بعد انتشار قصص على مواقع التواصل.. حقيقة وجود «عُمار البيت» وإمكانية سرقتهم للمنزل
«هذا الشيء اختفى.. لقد أخذه عُمار البيت»، تعليق طالما انتشر على موقع التواصل الاجتماعي، وخاصة المجموعات التي تضم سيدات، عن الأشياء التي تختفي من البيت فجأة، ويبحث أهل البيت عنها لكن دون جدوى، ليجدون هذا الشيء المختفي في النهاية في مكان بحثوا فيه أكثر من مرة، فتنتابهم الدهشة، من هذا الأمر.
يعتقد البعض منهم أن هناك نوعًا من الجن يُسمى «عُمار البيت» يعيش مع الإنسان داخل بيته، ومن ثم هو الذي يأخذ الأشياء ثم يرجعها مرة أخرى، فهل بالفعل يوجد ما يسمى بـ«عمار البيت» وهل بإمكانهم أخذ الأشياء من مكانها؟
أجاب الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ومدير إدارة التدريب، في تصريحه، أنه لا يوجد في الشريعة ما يتثبت أن الجن له قدرة على أخذ الأشياء، مؤكدًا أن الشيطان والجن حين تحدث عنهما الله سبحانه وتعالى، فقد ذكرهم بـ«الوسوسة» فقط، مستشهدًا بقوله تعالى: «مَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَان إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي»، ناصحًا كل من يعتقد أن الجن قادرًا على أخذ أشياء أن يتذكر جيدًا المكان الذي احتفظ بها فيه، حتى لا يستجيب لوسوسة الشيطان.
بينما أوضح الداعية محمد علي، دكتوراه في التفسير وعلوم القرآن، أنه لا يوجد شيء في الدين يُسمى بـ «عمار البيت»، لكن بالفعل يمكن للجن أن يسكن مع الإنسان في بيته دون أن يؤذيه إلا بأمر الله، حسبما أوضح.
وأضاف: «ليس من المستبعد أن يسرق الجن بعض أمتعة أو نقود بني آدم؛ لأن الجن فيهم الصالحون والطالحون، قال تعالى: (وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا).. وثبت في السنة سرقة الشيطان من طعام الصدقة كما في حديث أبي هريرة الطويل».
واستدرك: «مع هذا فقد ثبت في صحيح السنة أن الشياطين (الذين هم مردة الجن) لا يفتحون بابا ولا يكشفون إناء، فقد جاء في الموطأ والصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أغلقوا الأبواب، وأوكوا السقاء، وأكفئوا الإناء، وأطفئوا المصباح، فإن الشيطان لا يفتح غلقا، ولا يحل وكاء، ولا يكشف إناء… وفي رواية: واذكروا اسم الله».
وشدد أنه لا ينبغي نشر ذلك بين الناس حتى لا نفتح الباب أمام السارقين والمحتالين فيتمادوا في سرقتهم، ثم يتهمون الجن بالسرقة وهذا باب خطير، فالأمر يحتاج لضابط ولا يترك هكذا.
وقدم الداعية الإسلامي الحل لأي مسلم قائلًا «إن الأمر سهل يسير ويمكن للمسلم أن يتحرز من الشيطان بآية الكرسي، كما جاء في الحديث، وكذلك بأذكار الصباح والمساء، فإنها تشتمل على الأدعية بحفظ الأهل والمال، مثل دعاء: (اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي)، وكذلك بالإكثار من تلاوة القرآن، خصوصا سورة البقرة، لقوله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم».
واختتم حديثه أن «الشيطان لا يفتح بابا مغلقا أو إناء مقفولا، ولا يمكنه أن يتجسد في صورة إنسان، ولا يغتصب أو ينتهك عرض، ولا بد أن نعلم بتلك الحقائق حتى لا نقع في يد الدجالين، موضحا أن 95% ممن يظهر عليهم تلك الأعراض قد يكونون مصابين بأمراض نفسية ليس إلا، لأن الشيطان قوته ضعفت بعد نزول المعوذتين، فإذا تكررت سرقة المنزل فهذا يدل على وجود سارق محترف من أهل المنزل».