خطف الشيطان قلبه.. ما حكم مقاطعة الأم لابنها صاحب السلوك السيئ؟
أحبته بكل ما في وسعها، احتوته وراعته وحمته، كأنها تخبيه داخل عينيها، أملًا أن تراه أفضل حالًا وشأنًا، فهي طبيعة ربانية وهبها الله للأمهات في التعامل مع أبنائهن، لكن في حالات ليست بكثير، لم تنعم الأمهات بما زرعته في ولدها، ليكبر على سلوك وممارسات فاسدة، لا تدرك التعامل الصحيح معه، وربما تتخذ من مقاطعته حلًا، لعله يرجع إلى صوابه، لكن ما الحكم الشرعي في مقاطعة الأم لولدها رغم سلوكه السيئ؟
مضمون سؤال استقبلته دار الإفتاء المصرية، عبر قناتها الرسمية على موقع الفيديوهات «يوتيوب»، إذ جاء السؤال: «سلوك ابني غير منضبط، ولا أكلمه فهل هذا حرام؟»، وجاءت الإجابة في مقطع الفيديو، بضرورة عدم مقاطعة الابن، حتى إن كان سلوكه غير منضبط.
كيف تتصرف الأم مع سلوك ابنها غير المنضبط؟
أوضحت دار الإفتاء، في إجابتها، بأن الأم لا يجب أن تكون عونًا مع الشيطان ضد ولدها، وأن تستمر في الدعاء له بالصلاة والهداية، لعلها تكون ساعة استجابة، والعمل على نصيحته بشكل مستمر، ويمكنها أن تقلل الاحتكاك به وتتجنبه قليلًا، حتى يدرك خطأه، لكن دون مقاطعة نهائيًا، والاستمرار في الدعاء له، لعل الله يستجيب، وتتيسر الأمور بينهما.
هل يتحمل الأبناء ذنوب آبائهم؟
في سؤال آخر ورد إلى دار الإفتاء المصرية، حول إذ كان يتحمل الأبناء ذنب ما ارتكبه الآباء من ذنوب وأخطاء في حياتهم، قال الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء إنه ليس شرطا أن يتحمل الأبناء ذنب آبائهم، ولا بد من التوبة والاستغفار إلى الله، وأن أمر الذرية إلى الله: «استغفر الله، ثم ابدأ مع الأولاد تربية وتنشئة صحيحة، لأنك المسؤول عنهم»، وإذ أهمل الآباء تربية الأبناء، وبعد ذلك أخطأوا، يكون ذلك نتيجة التقصير والإهمال وليس تحمل وزر الآباء.
ونصح أمين الفتوى بدار الإفتاء، بضرورة الاستغفار إلى الله وطلب العفو، وأن نسأل الله أن يبدل السيئات إلى الحسنات، ويحافظ على النشء ويبارك في الأبناء.