خصص منزله وسيارته لـ«الأطفال مرضى السرطان».. مظاهرة رثاء لـ عم ظاظا بمواقع التواصل | شاهد

 خصص منزله وسيارته
خصص منزله وسيارته لـ«الأطفال مرضى السرطان».. مظاهرة رثاء لـ

«فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ».. تلك الكلمات المحكمات جسدتها قصة رجل بسيط رحل عن عالمنا أمس لكن ذكراه بقيت لتزلزل الأصداء، نظرًا لما تركه من أثر طيب.

وجه «عم ظاظا» المألوف بين مئات الأطفال من مرضى السرطان، أشعل مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تداولوا مشاهد من جنازته ساردين رحلته مع أسر المصابيين بالسرطان بعد أن فتح ذراعيه للجميع، وسخر لهم منزله وسيارته الذي ربما لا يكاد يمتلك غيرهم.

خصص «عم ظاظا» منزله لاستقبال أسر مصابي السرطان المغتربين، كما خصص سيارته لنقلهم دون مقابل مادي، كوسيلة للتخفيف عنهم، رحل وبقيت قصته كمصدر إلهام.

«هنا يوجد سكن واستراحة يومية مجانية لمرضى السرطان»

رحل عن عالمنا، مساء أمس، المعلم صيام، الشهير بـ«عم ظاظا» الجزار، أحد أشهر فاعلي الخير بمنطقة السيدة زينب، لتزلزل ذكراه الأصداه، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي؛ إذ تصدرها منذ أذيع خبر وفاته، ولكن من هو وما هي قصته؟

قصة العم ظاظا بدأت من منزله الكائن بالجهة المقابلة لمستشفى سرطان الأطفال 57357 بمنطقة السيدة زينت؛ قبل عامين بعدما لفت نظره معاناة أسر الأطفال المترديين على مستشفى 57357 وأسرهم، هم يستقلون «توك توك» من وإلى المستشفى، يخفف عليهم هذا العناء.

بدأ مبادرته الخيرية بسيارة كتب عليها «مجانًا لأطفال السرطان»، حتى أن السيارة اشتهرت، وأصبح يرتادها كل الأسر المتجهة إلى المستشفى.

ونظرًا لحاجة بعض المغتربين إلى إقامة مؤقته في القاهرة لحين انتهاء رحلة علاج أطفالهم، أو لحين إنهاء مسيرتهم مع الفحص قرر ظاظا استكمال ميادرته الخيرية بتخصيص وحدة سكنية بمنزله لاستضافة مغتربي الأطفال المصابين وأسرهم مجانًا، لانتشالهم من عناء البحث عن سكن بتكلفة زهيدة، أو الانتظار أمام مقر المستشفى، حينها أقدم على تعليق لافتة أمام المنزل كتب عليها «هنا يوجد سكن واستراحة يومية مجانية لمرضى السرطان»

وهب «عم ظاظا» الوحدة السكنية للأطفال المصابين وأسرهم رافضًا تلقي أي تبرعات، لتتحول إلى دار ضيافة، به أسرة وستائر أشبه بوحدة بمستشفى عام يقيمون بها لحين انتهاء متابعة الطفل والجرعة المطلوبة له بالمستشفى. وأكد في تصريحات إعلامية أنه يعتبر هذه المبادرة «صدقة جارية» لوالدته وأنه لا مجال لقبوله تبرعات.

كذلك وفر «ظاظا» وسائل ترفيهية للأطفال في منزله، ليبدو فناء المنزل الذي حرص على تلوينه بالرسوم الكرتونية كمدينة ملاهي، عل ذلك يخفف عنهم آلام المرض.

في وداع «عم ظاظا»

أشعلت وفاة «عم ظاظا»؛ مواقع التواصل ومنذ لحظة وفاته؛ سرد رواد مواقع التواصل الملهمة، تناولت إحدى التدوينات، الحضور الشعبي الكثيف في جنازة عم ظاظا، وقال حساب يحمل اسم، فاتن عبدالفتاح، بـ«تويتر»: «الملفت في جنازة عم ظاظا غير الحضور الشعبي الكثيف هو أن السيارة التي اشتراهها ووهبها لتوصيل أطفال مرضى السرطان وذويهم كانت تتبع السيارة التي تحمل جثمانه في معنى عظيم وهو أن عملك الطيب سيتبعك إلى قبرك يا عم».

فيما تحدثت مدون أخر عن الحضور اللافت لسيارة الخير، التي اعتبرها كادت تبدو كبشر يحضر الجنازة؛ إذ قال:«أكتر صورة ابكتنى في مشهد جنازته أن عربية الخير كانت وراء عربة تكريم الموتى وكأن عمله ينظر اليه ويودعة»

فيما نشر مدون صور عم ظاظا أثناء رعايته للأطفال من داخل منزله، واكتفى بمقولة «وداعًا عم ظاظا».