صفقة تركيا وإثيوبيا.. طائرات الدرونز تنسف العلاقات بين القاهرة وأنقرة | فيديو
شرعت تركيا في تعزيز تعاونها مع إثيوبيا على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وكشف اليوم، عن نية أنقرة توسيع نطاق صادراتها من الطائرة المسيرة "الدرونز" لصالح إثيوبيا، الأمر الذي يعقد الخلافات القائمة بين مصر والدولة التركية.
وفي هذا السياق، نقلت وكالة "رويترز" عن أربعة مصادر مطلعة قولها، إن تركيا وسعت نطاق صادراتها من الطائرات المسيرة المسلحة "الدرونز" من خلال التفاوض على صفقات مع المغرب وإثيوبيا بعد استخدامها الناجح في الصراعات الدولية.
وقالت الوكالة، إن أي شحنات من الطائرات العسكرية "بدون طيار" إلى إثيوبيا تهدد بإذكاء الخلاف في العلاقات المتوترة بالفعل بين تركيا ومصر، التي تختلف مع أديس أبابا بشأن سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا.
ونقلت "رويترز" مزاعم عن مصادر لم تسمها قولها: إن القاهرة طلبت من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية مساعدتها على تجميد أي صفقة طائرات. وقال مصدر ثالث إن أي أتفاق يتعين أن يطرح ويوضح في محادثات بين القاهرة وأنقرة تحاولان من خلالها إصلاح العلاقات الثنائية، فى إشارة لجلسات الحوار الاستكشافية بين البلدين الرامية لتطبيع العلاقات.
ونقلت "رويترز"، عن مسؤول تركي قوله: إن إثيوبيا والمغرب طلبا شراء طائرات مسيرة من طراز "بيرقدار تي.بي 2" في اتفاقات قد تشمل كذلك ضمانات قطع الغيار والتدريب.
كما كشف دبلوماسي آخر طلب عدم الكشف عن هويته، إن المغرب تسلم الدفعة الأولى من الطائرات المسيرة المسلحة التي طلبها في مايو الماضي.
وأضاف المسؤول التركي، أن إثيوبيا تعتزم الحصول علي الطائرات دون طيار لكن وضع هذه الطلبية ليس واضحا، ولم تذكر المصادر عدد الطائرات التي تتضمنها الصفقتان ولم تورد أي تفاصيل مالية.
وتظهر بيانات رسمية أن صادرات تركيا في مجالات الدفاع والطيران ارتفعت بحدة للمغرب وإثيوبيا في الشهرين الماضيين لكنها لا توفر تفاصيل عن مبيعات الطائرات المسيرة.
تنتج تركيا نحو 130 نوعًا من الطائرات المسيرة التي تسلح بها قواتها المسلحة وتصدر بعض أنواعها إلى دول أخرى، وهو ما يجعلها واحدة من الدول العاملة في إنتاج واستخدام وتصدير هذا النوع من الأسلحة الحربية المتطورة.
وكانت قد ذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، فى تقرير لها نشر يونيو الماضى، أن "تونس أبرمت صفقة عسكرية بقيمة 240 مليون دولار مع تركيا، في مارس الماضي، لشراء 6 طائرات مسيرة طراز "أنكا إس" و3 محطات قيادة أرضية إضافة إلى التقنيات الخاصة بتشغيلها".
ومطلع العام الجاري قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أنقرة تلقت طلبات من دول أوروبية لشراء طائرات مسيرة تركية الصنع للاستخدامات العسكرية، بينها إحدى نسخ درونز "بيرقدار".
درونز بيرقدار التى طلبت إثيوبيا الحصول عليها، يمكنها البقاء في الجو لنحو 20 ساعة متواصلة، ويصل طول النسخة "تي بي 2" إلى 6 أمتار ونصف المتر، والمسافة بين طرفي الجناحين 12 مترا، بينما يصل وزنها عند الإقلاع إلى 630 كيلوجرامًا، وتصل سرعتها إلى 70 عقدة (129 كم/ الساعة)، وتتجاوز حمولتها 55 كجم.
ويصل مدى الطائرة إلى 150 كيلومترًا ويمكنها البقاء لمدة 20 ساعة في الجو، بحسب موقع "أرمي تكنولوجي" الأمريكي"، الذي لفت إلى أن "بيرقدار" تنتمي إلى نوع الدرونز التي تحلق على ارتفاعات متوسطة وتقوم بمهام الاستطلاع وجمع المعلومات الاستخباراتية.
وأنتجت تركيا أول نسخة من الطائرة عام 2007 وقامت بأول رحلة لها عام 2009 وكانت تحمل اسم "بيرقدار إيه"، وبدأ إنتاجها التسلسلي عام 2011.
ويري خبراء أن امتلاك إثيوبيا لهذه النوعية من الطائرات يمكنها من اختراقات فى المجال السودانى، بما يمثل تهديدا لدول الجوار، ويستدعى انتباه إقليمي لسلوكيات النظام التركي والإثيوبي.
وقعت تركيا وإثيوبيا، فى أغسطس الماضي، عدة اتفاقيات تعاون في مجالات المياه والتعاون المالي العسكري، وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي إلى العاصمة التركية أنقرة.
ووقع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، مع نظيره الأثيوبي كينا ياديتا، مذكرتي تفاهم للتعاون المالي العسكري، وتنفيذ المساعدات النقدية بين حكومتي البلدين.