كنت بكافح عشانها.. قصة 18 سنة فراق تسببت في حزن أغاني رامي صبري | فيديو
«أوقات الحاجة اللي في أيدنا، اللي أحنا عليها أتعودنا بنقول أنها مضمونة وباقية ومش هاتروح».. كلمات تعكس مشاعر مختلطة ما بين الحزن والندم، لأغنية طرحها المطرب «رامي صبري» منذ 10 أيام واطلق عليها «هموت من غيرها».
الأغنية الحزينة لحنًا وكلمات، جعلت الجمهورر يُثني على صوت «رامي» حتى احتلت الأغنية المرتبة الثانية على قائمة الأغاني بموقع «يوتيوب» بـ 2 مليون و900 ألف مشاهدة.
الحزن الذي يحمله «صبري» في صوته والتي يميز أغانيه عن غيره، لم يكن مجرد استدعاء مشاعر حزينة لتجسيد كلمات الأغاني فحسب، بل أنه عايش قصة حب حزينة تركت أثرًا بالغًا في قلبه رغم مرور 18 عامًا على نهايتها.
أطلق رامي صبري أول ألبوماته في عام 2005 والذي حمل اسم «حبيبي الأولاني» تلك الأغنية التي قدمت صيت صبري إلى عالم الفن بشكل لم يكن يتوقعه، لكن وراء ذلك الصيت التي يعيشه حتى يومنا هذا، حبيب رحل عنه خلسة تاركًا في قلبه معاناة لم تهدأ.
«حبيبي الأولاني نفسي في يوم يرجع لي تاني».. أغنية اصدرها «صبري» في بداية مشواره معبرًا من خلالها عن مشاعر الاشتياق لـ«حبيبه الأولاني» الذي وصف الحالة بينهما في الأغنية ذاتها بقوله «قابلت كتير في بعده بس مليش في الدنيا بعده، وابتديت اعرف غلاوته لما راح».
«حبيبي الأولاني» كانت حقيقية مش مجرد أغنية». بهذه الكلمات بدأ يكشف «صبري»، خلال لقاء اجراه ببرنامج «وشوشة» المذاع عبر قناة «النهار» لمقدمه الإعلامي «أحمد الهواري» منذ عامين عن قصة الفتاة الأولى التي أحبها في حياته.
وأكمل: «سنة 2003 كنت في لبنان ورجعت بقي كان عندي مشكلة مع البنت اللي بحبها أنها توفت».. لم يفصح «صبري» في هذا اللقاء عن الكثير من تفاصيل القصة، لكنه تحدث باستفاضة قبل خمس أعوام في أحد الندوات الصحفية عن صاحبة الحزن الأكبر في قلبه
«درست في المعهد العالي للموسيقي العربية، امتحنت ونجحت ودرست المزيكا، وبعدين وأنا في المعهد اتعرفت على بنت وحبيتها وكنت بكافح عشانها».. كانت هذه هي إجابة صبري حينما سألته أحد الصحفيين عن الصعوبات التي عانى منها في حياته، حيث أنه وعلى الرغم من مرور كل هذه الأعوام ودخول صبري في علاقة حب أخرى تكللت بالزواج وانجابه لطفلين، إلا أنه ليلته الحزينة في 2003 لم تفارقه ولا تزال عالقه في ذهنه.
«كنت في لبنان ورجعت لما عرفت انها توفت في حادثة، فده غير خالص حياتي».. تمثلت معاناة صبري في عدم مقدرته على الذهاب مرة أخرى للمعهد وكافة الأماكن التي جمعته بها، حتى أنه لم يكن قادر على العمل أو فعل أي شئ حسبما وصف في اللقاء، وربما يمكننا ربط ذلك بكلمات أغنيته الشهيرة «حياتي مش تمام» والذي يقول فيها:«أنا خاصمت الشوارع اللي مشينا فيها عشان يهدى بالي وارتاح م الآلام».
بالدخول على تطبيق الأغاني الشهير «Sound Cloud» وكتابة اسم الفنان «رامي صبري»، تظهر العديد من الأغنيات التي تحتوى على كلمات يغلبها الشجن والحزن والاشتياق، وبالبحث في لقاءات أخرى أجرها، وجدنا أن غنائه لأول حب في حياته لم يتوقف عند «حبيبي الأولاني».
