من أيام إلى شهر.. الإنترنت حول العالم مهدد بالانقطاع قريبًا لهذا السبب
على مدار العقود الماضية، عبر العلماء مرارًَا وتكرارًا عن قلقهم بشأن تعرض الإنترنت حول العالم، والبنية التحتية الإلكترونية لكوكب الأرض للدمار، جراء تأثيرات العواصف الشمسية الهائلة التي تتعرض لها الأرض بين فترة وأخرى.
مخاوف العلماء تحولت إلى يقين مؤخرًا، بعدما كشفت نتائج دراسة حديثة عن عاصفة شمسية قوية، ستضرب الأرض قريبًا، بعد خروج الشمس من سباتها عام 2019، بدأ دورتها الجديدة، والتي يتوقع أن تكون أقوى مراحل النشاط المغناطيسي في تاريخها.
وأشارت الدراسة، التي قدمتها الباحثة سانجيثا عبده جيوتي، الأستاذة المساعدة في جامعة كاليفورنيا، إلى أن العاصفة الشمسية التي ستتعرض لها الأرض، من المتوقع أن تؤدي لقطع الإنترنت عن قارات العالم بأكملها لمدة قد تستغرق من بضعة أيام وربما تصل لشهور.
وقالت الباحثة، لمجلة «ويرد» التقنية، قبل أيام من تقديم ورقتها البحثية في مؤتمر اتصالات البيانات SIGCOMM 2021: «بنيتنا التحتية ليست مستعدة لحدث شمسي واسع النطاق. لدينا فهم محدود للغاية لمدى الضرر الذي يمكن أن يحدث».
وأضافت: «الكابلات الموجودة تحت سطح البحر التي تربط القارات المختلفة بشبكة إنترنت مشتركة عرضة للانفجار من جراء العواصف الشمسية المتوقع حدوثها».
وتوضح «جيوتي»، أن لحسن الحظ لن تشكل هذه الرياح أو العواصف الشمسية أي تهديدًا للحياة على الأرض، لكن المناطق الغنية بالتنوع البيولوجي قد تصبح «أراضٍ قاحلة هامدة»، أو ستكون عبارة عن تيار مستمر من الجسيمات الممغنطة التي يعاد توجيهها بواسطة المجال المغناطيسي للأرض نحو القطبين، ولكنها في الوقت ذاته لديها القدرة على التغلب على هذا المجال، وتغطية خطوط العرض السفلية ببروتونات عالية المغناطيسية في شيء يعرف باسم «العاصفة الجيومغناطيسية».
وتدلل «جيوتي»، على صحة ما خلصت له دراستها، بذكر حادثة مماثلة، حينما تعرضت الأرض لإحدى هذه العواصف الشمسية في عام 1859 خلال «حدث كارينغتون». حينها، اشتعلت النيران في خطوط التلغراف حول العالم وتعطلت الآلات الإلكترونية.
وتقدم «جيوتي»، حلًا تطرحه أمام نصب أعين العالم، إذا ما أراد أن لا يتأثر بهذه العاصفة الشمسية الوشيكة، على حد وصفها.
ويكمن حل الباحثة، التي تزعم أنه سينقذ العالم من أن يفقد الاتصال ببعضه البعض، هو إحلال الكابلات الموجودة حاليًا في سطح الأرض بكابلات الألياف الضوئية، إذ أن هذه الكابلات ليست عرضة للعواصف الشمسية مثل الأسلاك النحاسية والمحولات الإلكترونية الموجودة حاليًا.
وتحدد «جيوتي» المكان المناسب لبدء عمليات الإحلال، إذ تنصح أن يكون ذلك بدءًا من خطوط العرض المنخفضة حيث يكون هناك خطر أقل لحدوث عاصفة مغنطيسية أرضية كبير.
وعلى الرغم من التكلفة الضخمة التي سيتكبدها العالم نظير تنفيذ ما تدعو له «جيوتي»، غير أنها شددت أن التكلفة ستكون أضعاف مضاعفة حال فشل الاتصال بالإنترنت ولو ليوم واحد، إذ تبلغ حجم خسارة الولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال، من تعطل الإنترنت ليوم واحد نحو 7 مليارات دولار بحسب «عبده جيوتي».
وفقًا للورقة البحثية التي عرضت في مؤتمر اتصالات البيانات SIGCOMM 2021، فإن احتمالات التعرض لعاصفة شمسية كبيرة تتراوح من 1.6٪ إلى 12٪ لكل عقد، وتختلف حدتها بين المتوسطة وعالية الشدة، مثل العاصفة التي ضربت الأرض عام 1989 وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن مقاطعة كيبيك الكندية بأكملها في ثوانٍ واستمرت لما يقرب من نصف يوم.