بركان لابالما يهدد السواحل المصرية..توقعات بسقوط أمطار "ماء النار" بأوروبا
تشهد جزيرة لابالما الأسبانية حالة قصوى من التأهب والاستعداد، منذ انفجار بركان جزيرة لابالما في 20 سبتمبر الماضي، وما زالت تداعيات البركان متواصلة من تدمير للمنازل زاد عددها عن 1800 مبنى، بجانب تصاعد أعمدة ثاني أكسيد الكبريت السامة إلى أوروبا والعالم، كما أمواج الحمم البركانية التي تخرج من فوهة البركان لازالت تتدفق نحو المحيط.
ونستعرض القصة الكاملة لبركان لابالما والتأثيرات المتوقعة له على مصر ومتى تنتهي ثورته، خلال السطور التالية.
اندلع ثوران بركان لابالما 20 سبتمبر الماضي، وتسبب في خروج الحمم البركانية من فوهته مثل السير، ليدمر 1833 فدانا من الأراضي وحوالي 2000 مبنى، وكذلك إجلاء 7000 شخص من منازلهم في الجزيرة.
وتسبب الانفجار البركاني في حدوث العشرات من الهزات الأرضية الخفيفة في أغلب الأيام، كما غطى الرماد البركاني وأعمدة الدخان المتكونة من ثاني أكسيد الكبريت السام المنطقة المحيطة به، ولا زالت ترتفع سحب الدخان لعدة كيلو مترات وتحملها الرياح إلى أوروبا.
بسبب كل تلك التداعيات السلبية الناتجة عن ثوران بركان لابالما، قامت وزارة الصحة في الجزيرة بتوزيع معدات الحماية على السكان والمتضررين، وتم إصدار أكثر من 22 ألف نظارة واقية وحوالي 280 ألف قناع واقي من الانبعاثات الكبريتية بين البلديات المتأثرة بشكل مباشر.
من جانبه قال أنخيل فيكتور توريس رئيس جزر الكناري الإسبانية، في تصريحات سابقة،، إنه لا يتوقع نهاية وشيكة لثورة البركان الذي نشر الفوضى في جزيرة لابالما منذ بداية قبل نحو شهر، مؤكدا توقعات العلماء تشير أنه لا توجد دلائل على نهاية الانفجار.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه بعد مرور أكثر من شهر على ثورة بركان لابالما، لم يقتصر تهديدها على آلاف السكان في الجزيرة التابعة لجزر الكناري، وإنما أصبح يهدد ملايين السكان في أوروبا وشمال أفريقيا، وذلك بسبب سحب ثاني أكسيد الكبريت المنتشرة في محيط البركان والتي انتشرت في إسبانيا والبرتغال خلال الأسبوع الماضي.
وأضاف شراقي أن سحابة ثاني أكسيد الكبريت إلى فرنسا وإنجلترا وألمانيا وبولندا طبقا لصور الأقمار الصناعية Sentinel 5PK، ومن المتوقع طبقا لموقع Windy أن تغطى معظم الدول الأوروبية، إلا أن أقلهم تأثرا إيطاليا، مشيرا إلى أنه في حال كانت سحابة ثاني أكسيد الكبريت قريبة من السحب المطيرة فإنه من المتوقع أن تسقط على أوروبا مياه ثاني أكسيد الكبريت المعروف بـ "ماء النار".
وأشار إلى أن اتجاه الريح بعدما تغطي السحابة أوروبا، تتجه جنوبا إلى مصر وشمال أفريقيا، إلا أنها كلما ابتعدت عن مركز البركان تقل انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت، وبالتالي سوف تتلاشى قبل وصولها إلى الساحل الأفريقي، مشيرا إلى أن تركيز غاز ثاني أكسيد الكبريت في السحابة حاليا 76 جزءا في المليون، ولحسن الحظ أن هذه السحابة الغازية على ارتفاع أكثر من 3 كم مما يخفف من تأثيرها على السطح، ولكن قد يتأثر بها بعض أصحاب الأمراض الصدرية في أوروبا خلال اليومين الجاريين، ومن المتوقع حدوث أمطار حمضية على الدول الأوروبية بسبب تكوين حمض الكبريتيك.
وأشار شراقي إلى أنه رغم عدم وصول هذه السحابة المركزة إلى الدول الأفريقية إلا أن النصف الشمالي من أفريقيا تنتشر في أجوائه العليا نسب خفيفة من هذه الغازات ولكن بتركيز وتأثير ضعيف.
عدد الزلازل الواقعة بمحيط جزيرة كريت اليونانية بالبحر الأبيض المتوسط ضخم جدا وعنيف، وأبرز هذه الزلازل الهزتان اللتان وقعتا يومي 12 و17 أكتوبر الجاري، حيث تعدت قوة كل منهما الـ 6 درجات بمقياس ريختر.
أما عن الربط بين النشاط البركاني في لابالما والكناري والزلازل في محيط جزيرة كريت، فأشار إلى أنه متوقع وجود ربط بينهم بسبب نشاط تحرك الحمم تحت الأرض بجانب إلتقاء الصفائح القارية التكتونية، حيث تلتقي الصفيحة الأفريقية مع الأوروبية على حواف جزيرة كريت وبالتالي تتسبب التحركات في الزلازل التي نشعر بها.
وأكد أن نشاط الزلازل والبراكين مرتبط، بمعنى أنه عندما ينشط البركان ينشط الزلزال والعكس صحيح، مضيفا: «حاليا الحمم البركانية وصلت المحيط بالفعل وكل يوم تتكون فتحات وتشققات جديدة بالقرب من البركان وبالتالي ثورة البركان تزداد يوما عن يوم».