يضلل التحاليل والمسحة.. ما هو الشبح متحور كورونا الجديد بعد أوميكرون ؟
اكتشف العلماء ظهور متحور جديد لـ«متحور أوميكرون»، الذي ظهر قبل نحو أسبوعين بدولة جنوب أفريقيا، لينضم إلى عالم متحورات كوفيد 19 «كورونا» بخصائص متشابهة وأخرى مختلفة عن «أوميكرون».
ووجد العلماء الشكل الجديد من متحور "أوميكرون بلس" فى 3 دول، هي جنوب إفريقيا وأستراليا والولايات المتحدة، بحسب البيانات المنشورة على موقع «جيت هب»، التى يستخدمها الباحثون لتقاسم معلومات بشأن فيروس كورونا، حيث يظهر في المتحور الجديد العديد من الطفرات التي جرى اكتشافها في «أوميكرون»، لكن ليس جميعها، وبحسب العلماء، فإن المتحور الجديد لديه العديد من الطفرات الفريدة.
ونتيجة لأوجه الشبه والاختلاف مع المتحور «أوميكرون»، الذي رُصد للمرة الأولى في جنوب إفريقيا، أطلق العلماء على النسخة الجديدة "BA.2"، أما النسخة الأولى فتسمى "BA.1"، وأطلق بعض العلماء ووسائل الإعلام على المتحور الجديد اسم «أوميكرون الشبحي» لقدرته على تضليل فحوصات «بي سي آر» بشأن حقيقة أي المتحورات ينتمي إليها.
وأثار انتشار هذه المتحوّرة الجديدة بعض الذعر، خصوصا في أوروبا التي تواجه أساسا موجة خامسة قوية من الإصابات بـ«كوفيد-19» ناجمة عن المتحوّرة دلتا.
جاء هذا الاكتشاف مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بمتحور أوميكرون الأصلي، الذي تم اكتشافه في المملكة المتحدة، من 101 إلى 437 في يوم واحد، حيث يحتوي المتغير المتخفي على العديد من الطفرات المشتركة مع أوميكرون الأصلي، لكنه يفتقر إلى تغيير جيني معين، جعل من الممكن اكتشافه من خلال جميع الاختبارات المعتادة على أنه فيروس كورونا، ويمكن تحديده على أنه متغير أوميكرون من خلال الاختبارات الجينية، لكن لا يتم تمييز الحالات المحتملة عن طريق اختبارات PCR الروتينية، التي تعطي نتائج أسرع.
ويقول الباحثون، إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان الشكل الجديد من أوميكرون سينتشر بنفس طريقة انتشار أوميكرون الأصلي، لكن المتحور الجديد «الخفي» مميز وراثيًا، وبالتالي قد يتصرف بشكل مختلف، حيث تم رصد متغير الشبح لأول مرة بين جينومات فيروس كوفيد، الذي تم إرساله في الأيام الأخيرة من جنوب إفريقيا وأستراليا وكندا، حيث تم تحديد 7 حالات حتى الآن، لكنه ربما يكون قد انتشر بالفعل على نطاق أوسع، وأشار التقرير إلى أنه لا توجد حالات في المملكة المتحدة.
ورأى مايكل راين، المسؤول عن الحالات الطارئة في منظّمة الصحّة العالمية، في مقابلة مع وكالة فرانس برس، أنّ «ليس هناك أيّ سبب» للتشكيك بفاعلية اللّقاحات المتوافّرة راهنًا ضدّ كورونا في الحماية من الإصابات الحادة بأوميكرون النسخة المتحوّرة الجديدة من الفيروس.
وقال مايكل راين «لدينا لقاحات عالية الفعالية أثبتت فعاليتها ضدّ جميع المتغيّرات حتّى الآن، من حيث شدّة المرض والاستشفاء، وليس هناك أيّ سبب للتفكير بأنّ الأمر لن يكون كذلك» مع أوميكرون، مشدّدًا في الوقت نفسه على الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا الشأن.
