تضم منظمات ومنصات ومساجد.. أذرع الاخوان الارهابية في بريطانيا
تعتبر بريطانيا من أكثر الملاذات الآمنة لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بسبب العلاقات التاريخية بين المخابرات البريطانية وحسن البنا مؤسس الجماعة المحظورة في النصف الأول من القرن الماضي، ولعل ذلك لجأ عدد كبير من نواب البرلمان هناك إلى الضغط على الحكومة لحظر المنظمات المتطرفة التي ولدت من رحم الجماعة الإرهابية.
وذكر تقرير لمؤسسة رؤية انه وتعتبر بريطانيا هي الضالة المنشودة التي طالما بحثت عنها جماعة الإخوان الإرهابية حيث وجدت المجال مفتوح للانتشار والتأثير في المجتمع البريطاني والانطلاق منه إلى أوروبا بأسرها وتعزيز قوتهم في المجتمع العربي، وأكبر دليل على ذلك تصريحات عمدة لندن كين لفنجستون في عام 2008 أن جماعة الإخوان كبرى الحركات الإسلامية تربطنا بها علاقة جيدة، وكانت تتلقى تمويلًا ماديًا من الخارجية البريطانية منذ نشأتها. وقال روبرت دريفوس في كتابه “لعبة الشيطان” الصادر عام 2010 إن الجماعة تأسست على يد حسن البنا بمنحة من شركة السويس البريطانية، كما تمتعت الجماعة خلال ربع قرن من تأسيسها بالدعم من رجال المخابرات والدبلوماسيين البريطانيين.
وتابع التقرير لم تفوت جماعة الإخوان الإرهابية الفرصة والتسهيلات تحظى بها في المملكة المتحدة وبدأت في نسج خيوطها عبر أذرعها المتنوعة لنشر التطرف في المملكة المتحدة.
وتعد هيئة الإغاثة الإسلامية التي أسسها هاني البنا عام 1984، من أهم أذرع الإخوان في بريطانيا إذ يتمتع قياداتها بعلاقات مع الوزراء وكبار موظفي الخدمات المدنية ومع وسائل الإعلام وتمتلك عدة مكاتب منتشرة في جميع أنحاء العالم، تشير التقديرات إلى أنها تجمع من حملتها السنوية في رمضان في بريطانيا أكثر من 10 ملايين جنيه استرليني سنويًا، وقدرت مواردها بحوالي 570 مليون جنيه استرليني.
كما تعد الرابطة الإسلامية التي أسسها الإخوان عام 1997 بداية الوجود المؤسسي للجماعة، لكن اعتمدت بعد ذلك على تأسيس مؤسسات مختلفة الأنشطة تجمع بين الأنشطة الخيرية والاقتصادية، وتستثمر برأس مال ضخم في قطاعات مختلفة، فضلًا عن المجلس الإسلامي البريطاني الذي يشمل منظمات ومؤسسات إسلامية وطنية وإقليمية ومحلية، يدير عدد من المشروعات التي تنتج مواد تعليمية للمدارس الإسلامية، إضافة إلى مؤسسة قرطبة لحوار الثقافات في بريطانيا ووصفها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون بأنها جبهة سياسية للإخوان المسلمين، وفي عام 2018 قدمت صحيفة “التليجراف” البريطانية تقريرًا أكدت فيه أن مؤسسة قرطبة تتعاون تعاونًا وثيقًا مع منظمات بريطانية إرهابية أخرى، والتي تسعى إلى تكوين ديكتاتورية أو خلافة في أوروبا، ومنتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية الذي يعمل كمظلة دعم وتمويل 10 كيانات بريطانية إخوانية.
ولفت التقرير انه وتتخذ جماعة الإخوان من التعليم “حصان طروادة” تتسلل من خلاله إلى المجتمع الإنجليزي حيث تضم بريطانيا أكبر عدد من مدارس الإخوان المستقلة، بنحو 35 مدرسة نجحت في نشر الفكر الإخواني المتطرف، وتعتمد على المناهج الوطنية كإطار علماني للفكر المتطرف، فتقوم بتدريس التربية الجنسية في مدارسها وفق التعاليم الإسلامية للجماعة، وتحتفل بالأعياد القومية، ومنها عيد ميلاد ملكة بريطانيا، فالمنظمات التعليمية للإخوان المسلمين بشكل عام ومدارس الإخوان المسلمين في أوروبا بشكل خاص.
واوضح التقرير انه تضارب المصالح بل وتعمل على تصنيف المعارف والعلوم وترتيبها بما يخدم تحقيق أهداف الجماعة، فضلًا عن كلية لندن المفتوحة للدراسات الإسلامية التي تأسست عام 2000 وهدفها نشر العلوم الشرعية والتربوية واللغوية من وجهة نظر الجماعة، وحذر المراقبين من خطورة ذلك عبر التلاعب في عقول طلاب المدارس وجعلهم يتبنون الفكر المتطرف.
واوضح التقرير كما تعتبر المساجد أحد أهم الأذرع الإخوانية في بريطانيا يتعدى دورها ممارسة الشعائر فهي مؤسسات تعليمية وخدمية أيضًا ووصل عددها إلى 1500 مسجد، في كل المدن والمقاطعات البريطانية وتزداد خطورة هذه المساجد حينما تديرها هيئات لها أجندات خاصة أو أئمة متطرفين، بحسب ما يرى الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن الدولي، محمود البتاكوشي في تصريحات خاصة.
وكشف التقرير ان المنصات الإعلامية من أقوى أذرع الإخوان في بريطانيا، ومن أهمها قناة الحوار التي تعد من أهم المراكز الإعلامية للتنظيم في بريطانيا، وتعتبر والوسيط الإعلامي الأهم للجماعة والتنظيم العالمي، وشبكة المكين الإعلامية التي أسسها الإخواني أنس مقداد، وتقدم خدمات إخبارية تتبنى إيديولوجية التنظيم عبر منصات التواصل “فيس بوك” و”تويتر”، إلى جانب موقع ميدل إيست مونيتور الذي تأسس في بريطانيا عام 2009.