حاتم صادق: الخبرات المصريةً المكتسبة قادرة على إعادة اعمار ليبيا
رحب الخبير الدولى، الدكتور حاتم صادق، الأستاذ بجامعة حلوان، بالاتفاق الذى وقعه الوفدان العسكريان لطرفي النزاع الليبي،لإخراج المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد،معتبرا ان خطة العمل التي اتفقت عليها اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) بمثابة حجر الزاوية لعملية انسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من الأراضي الليبية بشكل تدريجي ومتوازن ومتزامن.
وقال، ان هذا الانجاز ينبغي البناء عليه للمضي قدمًا نحو مرحلة قادمة في ليبيا يسودها الاستقرار والديمقراطية، من خلال إجراء انتخابات وطنية حرة وشفافة وتتمتع بالمصداقية في 24 ديسمبرالمقبل، وأوضح صادق، ان الدبلوماسية المصرية نجحت من بداية الازمة الليبية في طرح رؤية سياسية فاعلة للتعامل مع المعطيات والمستجدات على الأرض والتدخلات الخارجية المستفيدة من استمرار الفوضى والإرهاب على الساحة الليبية.
وأوضح الخبير الدولى، ان مصر مثلما كان لها دورا إيجابيا فاعلا في عودة الاستقرار الي ليبيا، فإنها أيضا تمتلك كل الأدوات اللازمة والخبرات العالمية للإسهام في إعادة اعمار ما خربته الحرب الاهلية والصراعات في ليبيا، مشيرا الي ان مصر لها تاريخ طويل وتمتلك خبرات غير مسبوقة في إعادة بناء الدولة الليبية ومؤسساتها الوطنية، لافتا ان الطفرة التي شهدتها مصر خلال السنوات الست الماضية في مجال التشييد والبني التحتية أصبحت مثلا يحتذي به عالميا.
وأضاف صادق، انه منذ وضعت مصر خطوها الحمراء تراجعت المواجهات العسكرية، بما سمح للعودة الي طاولة المفاوضات بين الفرقاء الليبيين على مختلف توجهاتهم وصولا الي الترتيبات التي تمت برعاية الولايات المتحدة وأدت إلى تشكيل حكومة مؤقتة لترتيب الأوضاع الداخلية في الفترة الانتقالية حتى اجراء الانتخابات النيابية والبرلمانية.
ولفت إلى أن هناك "تفاهمات بين مصر وليبيا بشأن إنشاء منطقة حرة تربط بين البلدين، يصل مداها إلى الجنوب الليبي".
وأوضح أنها "ستمر من منطقة بني غازي والواحات، ومنها إلى مصر؛ مما سيسهل عملية التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين بسهولة ويسر، ويوفر على الدولتين، ويفتح آفاقا لأسواق جديدة". ونوه إلى أنه "في القريب العاجل سيتم إبرام اتفاقات بين مصر وليبيا، لإرسال عمالة مصرية كبيرة إلى هناك". ومن المتوقع أن تبدأ العمالة المصرية بالعودة إلى ليبيا خلال أشهر قليلة حيث تمثل العمالة المصرية حجر الزاوية في عملية إعادة إعمار ليبيا، بعد الاستقرار النسبي سياسيا وأمنيا، واستعدادها لإجراء انتخابات في نهاية العام.
واكد الخبير الدولي، إن الاتفاق بين مصر وليبيا بشأن مشاركة العمالة المصرية في الإعمار، سيكون له مسارين إيجابيين، أولهما تخفيف معدلات البطالة في مصر، والمسار الثاني زيادة معدلات النقد الأجنبي الناتج من تحويلات المصريين العاملين في ليبيا لخزينة الدولة.وحسب تقديرات الحكومة المصرية، من المتوقع مشاركة 3 ملايين عامل مصري في مشروعات إعمار ليبيا، وهو نفس عدد العاملين العائدين من ليبيا في سنوات الصراع الأخيرة.
وقال، ان مصر تمتلك شبكة علاقات تاريخية وقبلية بجميع القوى الليبية، في الغرب والشرق، وهذه العلاقات شهدت تحسنا كبيرا في الآونة الأخيرة، وشملت القيادات الجديدة، وأوضح، ان السياسة المصرية تدرك حجم السيولة التي تتسم بها الأزمة في ليبيا هي تتعامل بمرونة بما يتوافق مع مقتضيات امنها القومي لضمان تنفيذ مراحل الاتفاق والوصول الي تثبيت اركان الدولة الليبية.