«الإفتاء» تجيب.. ما حكم مشاركة تفاصيل الحياة الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي؟
يهتم البعض بمشاركة الأصدقاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي كل تفاصيل الحياة الخاصة بشكل مبالغ فيه، كما ظهر «اليوتيوبرز» الذين يقومون بنشر مقاطع فيديو مصورة عن تفاصيل حياتهم الشخصية، وفي ذلك ورد سؤالا عبر الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية: «انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي ظاهرة اليوتيوبرز الذين يقومون بنشر مقاطع فيديو مصورة عن تفاصيل حياتهم الشخصية لهم ولأسرهم.. فما حكم ذلك؟.
حكم مشاركة الأصدقاء تفاصيل الحياة الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي
وجاءت الإجابة على السؤال في الفتوى رقم 5432، أن المحتوى الذي لوحظ تقديمه من قبل اليوتيوبرز يتضمن نشر بعضهم شؤون الحياة اليومية الخاصة، كأماكن الجلوس في المنزل مع الأسرة ومواضع النوم ومقر الاجتماع للأكل والشرب مع العائلة حتى وصل ذلك إلى مرحلة الهوس.
ولابد من التفرقة بين ما يصح إطلاع الغير عليه، وما لايصح إطلاع الغير عليه، فالأولى كتفاصيل الحياة العادية التي لا يَأنَف الشخص من معرفة الغير بها؛ كعنوان بيته، وشَكْله، ونوع سيارته، ونحوه مما يدل على أَنَّ ناشر ذلك له ذوق مناسب وسط البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها؛ فهذا أمر لا مانع منه شرعًا، وقد يندرج هذا الفعل تحت التَّحدُّث بنعمة الله على (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) سورة الضحى.
وأما النوع الثاني؛ فهو ما يُعيَّب به المرء مما لا يجوز للغير الإطلاع عليه، ونشر ذلك رغبةً في زيادة التفاعل بالتعليق أو الإعجاب أو المشاركة حول ما يُنْشَر مذموم شرعًا؛ لأنَّه من قبيل إشاعة الفاحشة في المجتمع، وهي جريمة حَذَّر منها الحق سبحانه وتعالى؛ في قوله: (إنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) سورة النور.
واختتم بث ونشر «اليوتيوبرز» المقاطع المصورة عن تفاصيل حياتهم الشخصية لهم ولأسرهم لزيادة التفاعل حولها، إن كان مما لا يجوز للغير الاطلاع عليه، لكونه مما يُعَيب به المرء، فنشره عَمَلٌ محرَّم شرعًا، ومُجَرَّم قانونًا؛ لما فيه من إشاعة الفاحشة في المجتمع.وإن كان مما يصح إطلاع الغير عليه فلا مانع منه شرعًا.