بوتينا والدة بوتين.. عادت من الموت لتلد رئيس دولة يحرك جيوشًا ويملك مفاتيح الترسانة النووية الأكبر
قص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قصة والدته الشهيرة في جريدة «راشن بيونير» عام 2015، حيث ذكر قصّتها إنها عاشت في زمن الحرب العالمية الثانية، وذاق والداه معاناة الحرب ومأساة فقد طفلهما الرضيع؛ عندما لم يستطيعا أن يقدما له العلاج اللازم، وقيل عنها «إنها ولدت فتعذبت ثم ماتت».
تدعى شلوموفا ماريا إيفانوف بوتينا، ولم يكن التاريخ ليتذكر قصتها، إلا أن ابنها هو فلادمير بوتين الذي صار رئيسًا لواحدة من أقوى دول العالم، ولدت بوتينا في 17 من أكتوبر عام 1911، لأسرة فقيرة تعمل بالزراعة، والتقت وهي في الـ17 من عمرها بفلاديمير بوتين الأب وتزوجته، وانتقلا للعيش في مدينة بالقرب من عمل زوجها كمجند ميكانيكي في السلاح البحري.
أنجبت بوتينا ابنها الأول «أوليج» لكنه مات سريعًا، ثم حملت بالولد الثاني وأنجبت «فيكتور» وسرعان ما شن النازيون هجومًا على المنطقة التي يقطنون فيها، وهربوا جميعا إلى مدينة «لينيغراد»، وأصيب بعدها الزوج إصابة بالغة وجلس في المستشفى، فعملت بوتينا خياطة تحيك القفازات للجنود، ليقاموا البرد وهم يحمون المدينة لكن الحصار الخانق أدى إلى إصابة ابنها فيكتور بالدفتيريا ومات.
أخذوا كل أخوتها إلى ساحة المعركة، لم يعد هناك من يعينها فأغشى عليها من الجوع وظنوا أنها ماتت، وقاموا بوضعها بين الجثث المعدة للدفن الجماعي، في المدينة لكنها بعد دقائق أصدرت صوتًا ونجت، وتم نقلها إلى المستشفى.
بعد انتهاء الحرب ونجاة الزوجين قررا الإنجاب وهما في سن الـ40 ليأتي الولد الثالث، ويطلقون عليه نفس اسم والده «فلاديمير»، وقد نال نصيبه من الفقر وكان ينام داخل سلة الغسيل، لأنه لم يكن هناك أسره في البيت، ورائحة المنزل تضج بحساء الملفوف دائمًا، وكان بوتين يضج من هذا الواقع.
ماتت بوتينا عام 1998 نتيجة مرض السرطان، قبل أن ترى ابنها، الذي عادت من الموت لتنجبه ليصبح رئيسًا يحرك جيوشًا ويملك مفاتيح الترسانة النووية الأكبر، ونجح في تغير واقعة الفقير، وصار قادرًا على تغير مجرى الأحداث في العالم.