيئًا إلا وبينه. وأضاف أن هناك كثيرا من الآثار وردت في هذه المسألة في سنن البيهقي وسنن سعيد ابن منصور ومسند الحارث وابن حبان فتقول "إذا ولى أحدكم كفن أخاه فليحسنه فإنهم يتزاورون فيه" منوها أن من ينكر هذه المسألة يرجع إلى حكمه عليها بقانون الدنيا الذي يخالف قانون البرزخ الذي يرجع إلى قدرة الله عز وجل.
أفضل الأيام زيارة للمتوفى وهل يشعر المتوفى بالزيارة.. سؤال ورد للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية.
وأجابت لجنة الفتوى، عبر الفيسبوك، أن الزيارة جائزة بالاتفاق وأفضل أيامها يوم الجمعة، وقيل: يوم الجمعة ويوم قبله ويوم بعده.
وأضاف: "أما عن شعور المتوفى بالزيارة فيقول العلماء: إن الروح يسلكها الله في البدن في الحياة الدنيا فتوجب له حسا وحركة وعلما وإدراكا ولذة وألما، ويسمى بذلك حيا، ثم تفارقه في الوقت المقدر أزلا لقطع علاقتها به فتبطل هذه الآثار ويفنى هيكل البدن ويصير جمادا ويسمى عند ذلك ميتا ولكن الروح تبقى في البرزخ، وهو ما بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة من يوم الموت إلى يوم البعث والنشور حية مدركة تسمع وتبصر وتسبح في ملك الله حيث أراد وقدر، وتتصل بالأرواح الأخرى وتناجيها وتانس بها سواء كانت أرواح أحياء، أم أرواح أموات، وتشعر بالنعيم، والعذاب، واللذة، والألم بحسب حالتها وترد أفنية القبور".
وأكملت: ففي زاد المعاد لابن القيم: إن الموتى تدنوا أرواحهم من قبورهم وتوافيها في يوم الجمعة، فيعرفون زوارهم ومن يمر بهم ويسلم عليهم ويلقاهم أكثر من معرفتهم بهم في غيره من الأيام، فهو يوم تلتقي فيه الأحياء والأموات، وروي أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده.....هذا هو مذهب جمهور أهل السنة وبه وردت الأحاديث والآثار.
هل زيارة القبور من الأعمال الصالحة
ورد سؤال للجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية من سائل يقول: «هل زيارة القبور من الأعمال الصالحة؟».
أجاب مجمع البحوث، عبر «فيسبوك»، أن في زيارة القبور منافع يستحب تحصيلها، ولهذا أمر النبي ﷺ بزيارة القبور لتحصيل هذه المنافع العظيمة فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْآخِرَةَ. مسند أحمد
وأضاف: قد كان النبي ﷺ يزور قبر أمه ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: زَارَ النَّبِيُّ ﷺ قَبْرَ أُمِّهِ، فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ.
والخلاصة: إن زيارة القبور من الأعمال الصالحة كما أن الدعاء والاستغفار والصدقة عن المتوفى من الأعمال الصالحة وعلى المسلم أن يسلك هذه الأبواب جميعا.