وأضاف، أنّ «السلوك العام الذي نلاحظه حتى الآن لا يُظهر أي زيادة في الخطورة، في الواقع، فإنّ بعض الأماكن في إفريقيا الجنوبية تبلّغ عن أعراض أخفّ»، بالمقارنة مع تلك التي تسبّبها نسخ متحوّرة سابقة من الفيروس، غير أنّ المسؤول الكبير في المنظمة الأممية، دعا إلى الحذر في التعامل مع هذه البيانات، لأنّ المتحوّرة الجديدة لم ترصد سوى في 24 نوفمبر، من قبل سلطات جنوب إفريقيا، وقد سجل وجودها بعد ذلك في عشرات البلدان، مضيفا: «نحن لا نزال في البدايات، علينا أن نكون حذرين للغاية في كيفية تحليل» هذه البيانات، مشدّدًا في أكثر من مناسبة خلال المقابلة على أنّ البيانات والدراسات المتاحة لا تزال أولية.
آخر تطورات أوميكرون
وقال عالم الأوبئة الإيرلندي، إن المعلومات الأولى التي جمعت في جنوب إفريقيا «تشير إلى أن الحماية التي توفرها اللقاحات تبدو صامدة» حتى الآن، لكنه أقر أنه قد يتبين لاحقا أن اللقاحات أقل فاعلية في مواجهة أوميكرون، التي تتميز بعدد كبير من التحولات في بروتينة سبايك، وهي النتوءات الشوكية التي تسمح للفيروس بالتشبث بالخلايا قبل غزوها بغرض التكاثر.
لكنه رأى أنه من غير المرجح أن تتمكن هذه المتحوّرة من الإفلات كليا من الحماية التي توفرها اللقاحات، وجدد التاكيد «البيانات الأولية الصادرة عن جنوب إفريقيا لا تظهر تراجعا كارثيا في الفاعلية بل على العكس في الوقت الراهن»، مشددا على أن «السلاح الأفضل المتاح لنا راهنا هو تلقي اللقاح»، وهو ما يكرره ما زملائه منذ سنة مع بدء حملات التطعيم، وكانت منظمة الصحة العالمية صنفت أوميكرون على أنها «مقلقة» وانتشارها أسرع، وأوضح راين أنه «عندما تظهر متحوّرة جديدة تكون عدواها أكثر ميلا للانتشار بسرعة، لأنها تنافس متحورات أخرى».
وقد تطغى أوميكرون على المتحوّرة دلتا، المسؤولة عن غالبية الإصابات في العالم منذ رصدت في الهند نهاية العام 2020، ورأى العالم أن أوميكرون قد تنتشر بسرعة كبيرة في جنوب إفريقيا «لأنها تستغل تراجع الإصابات بدلتا»، مع وجود مؤشرات أولى تظهر أن المتحوّرة الجديدة قد تصيب بسهولة أكبر أشخاصا ملقحين أو سبقوا أن أصيبوا بكوفيد-19.
وأشار هذا الطبيب «ثمة بيانات تشير إلى أن الإصابة مجددا أكثر تواترا مع أوميكرون مقارنة بالمتحورات السابقة» لكنه سارع إلى الإضافة أن اللقاحات صممت بطريقة للحماية من الإصابات الحادة وليس بالضرورة من تلك الطفيفة.
من جانبه أكد الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، أنه لم يتم رصد متحور أوميكرون في مصر حتى الآن، موضحا أن سبب القلق من المتحور أن هناك الكثير من التغيرات في التسلسل الجيني لهذا المتحور، مقارنة بالمتحورات السابقة، منها ما له ارتباط بالجزء الشوكي الذي يتمكن من خلاله من مهاجمة الجنس البشري.
وأضاف أن ما ظهر عن المتحور حتى هذه اللحظة أنه أكثر انتشارًا، فنحو 28 دولة ظهر بها هذا المتحور، ولم يتم تسجيل أي حالات وفاة من المصابين بهذا المتحور، والإصابات تمر بشكل سريع وخفيف أقل من إصابات متحور دلتا، مؤكدًا أنها معلومات أولية مبشرة.
وقال الدكتور حسام عبدالغفار، إننا نستهدف الوصول إلى تلقيح أكثر من 40% من السكان بنهاية العام الحالي، وأننا نواصل زيادة فتح أكبر قدر ممكن من مراكز التطعيم بلقاحات كورونا في مختلف المحافظات للتيسير على المواطنين، مع العمل على تنفيذ حملة «طرق الأبواب» للوصول إلى كل القرى في مصر في أقرب وقت، موضحا أن نقاط تلقي اللقاح داخل محطات المترو والمولات وأماكن التجمعات لا تشترط التسجيل المسبق على موقع الوزارة.