مختفية منذ 30 عاما تحت الماء.. حكاية قرية تحولت إلى أرض أشباح
كشفت حالات الجفاف عن وجود قرية «أشباح» مغمورة بالمياه على الحدود الإسبانية البرتغالية، إذ تعرضت هذه القرية التي تسمى «اسيريدو» الواقعة في منطقة «جاليسيا» الشمالية الغربية بإسبانيا للفيضانات عام 1992 بسبب إنشاء خزان «ألتو ليندوسو»، ومع بلوغ هذا الخزان حاليًا حوالي 15 % فقط من طاقته الكاملة، صارت القرية مرئية الآن.
أثبتت الآثار المخيفة أن القرية تضررت كثيرا، وبعد 3 عقود من اختفائها تحت الماء، ضجت بالزاور الذين توافدوا للتحقق منها ورؤيتها، ويحكي أحد الزوار ماكسيمينو بيريز روميرو من «لاكورونيا» لـ«رويترز»، قائلا: «كأنني أشاهد فيلما وأشعر بالحزن، وأشعر أيضا بأن هذا ما سيحدث على مر السنين بسبب الجفاف وتغير المناخ»، بحسب موقع «لاد بايبل» البريطاني.
شكل قرية «الأشباح» بعد ظهورها من جديد
من بين المباني القديمة المتداعية، يمكن رؤية السيارات الصدئة بالإضافة إلى العديد من العناصر الأخرى التي تشير إلى كيف كانت القرية في السابق قبل أن تتحول إلى «أرض أشباح»، وتقول ماريا ديل كارمن يانيز، عمدة مدينة «لوبيوس» التابعة لها القرية المخفية، إن الجفاف يرجع إلى قلة الأمطار، ولكن المشكلة تكمن في الاستغلال الشديد لمرفق الطاقة البرتغالي EDP الذي يغذيه الخزان.
في بداية شهر فبراير، أصدرت حكومة البرتغال أمرالـ6 سدود، بما في ذلك هذا السد، بوقف جميع استخدامات المياه لإنتاج الكهرباء والري، بسبب الجفاف.
أجزاء من قرية «اسيريدو» ظهرت من قبل
ليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها القرية بسبب الجفاف، في عام 2012 انخفض منسوب المياه بشدة لدرجة أن القرية انكشف عنها جزئيًا، رغم أنها لم تظهر كلها كما هو الحال في الوقت الجاري، إلا أنها جذبت الزوار الذين حرصوا على إلقاء نظرة على القرية المنسية.
بالنسبة لأولئك الذين اعتادوا العيش في هذه القرية، فإن رؤية آثارها بعد هذه الفترة الطويلة مصدرا للحزن، ويوضح فرانسيسكو فيلالونجا، أحد سكان القرية القدامى: «أستطيع أن أرى أن هذا قد يكون ممتعًا للزوار من أي مكان آخر، ولكن بالنسبة لأولئك منا الذين جذورهم هناك من الصعب رؤيتها على هذا النحو، المنازل التي ولدنا فيها، وترعرعنا تجعلنا نشعر بالحنين إلى الماضي».