اكتشاف جاء بالصدفة.. الفياجرا تعالج بنجاح مرضا حير العلماء
توصلت دراسة أمريكية حديثة، استندت على تحليل بيانات ملايين الأشخاص، إلى أن دواء سيلدينافيل المعروف تجاريا باسم "الفياجرا"، يحمل فائدة أخرى للبشر ويمكن أن يقلل بدرجة كبيرة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
وبحسب موقع "الحرة" الأمريكى، حلل فريق باحثين في "كليفلاند كلينك" بالولايات المتحدة، بيانات صحية لنحو أكثر من 7.2 مليون شخص، ووجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا دواء الفياجرا، المخصص أصلا لعلاج ضعف الانتصاب، كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 69 %، مقارنة بمن لم يستخدموه.
وفي الدراسة الجديدة، درس الباحثون أنواع الأدوية التي اعتمدتها إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "أف دي إيه" والتي قد تساعد افتراضيا في علاج الزهايمر، ووجدوا أن "سيلدينافيل" هو أحد أفضل الأدوية التي وافقت عليها الوكالة من بين أكثر من 1600 دواء.
لكن الباحثين حذروا من استنباط علاقة سببية من هذه النتائج، ويخططون لإجراء تجارب سريرية عشوائية للتأكد منها، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ربط "الفياجرا" بفوائد صحية لأمراض أخرى غير الضعف الجنسي.
وصادف شهر مارس الماضى، الذكري الـ 23 لاكتشاف الحبة التى غيرت وجه العالم، فى 27 مارس 1998 ليصبح أول علاج عن طريق الفم لعلاج ضعف الانتصاب في الولايات المتحدة.
وصنعت الفياجرا من قبل مجموعة من الكيميائيين الصيدلانيين العاملين في شركة فايزر بإنجلترا.
ودرس الباحثون في البداية استخدام هذا العقار لعلاج ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية، وأجريت أول تجارب سريرية بمستشفى موريستون في سوانسي بالمملكة المتحدة.
واكتشفت فعالية الفياجرا لعلاج ضعف الانتصاب بالصدفة، فقد كان الباحثون في البداية يدرسون بهدف علاج مشاكل القلب والأوعية الدموية، حيث كان من المفترض أن تمدد الأوعية الدموية في القلب عن طريق منع بروتين معين يسمى "PDE-5" في الاختبارات على الحيوانات.
وعند إجراء الاختبارات على الحيوانات بدا أن سيلدينافيل يعمل جيدا، حيث وجد الباحثون دليلا على أنه يعوق "PDE-5″، ولم تكن هناك أي آثار جانبية سلبية واضحة على الحيوانات.
لذلك تم إدخال سيلدينافيل في التجارب السريرية على البشر في أوائل التسعينيات، لكن الخبر السيئ كان أن النتائج الأولية أظهرت أن للدواء تأثيرا ضئيلا على الذبحة الصدرية.
أما الخبر الغريب فكان ما لاحظته الممرضات اللواتي كن يشرفن على الرجال المشاركين في الدراسة، حيث قال جون لاماتينا -الذي كان رئيس قسم الأبحاث والتطوير في شركة فايزر أثناء إجراء هذا البحث- إن الممرضات لاحظن أنه عند فحص الرجال كان الكثيرون منهم يستلقون على بطونهم وكانوا محرجين لأنهم كانوا يشعرون بانتصاب.
وتبين أن الأوعية الدموية المتوسعة لم تكن في القلب بل القضيب، ولأن توسع الأوعية الدموية هو جزء أساسي من العملية التي تقود للانتصاب فكانت النتيجة مذهلة، فقررت شركة فايزر تسويق هذا الدواء لعلاج ضعف الانتصاب وليس للذبحة الصدرية.