فضيحة أخلاقية تهز لبنان.. منشور على فيسبوك كشف المستور داخل مدرسة ثانوي | فيديو
بمنشور صغير لطالبة على "فيسبوك"، بدأت قصة "التحرش الجنسي" التي أشعلت الرأي العام في لبنان، والتي دفعت السلطات الرسمية إلى التدخل.
مدرس يتحرش بطالبة في لبنان
ولجأت طالبة في مدرسة جورج صراف الثانوية بمدينة طرابلس، شمالي لبنان، إلى صفحتها الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك" لتشكو ما قالت إنه تحرش وإهانات تعرضت لها من قبل أستاذ التربية المدنية والقيم الإنسانية في المدرسة.
وعوضا عن أن تفتح المدرسة تحقيقا في القضية، فتحت تحقيقا معها وأمرت بفصلها، لتشتعل المدرسة غضبا، حيث نظم الطلبة احتجاجا أمام المدرسة واقتحموا مكتب المدير الذين اتهموه بالتواطؤ مع المدرس المتهم بالتحرش، كما أعلنوا الإضراب المفتوح حتى محاسبة الأستاذ على الاتهامات التي تلاحقه.
لكن المفاجأة الكبرى كانت أن حديث الطالبة دفع العديد من زميلاتها الأخريات إلى كسر صمتهن، متهمات الأستاذ بالتحرش بهن أيضا.
ودخلت منظمات المجتمع المدني على الخط، فدعت حملة "أقويا معا" التي تضم منظمات نسوية ونقابية إلى إجراء التحقيقات اللازمة لمحاسبة الأستاذ المتحرش وامثاله ومعاقبته.
وتجمهر الطلاب والطالبات أمام المدرسة مرددين هتافات تدعم "الناجيات" من التحرش وتطالب بمحاسبة الأستاذ المتهم بالتحرش، حتى أنهم حاولوا اقتحام مكتب مدير المدرسة لأنهم اعتبروه "متواطئا" بعد أن اشتكى الطلاب إليه ولم يستمع لهم.
وقال سعيد السمان وهو في نادي الطلبة ومنظم للتظاهرة أن "القضية بدأت بعدما نشرت الطالبة غنى على صفحتها على فيسبوك ما حدث معها ومع أصدقائها داخل الصف، من عمليات تحرش لفظي وجسدي كاللمس والاحتكاك بالطالبات والطلاب، ولذلك لجأت غنى إلينا بعد أن لم تلقى آذانًا صاغية".
وأضاف سعيد "نحن في نادي الطلبة نعطي كل الدعم لكل الطالبات والطلاب الناجين من التحرش، ولذلك قررنا تنظيم تظاهرة صباح اليوم أمام المدرسة يشارك فيها جميع الطلاب، وإعلان إضراب عام إلى حين محاسبة المتحرش".
وأشار إلى أن "الإدارة والهيئة التعليمية تعاملوا معنا باستخفاف في بادئ الأمر، حتى أنهم كانوا في انتظارنا في داخل غرف التدريس، إلا أننا استطعنا تحريك الرأي العام ودفع وزارة التربية لفتح تحقيق".
شهادات تحرش
وقالت الطالبة "غنى ضناوي" بحسب "سبوتنيك إن "الأستاذ تعرض منذ عدة أيام لعدد من الفتيات بعنف لفظي، لذلك قررت أنه طفح الكيل من ممارساته الأمر الذي دفعها للجوء الى الناظرة ومنها إلى المدير عبر تقديم رسالة مكتوبة الذي قرر بدوره عدم رفع أي تقرير لدائرة التربية، الأمر الذي دفع غنى لكتابة منشور على "فيسبوك" أثار حفيظة المدير الذي استدعى أهلها للحضور".
وتشير غنى إلى أن المدرس المتهم "لمس صديقتها مريم معراوي"، وأضافت: "عند اعتراضها هددها بتخفيض علاماتها".
وتابعت: إن إجراء المدير "دفع الطلاب إلى التضامن معها والاعتصام أمام المدرسة، إلى أن جاء فريق تفتيش من وزارة التربية وقام بالاستماع إلى شهادات الطالبات والطلاب".
وبدورها، أدانت نقيبة المحامين في طرابلس وشمالي البلاد، ماري فنيانوس حوادث التحرش الجنسي التي طالت عددا من طالبات.
وقال المحامي نهاد سلمى الذي توكل بالدفاع عن الطالبات وملاحقة المتهم قضائيا إنه "اجتمع مع ممثلة وزيرة التربية هيلدا الخوري التي ترأست فريق التحقيق ووعدته بأن تتخذ الوزارة موقفا صارما بحق المتهم في أسرع وقت ممكن، وأن هذا الموضوع هو غير مسموح بتاتًا وأن "الوزير يعتبر الطالبات بناته"، وأضاف أن "عملية التحقيق أخذت مجراها وأنه تم الاستماع لإفادات الطالبات".
وأضاف نهاد أنه "سيقوم برفع دعوى قضائية بالتوازي مع تحقيق وزارة التربية، لمنع المدرس المتهم من العودة إلى الكادر التعليمي، بالإضافة الى توقيفه بالقانون من سنة إلى سنتين ودفع غرامة 100 مليون لكل متضررة".
وإزاء الضغط الشعبي في لبنان، اضطرت وزارة التربية والتعليم إلى التحرك، فأوقفت المدرسة عن العمل، وجرى إحالة الملف إلى الهيئة العليا للتأديب، وإلى مصلحة حماية الأحداث في وزارة العدل، لاتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المدرس المتهم، بحسب وسائل إعلام لبنانية.