رد صادم من الإفتاء.. أخي يتعدى على زوجتي فهل أقطع الرحم؟
صلة الرحم.. من الأمور المعقدة التي يخشى من عاقبتها عموم المسلمين وهي دائمًا محط الأسئلة المتكررة التي ترد لدار الإفتاء، فيكفيها أن الله أقسم بصلة من وصلها وقطع من يقطعها، كما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم قوله: "من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له في أثره فليصل رحمه"، وفي ظل الخلافات والمشاحنات بين الإخوة والأقارب لا يجد البعض مفرًا من البعد والخصام وغيرها من الأمور التي تندرج تحت قطيعة صلة الرحم، وورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤالًا يقول: أخي يتعدى على زوجتي فهل أقطع رحمي؟.
أخي يتعدى على زوجتي فهل أقطع رحمي؟
وقال الشيخ محمد وسام أمين الفتوى بدار الإفتاء، ردًا على السائل: عليك أن تدافع عن نفسك وعن زوجتك، ولكن ينبغي أن تعالج المشكلة بعيدًا عن قطيعة الرحم، وخذ حقك منه بالأدب، وعالج الأمر بحكمة ولا تسمح لأخيك بمثل هذا.
حكم صلاة قاطع الرحم
وقال الشيخ على فخر، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليه مضمونة: متخاصمة أنا وأخى ولا نكلم بعض فهل يقبل الله صوم المتخاصمين؟، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نبهنا كثيرًا على عدم قطع صلة الرحم سواء فى شهر رمضان أو فى غير رمضان، وعلى هذا فمن كان قاطعًا لرحمه يجب عليه أن يصلها سواء فى رمضان أو فى غير رمضان ولكن فى شهر رمضان أولى لأنه شهر القربة لله تعالى والعبادة والصيام والصلاة وإطعام الطعام، متسائلًا: فهل مع كل ما نتقرب به الى الله تعالى نأتى فى النهاية ونكون قاطعين للرحم ؟
وإستشهد بقول الحق تبارك وتعالى فى الحديث القدسي "أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ وَمَنْ بَتَّهَا أَبَتُّهُ"، فالاولى ان نصل الرحم ونتمثل فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ، فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا، وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ"، فعلينا أن نختار لأنفسنا الخيرية ونبدأ بالسلام حتى نكون فى الجانب الجميل الذي يحبه لنا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
حكم قطع صلة الرحم لمنع المشاكل
قال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية، إن صلة الأرحام واجبة شرعًا وهي إحدى صفات أهل الجنة، كما في قوله تعالى: «الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَل».
وأضاف خلال إجابته عن سؤال ورد إلى صفحة دار الافتاء الرسمية يقول صاحبه: "هل يجوز قطع صلة الرحم منعا للمشاكل؟"، قائلا: إنه لا يجوز قطيعة الرحم منعا للمشاكل ولكن يجوز تقليل الزيارات للشخص المتسبب في ذلك أو يجوز إطالة المدة بين الزيارات أو تقليل المكالمات الهاتفية لكن القطيعة نهائيا لا تجوز شرعا.
وأشار الى أن صلة الرحم تحدث بعدم المقاطعة حتى ولو كان السلام عبر الهاتف مرة كل أسبوع أو كل شهر وفي المواسم، ورد السلام.
وأوضح أن صلة الرحم تحتاج إلى عدم الخصام والقطيعة وعدم الإيذاء وتمني الخير للغير.
حكم صلة الرحم
عدّ الإسلام صلة الرحم بالواجبة وحرّم القطيعة وجعلها من الكبائر التي تُدخل صاحبها النار، بل وصل الأمر إلى أنَّ من وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله؛ فلا يجوز أن يقطع الشخص رحمه لأنهم قطعوه بل الأجر الأعظم عند صلة من يقطع.