أحمد زكي.. الموت والأوامر منعته من تجسيد شخصيتين | شاهد
أحمد زكي عبدالرحمن، الإمبراطور الحالم، الذي أتي من مدينة الزقازيق، ليسطع نجمه في سماء عالم الفن.
«فتي الشاشة الأسمر» المولود في 18 نوفمبر عام 1949، والذي استطاع منذ أن بدأ التمثيل ترك بصمة جعلت الممثل العالمي «روبرت دي نيرو» يوجه له الثناء وجهًا لوجه في مهرجان موسكو عام 1988 بعد مشاهدته لفيلم «زوجة رجل مهم»، قائلًا: «أنت ممثل ممتاز».
«البيه البواب» الذي ظلت جمله عالقة بالأذهان نظرًا لأدائه الأسطوري بها «الذكريات اختلطت مع الأحلام مع الأوهام مع الحقايق»، «كلنا فاسدون لا استثني أحد»، «الضعف مابيفرقش بين جاهل ومتعلم»، «كلمة أنا بحبك عقد، اللمسة عقد، النظرة عقد، الوعد بالجواز ده أكبر عقد».
لقطات فنية خالدة جعلت الجميع عبر شاشات التلفاز، الراديو، ومواقع التواصل الاجتماعي، يقوم بإحياء ذكراه باستعادة نشر مثل هذه المشاهد في يوم مولده.
أحمد زكي «الذي لا يكذب ولا يتجمل»، كانت لديه كأي إنسان أحلام كثيرة، سواء على المستوى الشخصي أو المهني، وفي التقرير التالي، نتطرق إلى شخصيتين كان يرغب بشدة في تجسيدهما، لكن الموت وأسباب أخرى حالت بينه وبين تحقيق أمنياته.
كانت هذه الشخصية الأولى التي تمنى أن يجسدها أحمد زكي، حيث كشفت الفنان وفاء سالم، التي شاركته بطولة فيلمه «النمر الأسود» عام 1984، أنه أخبرها على هامش تصوير فيلمهما، حلمه في تجسيد تلك الشخصية.
تقول: «قالي أنتِ فاكرة إني مش هعرف أعمل هارون الرشيد، شكلي مش حلو ولا وحش، قولتله لا أنت قمر».
وتتابع: «بص في عيني وحس إني بجامله، راح عملي تقليد للشخصية، وقالي بصي إزاي أنا أنفع هارون الرشيد، أنفع أعمل ألف ليلة وليلة، وأنا ممكن أبهرك وأبهر أي حد».
تصريحات الفنانة «وفاء سالم» جاءت اثناء حلولها ضيفة على برنامج «القاهرة اليوم» المذاع عبر شبكة «أوربيت» في شهر مارس الماضي، والتي كشفت فيها عن شغف «الباشا» في تجسيد شخصيات أخرى حينها، تقول: «قولتله والله أنا معرفش، لازم أشوف على الشاشة، قعد يقلد لي عبدالحليم حافظ، وقالي بصي إزاي لازم أعمل عبدالحليم، وكنت بنبهر بيه، وقلد لي جمال عبدالناصر، أنا شوفت كل أمانيه وأحلامه».
الشخصية الثانية التي تمنى «مستر كاراتيه» أن يجسدها لكن تم منعه لظروف سياسية، كانت «أسامة بن لادن» مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة السابق.
كشف خبير المكياج «محمد عشوب» الخاص بالفنان أحمد زكي، في أحد الأفلام التسجيلية التي قدمتها فضائية «النهار» عن الراحل، أنه طلب منه القيام بعمل مكياج هذه الشخصية، وبالفعل وافق «عشوب» على طلبه، وانتشرت صورة «زكي» متقمصًا للشخصية، وتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدت ملامحه وكأنه «بن لادن».
وأشار «عشوب» أن «زكي» كان متحمسا للغاية لتقمص شخصية «بن لادن»، لكن صدرت أوامر سيادية لصناع الفيلم بالتوقف عنه منعًا للتورط في مشاكل دولية.
«هتعمل بن لادن يا أحمد؟» سؤال وجه الإعلامي «محمود سعد»، أثناء حواره مع الفنان أحمد زكي، في برنامجه «على ورق» الذي كان يذاع عبر شبكة قنوات «دريم»، فما كان من «الإمبراطور» إلا أن يقوم بخلع الميكروفون وينهي الحوار.
الجميع ظن آنذاك أن «سعد» استفز الفنان أحمد زكي، لكن الإعلامي وضح مؤخرًا من خلال برنامج «ونس» المذاع عبر «يوتيوب» أن «زكي» لم يغضب من السؤال، وأن خلعه للميكروفون كان بالإتفاق بينهما، ليخرج «سعد» إلى فاصل تلفزيوني.
وغربت شمس الفنان «أحمد زكي» عن دنيانا في يوم 27 مارس لعام 2005 متأثرًا بإصابته بسرطان الرئة، تاركًا إرثا فنيا ضخما، وتاريخا لن يمحوه الزمن.