جريمة في أتوبيس 17.. حكاية اغتصاب 4 ذئاب بشرية لفتاة العتبة
في الاتوبيس رقم 17 في نهار رمضان عام 1992 داخل أكبر مدن القاهرة وأكثرها ازدحاما، 29 عاما مرت على واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها مصر حيث انتهك 4 ذئاب بشرية جسد فتاة على مرأى ومسمع مئات الأشخاص دون أدنى رد فعل منهم وتحول الأمر حينها لقضية رأي عام أطلق عليها "اغتصاب فتاة العتبة".
تلك الجريمة كانت من أوائل جرائم التحرش والاغتصاب الجماعي التي تشهدها مصر.. بدأت تفاصيلها عندما ذهبت الفتاة المجني عليها وتدعى شاهيناز للعتبة مع شقيقتيها الصغيرتين ووالدتها، لشراء ملابس العيد ثم وقفت الأربع سيدات في انتظار أتوبيس رقم 17 المتجه لبولاق الدكرور، فالعائلة البسيطة لا تقوى على شراء ملابس العيد من منطقة بولاق لغلاء الأسعار، وفق تصريح والدة الضحية شاهيناز لاحقا لاحدى الصحف.
كانت شاهيناز آخر الصف الصاعد إلى سلم الأتوبيس، فقد حرصت والدتها على أن تكون شقيقاتها الصغيرات قبلها، لكن عند الصعود شعرت بتحرش بها من الخلف بواسطة شاب، حاولت الإفلات منه وذهبت للصعود من السلم الآخر في نهاية الأتوبيس، لكن الجاني تتبعها وجذبها من ملابسها فسقطت على ظهرها في الشارع وسط واحد من أكثر ميادين مصر ازدحاما.
فوجئت الفتاة العشرينية، بأربعة أشخاص، اثنين منهما يثبتونها من ذراعيها، وآخرين عند قدميها، مزق الجناة ملابسها وسط الشارع، وأصبحت عارية تماما من جزئها السفلي بينما تمتد يد الجاني لتطال مناطق عفتها، لم تكف شاهيناز عن الصريخ لطلب النجدة، حينها شعرت والدتها باختفائها وذهبت للبحث عنها، وما إن شاهدت ابنتها حتى ظلت تصرخ هي الأخرى طالبة النجدة.
تعالي الصرخات، دفع أمين الشرطة صلاح الدين حلمي، للذهاب لمكان التجمع وضرب طلقتين في الهواء، ما جعل الناس تنفض من حول الضحية وتمكنت شاهيناز من الإمساك باثنين من الجناة، وقبض عليهما أمين الشرطة، ثم تركهما عهدة مع المارة وذهب للقبض على الاثنين اللذين فرا هاربين، وهو ما دفع وزير الداخلية آنذاك اللواء محمد عبدالحليم موسى لإعطائه مكافأة قدرها 1000 جنيه لضبط الجناة.
تقرير الطب الشرعي عقب الكشف الطبي على الضحية أكد حدوث فض جزئي لغشاء البكارة، وكانت ملابسها ملطخة بالدماء، تركت الفتاة عملها في مكتب المحاماة خوفا من الوصمة الاجتماعية، ورفضت النزول للشارع مطلقا أو مقابلة الناس كي ينسوها، لكن الفنانة أمينة رزق تحركت لصالح الفتاة وقررت زيارتها في منزلها بصحبة الفنانة نادية لطفي، وأصرتا على خروج الفتاة للشارع وتقديمها باعتبارها بطلة وضحية استطاعت صد المغتصبين، وهو ما أثر كثيرا في نفسية الفتاة التي تحولت قضيتها إلى قضية رأي عام.
جرت تحقيقات النيابة، بإشراف المستشار هاني خليل، المحامي العام لنيابات وسط القاهرة الكلية، وتم اتهام شخصين هما جمال البدري الذي شل حركة ساقيها وهي مطروحة أرضا، والآخر هو جمال أبوالمجد الذي اغتصبها بوضع يده في مكان حساس من جسدها، بينما الآخران اللذان أمسكا ساعدها لم ترى ملامحهما جيدا، وكانت المفاجأة براءة جميع المتهمين بعد سنة كاملة كانت فيها القضية تنظر أمام المحاكم.