بعد الإسكندرية.. مدن مصرية مهددة بالاختفاء
اختفاء الاسكندرية ومدن الدلتا، تصريحات كثيرة فى هذا الشأن تخرج من وقت للآخر، تثير الرعب لسكان هذه المدن، فأساتذة الجيولوجيا وعلماء الأرصاد الجوية دائما ما يخرجون بتوقعاتهم لآثار التغيرات المناخية.
أما هذه المرة خرج رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون محذرا في كلمة ألقاها خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدينة جلاسكو، من اختفاء 3 مدن، وهي ميامي والإسكندرية وشنغهاي، في حال لم يتم اتخاذ إجراءات لمنع ارتفاع درجات الحرارة على سطح الأرض.
وقال بوريس جونسون: "4 درجات حرارة ونقول وداعا لمدن بأكملها، ميامي، الإسكندرية، شنغهاي، كلها ستضيع تحت أمواج البحر".
الدكتور محمود شاهين، رئيس غرفة التحاليل والتنبؤات الجوية، أكد أن اختفاء الاسكندرية والدلتا، هى مجرد دراسات وتوقعات للآثار الناتجة للتغييرات المناخية كتوقع ارتفاع منسوب البحار وغرق قارات كاملة بأكملها.
وأضاف شاهين أن هذه اجتهادات شخصية وتوقعات، لكن لا احد ينكر أن الاحتباس الحرارى الناتج عن استخدام الوقود الحفرى، وارتفاع درجة حرارة الأرض يؤدى إلى تغيرات مناخية، ظهرت فى مصر متمثلة فى ظواهر جوية جامحة كارتفاع نسبة الرطوبة، وجريان السيول.
وعن اختفاء الاسكندرية، قال إنه مجرد توقع والدولة تعمل جاهدة منذ ثلاث سنوات عن طريق هيئة حماية الشواطئ فى حماية شواطئ اسكندرية من التآكل برفع مستويات المناطق المنخفضة تحسبا لارتفاع مستوى سطح البحر.
وكان الدكتور جاد القاضى، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزياقية، أكد أن هناك تعاونا بين المعهد ومعهد بحوث الشواطىء وغرفة عمليات مجلس الوزراء بصفة مستمرة للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية.
وأضاف القاضى، بمناسبة اليوم العالمى للتوعية من مخاطر التسونامى، أن هناك تحديثا للخطة الاستراتيجية لمواجهة الكوارث وذلك لحماية الأرواح والممتلكات والتنمية المستدامة.
كما أكد الدكتور صلاح الحديدى، أستاذ الزلازل بالشبكة القومية للزلازل التابعة للمعهد القومى للبحوث الفلكية، أن نظام الانذار المبكر لمعرفة حدوث التسونامى،يتيح الاستعداد للتسونامى قبل حدوثه بثوان، على سبيل المثال اخلاء السواحل، خاصة فى البلاد التى تدرب شعوبها على التعامل السريع مع الأزمات.
وعن اختفاء مدينة الاسكندرية بفعل التغيرات المناخية، أوضح أن هذا الموضوع شائك ولكن مجرد سيناريوهات، مؤكدا أنه من الأفضل أن يتم تطبيق نظام الانذار المبكر للتنبؤ بالتسونامى مطمئنا أهالى الاسكندرية قائلا:" الاسكندرية بخير وهتفضل بخير "
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد أن ملف تغير المناخ شهد اهتماما متصاعدا منذ ٢٠١٩، وتحول على مستوى وزاري ليكون المجلس الوطنى لتغير المناخ برئاسة رئيس الوزراء وعضوية الوزارات المعنية، وبرئاسة وزارة البيئة للأمانة الفنية.
قال الدكتور صابر عثمان، الخبير البيئي، مدير إدارة تغير المناخ بوزارة البيئة سابقا، إن الحديث عن اختفاء مدينة الإسكندرية ليس جديدًا، مشيرًا إلى أن هناك دراسة علمية منشورة عام 1997 أكدت أن هناك مجموعة من المدن ستختفي تمامًا بسبب استمرار الانبعاثات الحرارية والتغيرات المناخية.
وأوضح عثمان أنه مع ارتفاع سطح البحر بمعدل يزيد على 1 متر بنهاية القرن الحالي ستكون ثلث دلتا النيل مهددة بالغرق، لافتا إلى أن ارتفاع سطح البحر الحالي هو 20 سم، وبحلول 2100 يمكن أن يصل ارتفاع سطح البحر إلى 1 متر وحينها ستختفي مدينة الإسكندرية بالفعل، وليست هي فقط، فهناك مدن كثيرة مهددة بالغرق والاختفاء وكذا جزء كبير من دلتا نهر النيل وكذا بنجلاديش وفيتنام، والدول الجزرية، وسيحدث ذلك في حال لم تتخذ الدول الإجراءات اللازمة لمواجهة التغيرات المناخية.
وأضاف الخبير البيئي أنه مع ارتفاع سطح البحر نتيجة ارتفاع متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية سيؤدي ذلك إلى ذوبان جليد القطبين وتمدد مياه البحار والمحيطات مما سيؤدي إلى غرق كل المناطق المنخفضة وأولها دلتا الأنهار خاصة أنها تعتبر مصبات أنهار، وفي مصر تعتبر المدن المعرضة للخطر هي الواقعة من الإسكندرية حتى بورسعيد، مشيرا أنه ليس هناك خطورة على مدينة مطروح لأنها مرتفعة عن المدن الأخرى.
ولفت إلى أنه في حال زاد متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية 4 درجات أخرى ستعتبر تلك هي نقطة اللاعودة ويعني أنه لن تفيد حينها أي إجراءات ستتخذ لإصلاح الوضع ومواجهة التغيرات المناخية وستفنى الحياة على وجه الأرض، مشيرا إلى أن متوسط درجة حرارة الكرة الأرضية حاليًّا ارتفع 1.1 درجة، وإذا استمر الوضع على هذا الحال دون مواجهة الانبعاثات الكربونية فبنهاية القرن سيرتفع بمقدار 3.7 درجة.
وأشار عثمان إلى أن الدول كافة يجب أن تتخذ إجراءات لمواجهة التغيرات العالمية باعتبارها ظاهرة عالمية، فحتى إذا اتخذت مصر إجراءاتها وتكاسلت دولة أخرى عن تلك الإجراءات فلن يفيد الأمر، لافتًا إلى أن أهم إجراءات مواجهة التغيرات المناخية هي ترشيد الطاقة.
وكان رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، أطلق تحذيرًا متعلقًا بالمناخ يوصينا بالاستعداد لوداع محافظة الإسكندرية حال ارتفعت درجات الحرارة بمعدل 4 درجات أخرى، وقال بوريس جونسون، في كلمة ألقاها أمام قمة المناخ "كوب 26" التي تستضيفها مدينة جلاسجو الإسكتلندية، 4 درجات حرارة أخرى ونقول وداعا لمدن بأكملها، ميامي، الإسكندرية، شنجهاي، كلها ستضيع تحت أمواج البحر.