الإفتاء تجيب..هل امتناع الزوجة عن زيارة أهل زوجها يعتبر إثما؟
العلاقات الاجتماعية بين أهل الزوجين، ليست دائما على أفضل حال، وربما تشوبها بعض التوترات، أو عدم الرغبة في مد أواصر الصلة من جانب الزوجة، تجاه أهل زوجها، إذ تمتنع بعض السيدات عن زيارتهم، ما يتسبب في حدوث مشكلات أسرية كبيرة، وأحيانا يكون للرأي الشرعي، دورا في حسم النزاع بين الطرفين.
حكم امتناع الزوجة عن زيارة أهل زوجها
يتساءل البعض «هل امتناع الزوجة عن زيارة أهل زوجها يعتبر إثما؟»، وهو السؤال الذي طرحته «هن» على دار الإفتاء المصرية، وجاءت الإجابة في الفتوى رقم 874332، التي أكدت أنه «لا يجب على الزوجة ذلك، لأن الأصل في الحياة الزوجية أن تكون قائمة على المودة والرحمة، لا على التنازع والمشاحنة، قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} (الروم: 21)، وقال تعالى {وعاشروهن بالمعروف} (النساء:19)».
أوضحت دار الإفتاء: يجب أن تصدر تصرفات كل واحد منهما، خاصة التي تتعلق بحقوق الآخر عن تراض ومحبة، وعن عائشة رضي الله عنها، قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي».
حث الشرع على الرفق في معالجة الأخطاء، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الرفق في الأمر كله، فعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ».
وأشارت الإفتاء، إلى أن الحياة الزوجية لا تستمر على نسق سليم، إلا بشىء من المسامحة والتنازل من كلا الطرفين، لأنها قامت على عقد من أغلظ العقود، قال تعالى فيه: {وأخذن منكم ميثاقا غليظا} (النساء:21)، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم، أمر بالتسامح في البيع والشراء، ودعا لفاعله بالرحمة، فعن جابر بن عبدالله رضى الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «رحم الله رجلا سمحًا إذا باع، وإذا اشترى، وإذا اقتضى»، وهو عقد أدنى بكثير من عقد النكاح، فكان تسامح الزوج مع زوجته مندوبًا إليه من باب أولى.