انزعي البطارية بعد 5 دقائق.. «الصبارة الراقصة» تهدد طفلك وتحوله لبغبغان
ساق صبار مغروس داخل أصيص بني، يتمايل ويتراقص ويردد صوت الشخص وكلامه، وكأنه ببغاء ناطق، يعرف باسم الصبارة الراقصة، التي انتشرت خلال الآونة الأخيرة، واستحوذت على اهتمام كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وشارك البعض منهم فيديوهات لهم ولأطفالهم وهم يلعبون بها، إذ تقوم فكرتها على الرقص والغناء وترديد الكلام والرقص، خاصة أنها تتيح تسجيل الصوت لنحو 15 ثانية، فضلًا عن أنوارها متعددة الألوان، التي تجذب إليها الأطفال بصفة خاصة.
الصبارة الراقصة وتوم المتكلم
رغم أن لعبة «الصبارة الراقصة» ترفيهية للأطفال، يقضون أوقاتهم معها، إلا أن بعض الأمهات وجدن أطفالهن يميلون للعزلة، ويرفضون تواجد المحيطين بهم برفقتهم، خاصة الأطفال الأقل من 5 سنوات، ما يعيق فرصهم في اكتشاف العالم المحيط بهم، فضلًا عن تأخرهم اللغوي، وهو ما يتشابه مع أعراض لعبة «توم المتكلم»، التي انتشرت في كل أنحاء العالم، وهي عبارة عن تطبيق إلكتروني، لقط متكلم يلقي بكثير من الدعابات المرحة، ومستعدّ دومًا لخوض المغامرات، وحذر منه خبراء التخاطب، لما يسببه من مشكلات كبيرة للأطفال.
طفلك قد يتحول لببغاء
حددت الدكتورة غادة الحسيني، أخصائية التخاطب والتربية الخاصة، تأثير «الصبارة الراقصة» على الأطفال، وعلاقتها بالتأخر اللغوي لديهم، إذ قالت: «أصبحت الكثير من المواقع تروج لتلك اللعبة التي تصدرت التريند خلال هذه الآونة، حتى تقضي على الوحدة التي يعاني منها بعض الأطفال، فتكون لهم الجانب الآمن للحصول على الصديق الجديد، الذين يتشاركون معها أوقاتهم في ظل انشغال الأم، وبدأت اللعبة تغزو معظم البيوت، ولا يستطع البعض إدراك مدى خطورتها على الأطفال، دون 3 أعوام، الذين لم تكتمل اللغة لديهم بشكل كامل».
وتواصل أخصائية التخاطب، توضيح مدى خطورة «الصبارة الراقصة»، وتأثيرها على الأطفال: «هذه اللعبة غير مفضل تواجدها داخل البيوت وبين يد الأطفال الذين يكتشفون العالم من حولهم، إذ تعوق من فرص تنمية المهارات وتؤثر على النمو الحركي، فضلًا عن افتقارها أساليب تعلم الأطفال القيم، ومن هنا تبدأ عند الطفل مشكلة اسمها الإيكولاليا أو الطفل الببغاء».
انفصال وصعوبة فهم
عرفت أخصائية التخاطب مفهوم الإيكولاليا، بأنها قصور واضح في اللغة عند الأطفال، وتظهر في مرحلة اكتساب نمو اللغة، إذ تصيب الصغار وتستمر معهم، إذا لم تتم معالجتها، بسبب صعوبة تواصلهم مع الآخرين، وعدم فهمهم للكلام الموجه إليهم، فتعيق فرص اكتسابهم للكثير من المفاهيم، فضلًا عن صعوبة تعاملهم مع الآخرين من النواحي الاجتماعية.
5 دقائق وانزعي البطارية
عدة نصائح توجهت بها أخصائية التخاطب، للأمهات حتى تستطعن تقويم سلوك أطفالهن، وتنجحن في التخلص من لعبة «الصبارة الراقصة»، إذ قالت: «تكمن خطورة تلك اللعبة في تأخر الطفل لغويًا، وتقلل من فرص اكتساب اللغة بشكل صحيح، فيجب على الأم احتواء أطفالها خلال تلك المرحلة، والبحث عن الألعاب المفيدة لهم، والابتعاد عن تلك التي تهدم سلوكهم، وفي حالة تلك اللعبة يمكن للأم أن تستخدمها كمعزز له، لا يستخدمها سوى 5 دقائق، وتقوم بانتزاع الحجارة من داخلها أمامه، حتى يكتشف بذاته أنها ليست إلا مجرد لعبة غير ناطقة، وتحتاج إلى حجارة لإصدار الأصوات».
لا تصيب بالتوحد
عن مدى إصابة اللعبة للطفل بمرض التوحد، تؤكد أخصائية التخاطب، أن تلك اللعبة لا تسبب التوحد للطفل، كونه اضطراب وغير مكتسب، علما بأن طفل التوحد يعاني من التأخر اللغوي، لكنها يمكن أن تتسبب في حدوث اضطرابات في الشخصية وتخيلات وهلاوس أثناء النوم، بسبب ارتباطه بها، وكأنه يتعامل مع شخص حقيقي على أرض الواقع.