رئيس الجالية في أوكرانيا يكشف حقيقة استخدام المصريين كدروع بشرية أثناء الغزو الروسي
قال على فاروق، رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا، إن الوضع في أوكرانيا صعب وهناك الآن هجمات عسكرية قوية، مشيرا إلى أن اليوم شهد خروج أعداد كبيرة من المواطنين من داخل كييف من خلال الممرات الآمنة.
وأضاف على فاروق خلال مداخلة هاتفية في برنامج «الحياة اليوم» المذاع على قناة «الحياة»، أن الشائعات التي انتشرت عن استخدام المواطنين والطلاب الأجانب كدروع بشرية في أوكرانيا أمر غير صحيح، مؤكدا أن الأوكرانيين لا يحتجزون الطلاب لعمل دروع بشرية.
وأوضح على فاروق، أن الأوكرانيين رفضوا خروج أي مواطن أو طلاب من خلال الحدود الروسية وسيتم إخراجهم من أوكرانيا جهة الغرب.
كانت وزارة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج أعلنت أن نحو 1900 طالب سجّلوا الاستمارة الموحدة للمصريين الدارسين في أوكرانيا، بالتعاون مع وزارة التعليم العالى، بهدف التنسيق مع الجهات المعنية بشأن مطالبهم المختلفة.
وقالت السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة، إنه تتم متابعة آخر المستجدات والاطمئنان على أوضاع أبناء الجالية المصرية في ضوء تطورات الأزمة الروسية- الأوكرانية، لافتة إلى أن الاستمارة تضم جميع تفاصيل السنة الدراسية والتخصص والمدينة التي يقيم فيها الطالب بأوكرانيا، وتسجيل ما إذا كان يملك إثبات قيد من الكلية أم لا.
وأشارت الوزيرة إلى أهمية سرعة استيفاء الاستمارة جميع الدارسين في أوكرانيا، والاهتمام بدقة البيانات التي سيتم إدخالها، حيث إنها متاحة عبر الرابط (https://forms.gle/4nYrQMhja4gMYotT8)، وتابعت: «الحفاظ على حياة هؤلاء الطلبة له الأولوية القصوى، والقيادة السياسية تتابع بصورة يومية المستجدات وإصدار تكليفات بدراسة موقف الطلاب المصريين لبحث البدائل المتاحة للحفاظ على المستقبل الدراسى لأبنائنا في ضوء ما تشهده أوكرانيا من تطورات».
وخلال مشاركتها في صالون تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، الذي تناول تداعيات الأزمة الأوكرانية- الروسية على مصر، ومنها تداعيات عودة الطلاب المصريين الذين يدرسون في أوكرانيا، أكدت الوزيرة أن القيادة السياسية حريصة على المتابعة لحظة بلحظة، وتوفير كل التسهيلات الممكنة لإعادة أبنائنا الدارسين بالخارج، أو التوجيه بدراسة الموقف، وضمان مستقبلهم.
وأشادت «نبيلة» بجهود القيادة السياسية في مختلف الأزمات التي مر بها المصريون بالخارج، ومنها أزمة العالقين في أوكرانيا، وتوجيه الرئيس عبدالفتاح السيسى بضرورة الإجلاء الفورى للطلاب المصريين، ونوهت بأن الوزارة حرصت منذ بداية الأزمة على اجتماع لجنة إدارة الأزمات، لوضع السيناريوهات المحتملة، والعمل على التنسيق مع الجهات المعنية، حرصًا على حياتهم ومستقبلهم، لذا تابعت غرفة عمليات الوزارة الموقف، وتم عقد اجتماعات يومية عبر «زووم» مع أبناء الجالية المصرية في 21 مدينة أوكرانية.
وثمّنت جهود ممثلى الجالية ومركز وزارة الهجرة للحوار لجمع البيانات والتنسيق لتوفير وسائل انتقال من الأماكن الأكثر خطرًا، والتحرك إلى دول الجوار، سواء بولندا أو رومانيا أو المجر أو سلوفاكيا، وأكدت أن وزارتى «الهجرة والتعليم العالى» أطلقتا استمارة للطلاب العائدين شهدت إقبالًا كبيرًا، حيث سيتم إعلان الاستراتيجية في التعامل أولًا بأول، وطرح بدائل تضمن الحفاظ على مستقبلهم.
وبشأن إجلاء بقية المصريين في أوكرانيا، سواء في «كييف» أو «سومى» أو «خاركيف»، قالت: «لدينا نحو 6 آلاف مصرى في أوكرانيا، نصفهم تقريبًا من الشباب، نتابع مع كل الحالات على مدار الساعة، سواء للطلاب أو العاملين أو المتزوجين من أوكرانيات، بالتعاون مع وزارات الخارجية والطيران والداخلية لاستقبال أولادنا وحل أي مشكلات يتعرضون لها، بداية من خروجهم من أوكرانيا حتى العودة إلى أرض الوطن.. ونعمل على قدم وساق مع جميع الأطراف وبكل الجهود الدبلوماسية لإخراج آخر دفعة من العالقين.. ونتمنى أن تسفر الجولة الثالثة من المفاوضات عن توفير ممرات آمنة للأجانب، وبينهم المصريون».
من جانبهم، أشاد المشاركون بجهود الدولة في سرعة احتواء الأزمة، وتقليل تأثيراتها في مختلف المجالات، وأوضح محمد عزمى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ، أنه لمس بنفسه معاناة أسر لديها طلاب في أوكرانيا، آملًا أن تسفر المفاوضات عن جديد، بتوفير ممرات آمنة للناس، وتهدئة الأوضاع، وأن يكون هناك من الحصافة لحماية المنشآت النووية والبنية التحتية.
وأكد أحمد ناجى قمحة، رئيس تحرير مجلة «السياسة الدولية»، أن مصر تتمسك بسياستها الخارجية، وفقًا لتصريحات الرئيس السيسى: «نمارس السياسة بشرف، في وقت عز فيه الشرف.. فيجب علينا حسن إدارة الصراع والتوازن في تعاملنا مع كل الأطراف.. مصر هي من تعنينا أولًا».
وأشار طارق الخولى، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إلى أن الدولة بذلت جهودًا كبيرة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية منذ اندلاع الحرب الروسية- الأوكرانية، لعودة الطلاب المصريين الذين يدرسون في أوكرانيا، مؤكدًا أن السياسة لا تعرف أصدقاء على الدوام ولا أعداء على الدوام، وأن مصلحة الوطن لها رجال واعون يقدرون المواقف وخطواتهم محسوبة، مستندين على ركيزة دبلوماسية ضاربة في جذور التاريخ.