كُتب بـ 27 لترًا من دماء صدام حسين … قصة مصحف تخفيه العراق وراء ثلاثة أبواب | شاهد
من الطبيعي أن يستخدم الحبر بمختلف انواعه في الكتابة والتدوين، لكن هل سبق لك أن سمعت عن مصحف مكتوب من الدماء البشرية؟
بالفعل قام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في أواخر التسعينات بكتابه مصحف بدمائه، على مدار عامين، مستعينًا بممرضة وخطاط إسلامي.
وبحسب the guardian، سحبت الممرضة 27 لترًا من دم الرئيس الراحل، واستخدم الخطاط الدم كحبر لكتابة نسخه من القرآن.
فكان عباس شاكر جودي البغدادي، هو الخطاط المكلف بالعمل، فجلس مع صدام لمدة عامين بعد تلقيه اتصالا هاتفيا من الرئيس الراحل نفسه.
في تلك المرحلة، قرر صدام ان يلجأ إلى دينه بعد أن نجا ابنه الأكبر، «عدي» من محاولة اغتيال، فيما كانت نتيجة عمل البغدادي كتابًا متقن الصنع سيحل مكانه في أي معرض فني لولا حقيقة أنه كتب بالدم.
يقول البغدادي، متحدثًا عبر الهاتف من ولاية فرجينيا الأمريكية، حيث كان يعيش: “لا أحب الحديث عن هذا الآن، لقد كان جزءًا مؤلمًا من حياتي أريد أن أنساه”.
ظلت النسخة بعيدة عن الأنظار إلى حد كبير، ومغلقة خلف 3 أبواب، في قبو مسجد شاسع في بغداد بالعراق، على مدى السنوات الثلاث الماضية.
فيما قال الشيخ أحمد السامرائي، رئيس صندوق الوقف السني العراقي في ذلك الوقت، وهو يقف بالقرب من المآذن الشاهقة لمسجد غرب بغداد الذي أطلق عليه الرئيس الراحل لقب «أم المعارك»، متحدثًا عن المصحف المكتوب بالدماء، “ما يوجد هنا لا يقدر بثمن، ويبلغ قيمته على الإطلاق ملايين الدولارات”.
وعلى جانب واحد كانت الحكومة تبذل كل ما في وسعها لمنع الوصول إلى المصحف المكتوب بدم الرئيس صدام.
ذلك خوفًا من أن الكتاب الذي يشير الشيعة أنه حساس جدًا كفيل أن يبشر ويدعم بقايا البعثيين، الذين كانوا ينظمون التفجيرات والاغتيالات حينها.
بالإضافة إلى أن السنة، الذين يخشون انتقام الحكومة إذا فتحوا الأبواب وعثروا على النسخة المكتوبة بالدم، لتعارض كتابة كلام الله المقدس بالدم وهو نجس.
إذ يقول الشيخ «السامرائي»: “كان من الخطأ أن يفعل ما فعله، أن يكتبه بالدم، إنه حرام”.
على الرغم من ذلك، يقول «السامرائي» إنه عمل كحامي للوثيقة خلال الفوضى التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003، حيث أخفى صفحات في منزله ونقل آخرين بين منازل أقاربه.
بينما قال علي الموسوي، المتحدث باسم رئيس الوزراء نور المالكي، في ذلك الوقت، “يجب أن نحتفظ بهذا كوثيقة لوحشية صدام، لأنه ما كان يجب أن يفعل ذلك”.
متابعًا: “إنه يقول الكثير عنه، لا ينبغي أبدًا وضعه في متحف، لأنه لا يوجد عراقي يريد رؤيته، ربما في المستقبل يمكن إرساله إلى متحف خاص، مثل التذكارات من نظامي هتلر وستالين.”