بعد هبه وياسمين.. حقيقة تعرض مصر لـ إعصار آنا المدمر
إعصار آنا.. مناطق وبلدان عدة حول العالم، تقع حاليا ومنذ عدة أيام تجاوزت الأسبوعان، تحت تأثير موجات ومنخفضات جوية مختلفة، منها المتأثر بأعاصير والأخر بموجات الصقيع والعواصف، لكل منها سماته وأضراره الذي طالت الكثير من المواطنين كما في سوريا وتركيا ولبنان، والآخر من تجاوز الصقيع ليضرب بقوة الإعصار في مدغشقر ومالاوي وموزمبيق.
أعاصير كانت أم موجات صقيع، مُنح لكل منهما اسمًا اختلف من دولة إلى أخرى، فمدغشقر اسمته إعصار آنا والقاهرة وسوريا أسمته "هبة" و"ياسمين". قبل الاسترسال عن تأثير تلك الأعاصير وموجات الصقيع على البلدان وأي مناطق متضرر أكثر، كيف تتكون الأعاصير؟
وفقا لـ توضيح الدكتورة منار غانم خبيرة الأرصاد الجوية وعضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، "يتكون الإعصار وفقا لظروف جوية معينة، وفوق مسطحات المحيطات المائية، حينها تكون درجة حرارة سطح المياه ارتفعت لأكثر من 27 درجة، يبدأ تكون منخفض جوي متعمق يكتسب طاقته من البحر بفعل سرعات الرياح القوية التي تتجاوز الـ 120 عقدة، لتحوله إلى عاصفة ثم يصل لشكله النهائي إعصار، بمجرد أن يلمس سطح الأرض يتحول إلى أمطار غزيرة".
آنا وهبة وياسمين.. حكاية إعصار
بالعودة لأسماء الأعاصير، قالت “منار غانم” أنها في الأصل كانت البلدان المحاطة بالمحيطات، كانوا يطلقوا أسماء على موجات الأعاصير التي تتعرض لها بلدانهم بين المواسم المختلفة، وفقا لترتيب معين؛ قديمًا استخدموا أسماء القديسين والمعارضين السياسيين وفقا لكل بلدة ومدينة، ثم تحول الامر إلى منح الأعاصير أسماء وألقاب نساء من زوجات المواطنين لتواكب العصر الحديث، حتى وصلنا لنقطة الانترنت والسوشيال ميديا حرفت تلك الأسماء وأطلقتها وفقا لهواها دون وجود أي أصل لها أو سند في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كما كان هو متبع قديما مع أسماء القديسين.
أخر هذه الأسماء للاعاصير هو "آنا" المدمر الذي ضرب جزيرة مدغشقر ودول جنوب شرق إفريقيا منها "موزمبيق ومالاوي ومناطق أخرى"، حاملًا معه الرياح العاتية والأمطار الغزيرة القادمة من المحيط الهندي.
هل يضرب إعصار آنا مصر؟
خبيرة الأرصاد الجوية منار غانم، أزالت كل التخوفات بنفيها، عن تعرض مصر أو تأثرها بهذا الإعصار الذي يضرب جنوب شرق القارة السمراء، مؤكده أن القاهرة بعيده تمامًا عن التأثر بهذا الإعصار، المتوقع أن ينتهي خلال الأسبوع الحالي بعد منتصفه بالتحديد.
وأوضحت منار غانم، أن الإعصار يحتاج لمسطح مائي كبير للتكون، كما في المحيط الهادي والهندي، الذي يهدد البلدان حوله، الأمر مختلف بالنسبة لمصر كونها تطل على البحرين الأحمر والمتوسط وهي بحار مغلقة لا تتكون بها أعاصير، بل العكس فإنها تخفف من حدة الموجات الباردة أيضا التي تضرب البلاد، كما هو يحدث خلال هذه الفترة من تأثر مصر بموجة الصقيع والكتل الهوائية الباردة القادمة من جنوب وشرق أوروبا.
وفسرت خبيرة الأرصاد الجوية، كيف يحمي البحرين الأبيض والأحمر، مصر من موقعات الصقيع الباردة القادمة من أوروبا، قائله، إن الكتل الهوائية الباردة التي تقع تحت تأثيرها البلاد منذ اكثر من أسبوع، سجلت درجتها إلى 40 تحت الصفر في كلا من سوريا ولبنان وأيضًا تركيا، وعند وصولها إلى مصر اصطدمت تلك الكتل الهوائية بالبحر المتوسط، فأخذت خصائصه، حيث تكون درجة الحرارة على مسحطه أعلى من درجات الحرارة على سطح الأرض، مما أدى إلى كسر الموجة الباردة قليلا وساهم في رفع درجة الحرارة مع دخوله البلاد وتحولت لموجة صقيع لذا لن يضرب آنا مصر.
إعصار أم صقيع.. كيف تُفرق
بالحديث عن موجة الصقيع، التي تشهدها البلاد منذ فترة تجاوزت الأسبوع، فسرت هيئة الأرصاد الجوية الصقيع، بأنه من الظواهر الجوية المائية، الذي يعرف على إنه إنخفاض درجة الحرارة إلى صفر درجة مئوية أو دونها ويتحول فيها بخار الماء من الحالة الغازية الى الحالة الصلبة.
ويتكون الصقيع عندما يبرد سطح الأرض أو الهواء الملامس للسطح إلى الصفر المئوي أو أقل وعندما يحدث ذلك يتحول بخار الماء الى بلورات إبرية ثلجية.
والعوامل التى تساعد على تكون الصقيع، وضحت هيئة الأرصاد الجوية، أن اندفاع كتلة هوائية باردة، بجانبه طبوغرافية الأرض، حيث الأماكن المرتفعة تقل درجة حرارتها والقمم تكون عرضة بشكل كبير الى الرياح البارد وأيضا أعماق الوديان تكون عرضة للصقيع لأن الهواء البارد يكون محصورًا حيث ينساب الهواء البارد من الأماكن المرتفعة نتيجة كثافته وينحدر فى الوديان.
بالإضافة إلى الرطوبة، فانخفاض نسب الرطوبة فالجو حيث تكون درجة الأشباع أقل من الصفر المئوية، يصاحبها سرعة الرياح، فهدوء الرياح أو سكونها عامل أساسي فى تكون الصقيع حيث يعمل على زيادة تبريد الهواء الملامس للسطح بشكل كبير.
وكلما كانت السماء صافية ساعد ذلك الى تسريب الحرارة الأرضية بالأشعاع وازداد تبريد سطح الأرض حيث وجود الغيوم المنخفضة تعمل على حبس الأشعة تحت الحمراء (Infrared Radiation ) المنبعثة من الأرض خلال فترة الليل وبالتالي يساعد على التدفئة وتلاشى تكون الصقيع، ولهذا الصقيع أثار سلبية على بعض النباتات والمزروعات وهو عامل أساسى فى إتلافها.