بعد 100 عام من اكتشاف مقبرته.. لغز وفاة الملك توت عنخ آمون الغامض
لطالما كانت وفاة الملك توت عنخ آمون الغامضة محل بحث ودراسة العلماء لمحاولة كشف لغز رحيله، الذي لم يُدون، وتوصل العلماء في أحدث دراسة إلى أن توت عنخ آمون لم يقتل بعد تحقيق مطول بدا يدحض النظرية الشعبية عن وفاته مقتولا.
ووفقا لصحيفة “إكسبريس” البريطانية، كانت وفاة الملك توت عنخ آمون موضوع نقاش كبير ودراسات رئيسية بين الأوساط الأكاديمية. إذ تولى الفرعون المصري القديم العرش عندما كان في الثامنة أو التاسعة من عمره فقط وحكم مصر لمدة عقد حتى وفاته في عام 1324 قبل الميلاد تقريبًا.
وعلى الرغم من أن حكمه كان مهمًا لعكس العديد من الإصلاحات المثيرة للجدل التي نفذها والده إخناتون، إلا أن الملك توت عنخ آمون ظل شخصية ثانوية في التاريخ المصري القديم حتى وقت قريب بعدما اكتشف عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر قبر الملك توت في عام 1922، عندما قام بالحفر عبر أحد الأبواب ودخل قبر الفرعون، الذي ظل على حاله منذ حوالي 3200 عام.
وتضمنت المقبرة حينها أكثر من 5000 قطعة أثرية، بما في ذلك التابوت والقناع المذهّب والعديد من القطع الأثرية، واستغرق الأمر من كارتر 10 سنوات لتسجيل جميع العناصر، لكن الشيء الوحيد الذي لم يجده هو أي سجل أو وثيقة توضح سبب وفاة توت.
لغز وفاة الملك توت عنخ آمون
لا توجد سجلات باقية لظروف وفاة الملك توت، وتم التكهن بأن القتل هو سبب محتمل بعد أن أظهرت الأشعة السينية في عام 1968 شظيتين عظام داخل الجمجمة.
وأظهرت نظريات أخرى أن الملك الشاب قُتل بوحشية على أيدي أعداء سياسيين، خلال فترة مضطربة بشكل خاص من التاريخ المصري، وتضرر جثمان توت خلال نقل كارتر وزملاؤه الجثة.
تم لصق الملك توت على نعشه بواسطة الضمادات المستخدمة في عملية التحنيط، وفي عملية إزالة الجثة من التابوت، تم تقطيع الكثير من المومياء، وكان من الصعب التمييز بين بعض الأضرار من عملية التحنيط والأضرار التي تعود إلى حياة توت.
نظريات قتل الملك توت عنخ آمون
ومع ذلك، فإن مزيدًا من التحليل للأشعة السينية لعام 1968، وكذلك الأشعة المقطعية، وضعت نظريات القتل ضمن الاحتمالات، بعدما تمت مطابقة شظايا العظام في تجويف الجمجمة للملك توت تمامًا مع قطعتين من العظام المفقودة من فقرته الأولى، الموجودة في الرقبة.
وكانت شظايا كبيرة غير مغطاة بضمادات التحنيط، مما سمح للعلماء بالاستنتاج أنها كانت نتيجة لفك غلاف المومياء الحديث، وقال أخصائي الأشعة أشرف سليم لصحيفة ناشيونال جيوغرافيك: "إذا تم إخراج هذه القطع من العظام قبل الموت، فإننا نفترض أنها ستلتصق بالضمادة داخل الجمجمة، وليس فقط مرتخية هناك".
ويعتقد السيد سيلين أنهما قد يكونان قد تم إزاحتهما خلال المحاولات الأولى لإزالة القناع الذهبي الشهير للملك توت، والذي تم لصقه بإحكام على جسده، وتطرق إلى نظرية القتل، فقال: "أعتقد أنها نهاية التحقيق... يمكننا الآن إغلاق هذا الملف".
كسر في فخذ الملك توت عنخ آمون
فيما أشارت ملاحظات الفريق أن الساق اليسرى للملك توت بها كسرا في عظم الفخذ ربما يكون قد لعب دورًا مهمًا في وفاته، ويمكن رؤية طبقة رقيقة من ضمادة التحنيط على الأشعة المقطعية حول منطقة الكسر.
وتم التكهن بأن مجموعة من اضطرابات الضعف المتعددة لدى الملك توت عنخ آمون، وكسر في الساق، وعدوى شديدة، يمكن أن تكون قد تسببت في وفاته، ومن جانبه قال سيلين: “تدفقت مادة الصمغ من خلال الجرح وتلامس بشكل مباشر مع الكسر وأصبح صلبًا، وهو شيء لم نراه في أي منطقة أخرى، ولم نتمكن من العثور على أي علامات على شفاء العظام".
ونظرا لعدم وجود مضادات حيوية منذ 3000 عام، فمن المحتمل جدًا أن تكون العدوى الشديدة قد نتجت عن الكسر، وتابع دكتور الأشعة جون بنسون لناشيونال جيوغرافيك في عام 2006 أن كسر الساق من المحتمل أن يكون سبب وفاة الملك توت، ولكن ستكون هناك احتمالات دائمًا، متابعا: ”هناك عدد من الأسباب المحتملة للوفاة لا يتبقى عليها أي دليل".
كان من الممكن أن يكون توت مصابا بالتهاب رئوي، أو ربما مات من مرض معد، إذ تميز بضعف جهاز المناعة لديه ضعيفًا لأنه كان يحاول التئام الكسر، وقد أصيب بنوع من الأمراض الأخرى التي لا يمكن إثباتها بطريقة أو بأخرى".
مرض في الدم سبب وفاة توت عنخ آمون
وخلال ذلك قال فريق من علماء الآثار الألمان إن الملك توت قُتل بسبب مرض فقر الدم المنجلي الموروث من مرض فقر الدم المنجلي، وأشار كريستيان تيمان وكريستيان ماير إلى أن داء الكريّات المنجلية هو السبب الأكثر شيوعًا لتلف العظام مثل مرض الملك توت.
ومن المعروف أن الأشخاص المصابين بمرض كريات الدم الممنجلية يحملون طفيل الملاريا في دمائهم، على الرغم من زيادة المناعة الناتجة عن وجود جين الخلية المنجلية، وعلى سياق آخر كان قد وصف كبير علماء الآثار في مصر زاهي حواس هذه النظريات بأنها مثيرة للاهتمام بعدما اقترح زملاؤه أن الإصابة بالملاريا كانت الضربة القاتلة لتوت عنخ آمون بعد اضطرابات ضعف المناعة وكسر الساق.