لو كاوية في الكوافير.. حكم ترك المرأة شعرها دون غسل بعد الجنابة
تحاول النساء التجديد في مظهرها، واتباع خطوط الموضة في الأزياء وقصات الشعر، خاصة في الأشهر الأولى من الزواج، حتى تظهرن بمظهر متجدد لائق وغير تقليدي، إذ تحرصن على الذهاب لمراكز تصفيف الشعر والكوافير، لكن إحدى السيدات حديثات الزواج، وقعن في حيرة كبيرة بخصوص الذهاب إلى الكوافير والاحتفاظ بشعرها دون أن يمسه الماء لفترات طويلة، نظرا لما أنفقته من أموال طائلة.
ولجأت السيدة إلى دار الإفتاء المصرية، لحسم موقفها وإنهاء الحيرة التي أرهقت تفكيرها، موضحة أنها تذهب إلى مصففات الشعر (الكوافير)، وتحتفظ بشعرها بالصورة التي أعدتها، وبعضها يستمرُّ شهورًا، وقد تمتد إلى سنة دون أن يمسّه الماء، لما تتكلفه هذه العملية من المال، وقد تتكرر العلاقة الخاصة بينها وبين زوجها كثيرًا، لا سيّما في أول الزواج.
وطلبت السائلة خلال السؤال الذي طرحته عبر البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء، بيان ما إذا كان من الجائز شرعًا، أن تتمّ الطّهارة من الجنابة، مع احتفاظها بشعرها على الصور السابق بيانها، مع أن الماء قد لا يَصِلُ إلى بشرة الرأس.
ترك الشعر دون أن يمسه الماء في نظر الأئمة
جاء رد دار الإفتاء على السؤال كالتالي: «اتفق الأئمة الأربعة على وجوبِ تعميم الجسد كله بالماء عند التطهير من الجنابة، كما اتفقوا على وجوبِ تخليل الشعر، إذا كان خفيفًا حتى يصلَ الماءُ إلى ما تحته من الجلد، أمّا إذا كان الشعرُ غزيرًا فإن المالكية قالوا: يجب أيضًا تخليل الشعر وتحريكه حتى يصل الماء إلى ظاهر الجلد».
وتابعت الإفتاء: «قال الأئمة الثلاثة: إن الواجبَ هو أن يدْخُلَ الماءُ إلى باطِنِ الشّعر، فيجب غسل ظاهره ويُحَرّك كي يصل الماءُ إلى باطنه، أما الوصول إلى البشرة -الجلد- فإنه لا يجب، أما الشعر المضفور بالنسبة للمرأة فالحنفية قالوا: إنّه لا يجبُ نقضُهُ، وإنما الواجبُ أن يصلَ الماءُ إلى جذورِ الشّعر، بل قالوا: يجب عليها إزالة الطيب ولو كانت عروسًا، ووافقهم في ذلك الشافعية والحنابلة، وقال المالكية: يجب على المرأة عند الغسل جمعُ الشعر المضفور وتحريكُهُ ليعمّه الماء».
حكم عدم ترك الشعر المصفف دون غسل
طبقًا لما ذُكِرَ، فإنه يجب على المرأة عند الغسلِ من الجنابة إيصالُ الماء إلى باطِنِ الشعر، إن كان كثيفًا، وتخليلُهُ ليصلَ الماءُ إلى البشرة إن كان خفيفًا، كما يجب عليها إزالة ما على الشعر من الطيب، مما يمنع من وصول الماء إلى باطنه ولو عروسًا، ولا يمنع من هذا الوجوب أن تكون المرأة قد صففت شعرها على أيّ وجه كان، وأنفقت في ذلك مالًا قليلًا أو كثيرًا، والله سبحانه وتعالى أعلم.