من التشهير والشروع في هتك عرض إلى البراءة.. حكاية «جيهان» من السوشيال ميديا ما قتل
في شقة بمدينة نصر تعيش «جيهان» مع والدتها حياة آمنة ومستقرة، لا يطرأ عليها الأفضل أو الأسوأ، تذهب كل يوم إلى عملها كمساعد مدير بأحد الفنادق الشهيرة بالتجمع الخامس حتى تعود مساء منهكة تبحث عن قسط من الراحة، لكن حياتها التي كانت تسير بشكل طبيعي فجأة أصبحت تفتقد للارتياح والاستقرار، تحول المسكن مع مرور الوقت إلى جحيم، من هنا بدأ الأسوأ يزاحم حياتها ووالدتها.
من مصر الجديدة إلى مدينة نصر، السيدة الثلاثينية قررت ترك مسكنها الذي ولدت وتربت فيه بمنطقة مصر الجديدة في مطلع عام 2018 بعدما تبدل الحال وأصبح غير ملائم لها ولوالدتها، عقب إقدام صاحب العقار على «عكننة عيشتهما» من أجل خروجهما، لتتركاه فجميع الشقق على نظام الإيجار القديم.
تنازلت جيهان ووالدتها عن الشقة بمقابل زهيد، وبدأت رحلة البحث عن مكان آخر فكان من الصعب العثور على شقة في منطقة مصر الجديدة بمبلغ بسيط، وبعد 6 أشهر كاملة قضتها جيهان في البحث عن مسكن وهي مهلة البحث المتفق عليها استقر بهما الحال في مدينة نصر.
تقول جيهان: «بدت المنطقة التي اخترنا بها المسكن الجديد هادئة، نقلنا وعزلنا وبعد فترة فوجئنا أن صاحب العقار قام بإيجار المساحة القريبة من الشقة، لشقيقين وفتاة ادعى أحدهما أنها خطيبته وافتتحوه «مقهى» ولم يكن الأمر مؤرقًا في البداية ومع مرور الوقت أصبح المكان مرتعًا لمتعاطي المخدرات والبلطجية حتى تطور الأمر إلى سماعنا الشتائم والسباب من المترددين على المكان وكأنها في غرف منزلنا».
مخدرات وبلطجة
لم تجد سوى الحوار الهادئ للتعبير عن استيائها من تلك الأفعال مؤكدة خلال حديثها لـ«هن»: «أبلغتهم أكثر من مرة أن رائحة دخان المخدرات والصوت يخترق غرفة نومها لدرجة أنها لا تستطيع الحصول على قسط من النوم، أذهب إلى عملي وذات يوم خرجت والدتي لتتحدث مع مستأجري المكان وفوجئت برد فعل غير أخلاقي وسباب طالبين منها أن تكف عن الحديث في هذا الأمر».
حملات على المقهى من قبل هيئة المرافق
لم تجد جيهان ووالدتها ردًا سوى السب والشتم والتنمر، ومن هنا بدأت في البحث عن حل قانوني وأرسلت مجموعة من الشكاوى إلى حي مدينة نصر والمركز التكنولوجي التابع للمنطقة أما والدتها فحررت محضرًا اتهمت خلاله مستأجري المكان بالإزعاج ووجدا استجابات سريعة فكانت هيئة المرافق تقوم بعمل حملات على هذا المقهى، ثم يعاود الشقيقان فتحه مرة أخرى، وفي إحدى المرات استيقظتا على صوت أحد مستأجري المكان يوجه لهما الشتائم والتهديدات والكلمات غير اللائقة.
«يا بني حاولنا أكتر من مرة نتفاهم معاكم وأنتم كنتم بتردوا بطريقة مش محترمة وأنا مريضة ومش عارفة أعيش في استقرار».. كانت هذه كلمات والدة جيهان قبل أن تتحول الأحداث إلى رغبة في الانتقام حيث زادت نبرة التهديد.
حاول أحد الشقيقين اقتحام المنزل لكن أفراد الشرطة منعوه عن ذلك وبعدها توعد الأم وابنتها بتشويه ملامحهما بماء النار، في هذه اللحظة استعانت جيهان بشرطة النجدة ولجأت إلى صاحب العقار الذي فضل عدم التدخل، واقترح استكمال الموقف قانوني وبعدها بأيام فوجئت بأحد الشقيقين ينتظرها بمدخل العقار وأخرج سلاحًا من جيبه وهدد بقتلها إذا لم تتوقف عن الشكاوى.
تكمل جيهان: «توجهت إلى قسم مدينة نصر لتحرير محضر بالواقعة وكنت خائفة من العودة إلى المنزل وبعدها بساعات أتت حملة من المرافق وألقت القبض على الشقيقين، وبعد يومين استدعتني النيابة وأخلت سبيلهما على ذمة القضية وواجها اتهامات التعدي وفتح مقهى دون ترخيص».
استغلال السوشيال ميديا لإطلاق الشائعات
تضيف: «بعدها بفترة فوجئت باستعانة أحد الشقيقين بالسوشيال ميديا لإطلاق الشائعات، واتهمني في منشور بالشروع في قتله وهتك عرض الفتاة التي يدعي أنها خطيبته وحصد المنشور عدد كبير من التعليقات والمشاركات وكان مضمونه أن مهنتي «راقصة» في كباريه شهير، وأنه اتخذ إجراءات قانونية».
تتابع: «تلقيت استدعاء من النيابة بعدما انتشر البوست بشكل سريع وحقق عددا ضخما من المشاركات والتعليقات ووكلت محامي للإطلاع على المحضر وبالفعل الفتاة شهدت زورًا وأدلت بأقوال كاذبة أمام النيابة، وعندما علمت بأن هناك قرار بضبطي توجهت إلى منزل صديقتي».
ثلاث سنوات من الشائعات
تختتم: «ثلاث سنوات تعرضت للظلم وأبشع أنواع العذاب النفسي في هذه الفترة قررت الانتحار أكثر من مرة لولا تدخلات من كانوا حولي فضلًا عن التشهير والخوض في سمعتي وشرفي، أطالب بعودة حقي في الـ 3 سنين اللي اتبهدلتهم وسوء سمعتي فيهم بعدما اقتنع العديد من الناس بأن رواية هذا الشخص صادقة حتى ظهر الحق في النهاية وحصلت على البراءة في القضية الملفقة منذ أيام قليلة وذلك بعد ثلاثة سنوات كاملة استطاع هذا الشخص أن يستغل السوشيال ميديا للتحريض والابتزاز، لن أتنازل عن حقي القانوني».