«هغنيلك دلوقتي الأغنية القريبة مني جدًا، أنا شخصيًا بحبها».. في ليلة رأس السنة الماضية، وعبر شاشة «Mbc Masr» قرر «صبري» أن يؤدي أغنية وصفها بالمقربة لقلبه، وكانت تلك الأغنية هي «غمضت عيني».
«غمضت عيني وقولت نفسي أشوفها تاني، والمس ايديها واضمها حتى لثواني، من بعدها مش لاقي حاجة مطمناني».. اغلق صبري عيناه وامسك بالمايكروفون وذهب إلى حيث لا تعلم المذيعة ياسمين سعيد والمشاهدين، وأخذ يشدو «بانت قيمتها لما ضاعت من أيديا، طيبة وحنان مش موجودين غير فيها هي».
«مين اللي بانت قيمتها لما ضاعت من رامي صبري؟».. سؤال باغتت به «ياسمين سعيد»، مقدمة برنامج «الجمعة في مصر» الفنان «رامي صبري»، فور انتهائه من أداء الأغنية فأجابها «كان حد زمان بقي، مش هينفع اتكلم عشان مراتي بتتفرج عليا»، لم تستلم ياسمين واصرت بسؤال أخر «أول حب في حياتك؟» فأجابها مضطرًا «آه اللي هو ما بيتنسيش، الشخصية مبتتنسيش».
«كل ما انساها افتكرها مهما أشوف ما بشوفش غيرها، عمرها ما هتبقي ماضي، اللي بنا مكنش عادي».. استشفت ياسمين من تلك الكلمات أن تأثير الماضي لا يزال يلاحق «صبري» فسألته «حد أثر في حياتك يعني؟» فأجابها:«آه كانت ليها ظروف خاصة، ومراتي طبعًا عارفه كل حاجة».
يبدو وأن شيرين عادل زوجة الفنان رامي صبري، على علم تام بتفاصيل الحب الأول لدى زوجها، بل وأنها تقوم بدعمه ومساندته في ذلك، حيث ظهرت في حفل أقيم في ديسمبر من العام 2019 للفنان «رامي صبري» بـ«القرية العالمية» بدبي، وفور غنائه «غمضت عيني» لقطات عدسات الكاميرا شيرين وهي تبكي بكاءًا شديدًا.
«عمر الليالي ما خلتني انساها يوم ولا نستني، وبجد فعلًا وحشتني طب أعمل أية»، «وبقابل ناس وبحاول أحب غيرها وسنين هتفوت وهعيش وهموت فاكرها»، «أنا لية بشتاقلك طول الوقت محتاج لك وأنت نسيني ولا فارق عذابي معاك»، «هيوحشني الكلام وياك، هتوحشني حبيبي عينيك، ومش هقدر في يوم انساك ولا هعرف أعيش بعديك»، «بكدب على نفسي وعلى روحي، وبقول على قلبي أنه نسيكي، وبقول مش فاكرك مع اني مش قادر افكر غير فيكي، كداب لو قولت أني نسيتك»، «واحشني ونفسي نتقابل ومن جوايا مش قابل احس بحد غيرك أنت واقرب ليه، حبيبي ارجع لي من تاني في بعدك حاجة نقصاني».
«الليالي، النسيان، الاشتياق».. كلمات استهلكت بألحان مختلفة في عشرات كوبليهيات أغاني الفنان الوفي لحبه الأول، التي يبدو وأنها منحته مشاعر خاصة غير كونها حبه الأول، جعلته غير قادر على نسيانها، ويحدثها بشكل دائم عن الأيام والحياة التي وصفهما في أغنيته الأخيرة بـ«أنا عايش تايه في الدنيا عمرها ما سابتني ولو ثانية»، لم يمل صبري منذ احترافه الغناء في 2005 أن يبعث برسائل شوق وعتاب لـ«حبيبه الأولاني» الذي تركه دون وداع وعناق أخير وهو ما جعل مشاعر الحزن الدفين تتراكم بداخله حتى أباح في أحدث أغانيه أنه «هيموت من غيرها».