حكاية سفاح القناطر.. تباهي بذبح أسرته وورقة تكشف مخططه الشيطاني للهروب من فعلته

حكاية سفاح القناطر..
حكاية سفاح القناطر.. تباهي بذبح أسرته وورقة تكشف مخططه الشيط

جلس على حافة الطريق يفكر كيف يحول دماء الطيور التى يسفكها يوميا ويتباهى بها أمام المارة، الى دماء بشرية ليرضى غروره، وعقله الذى خرج عن السيطرة..وبعد أن فرغ من مخططه أطلق ابتسامة كبيرة، وترك العنان لشيطانه، ليضع له السيناريو الذى يعجز البشر عن معرفة تفاصيله ومرتكبه.

فى منتصف يوليو عام ٢٠٠١ وبالتحديد فى الثالثة فجرا، تحرك ذلك الشاب من صومعته"الليلية " فى إحدى الزراعات بمدينة طوخ بالقليوبية إلى منزله، وقد القى الشيطان فى عقله سيناريو الدم الذى سيرتكبه بحق أسرته.

بمجرد أن وصل الى المنزل، طرق الباب،فتحت له والدته التى كانت تستعد لاداء صلاة الفجر،دلف بسرعة الى حجرته، وبعد دقائق توجه الى المطبخ، أحضر السكين وجلس منتظرا والدته تخرج من الحمام للصلاة.

نظر اليها مبتسما،وهى تطالبه أن يذهب للوضوء للصلاة معها، طلب منها مهلة دقائق ليحضر "الشبشب"..لكنها تعرفه جيدا، فأخلاقه السيئة تبرهن على انه لن يصلى، لذلك سبقته فى الصلاة،وفى الركعة الثانية..اقترب منها، ثم قام بطعنها فى ظهرها بالسكين.

صرخت الأم بصوت مرتفع، خرج الأب الذى كان نائما مسرعا إلى الصالة ليعرف ماذا حدث، وبمجرد ان انحنى الى الاسفل ناحية زوجته، باغته الابن بطعنه فى الظهر، لكنه تحامل على نفسه،وتحرك الأب متجها الى حجرة ابنيه الاخرين، ليطلب منهما الهروب بسرعة قبل ان يقتلهما شقيقهما "المجنون "،لكنه قبل خطوات من الوصول الى حجرتهما باغته الابن بطعنات فى الظهر فسقط صريعا.

فى هذا التوقيت كان أحد الطفلين قد استيقظ بسرعة بسبب صوت والده ووالدته، فقام بإيقاظ اخيه الاكبر للذهاب الى حجرة والده ومعرفة ما يحدث، بعدها دخل الابن القاتل الى حجرتهما وهو يحجب السكين خلف ظهره، وعندما ساله اخوه عن سبب هذا الصراخ..اخبره انه لايعرف مايحدث وعليه الخروج ليتبين الحقيقة، وبمجرد ان حاول شقيقه الخروج قام بطعنه فى صدره، لكنها لم تكن طعنة قوية، فسقط الشاب، وبدا يتحرك ببطء الى الصالة ودماؤه تسبق خطواته  .
توجه الابن القاتل بعدها إلي شقيقه الثانى الطفل الذى رأى مشهد طعن أخيه الأكبر أمام عينيه، والذي اختبأ أسفل أحد المقاعد، لكن شقيقه القاتل شاهده،وتوجه إليه وطعنه 6طعنات حتى تركه صريعًا.

بعدها توجه "القاتل " إلى الصالة، ووجد  شقيقه الاوسط الذى طعنه طعنة واحدة يحاول الخروج من المنزل، فعاجله بـ7طعنات حتى أرداه قتيلا.

وبعد أن فرغ من جريمته..سحب الجثث إلى الصالة،وألقاها فى أماكن متقاربة تنفيذا لمخططه الشيطاني الذى رسمه فى عقله، بعدها غادر المنزل  مباشرة،وتوجه إلى بيت جدته، وفى الواحدة ظهرًا عاد إلى المنزل وجده مغلقا كما خطط،فاستعان بسلم من أحد الجيران وصعد إلى شباك البيت ودلف إلى الصالة، فوجد أسرته مذبوحة، ليصرخ ويطلب الشرطة التى حضرت للمنزل وبدات تتبع الجريمة لمعرفة القاتل.

كان مخطط الشيطان الذى وضعه "مازن " من الصعب فك طلاسمه، فقد بدات الشرطة البحث عن اى دليل يقودها الي ذلك القاتل.

بدأت من والدته “ناريمان “ التى كانت تعمل ”صول” بسجن القناطر، واستجوبت السجينات على امل الوصول الى خلافات بينها وبين سجينة فقررت الانتقام منها، لكن التحريات لم تصل لشىء.

انتقلت أعين الشرطة وجهات التحقيق إلى والده "محسن " الذى كان يعمل سمسارا، استجوبت كل من تعامل معهم، لكنها لم تجد دليلا يشير الى أنه كان على خلاف مع أحد يجعله ينتقم منه.

لكن أعين الشرطة وجدت أن هناك ناجيا واحدا من هذه الجريمة..وهو الابن "مازن " الذى لم يبلغ الـ 18 عاما، استمعت الى اقواله ليكمل معها باقى مخططه، اخبر الشرطة انه شاهد ٥ اشخاص فى ميكروباص يسألون عن والده،وأنه أرشدهم للبيت، لكن السيارة كانت بدون لوحات معدنيه.

قال، إنه بعد أن أرشد الأشخاص إلى منزل والده،توجه لبيت جدته وقضى الليل معها وعاد ظهرا ليجد أسرته مقتولة.

لكن بعد ٥ أيام من البحث والتحري.. تم اكتشاف دليل جديد اعاد القضية الى الواجهة مرة اخرى،وأصبح الخناق يقترب من القاتل، اكتشفت الشرطة تقريرا طبيا للدكتور سمير حسين المدير الأسبق لمستشفى الصحة النفسية بالعباسية،  بشأن الابن الناجى الوحيد..ويتضمن توصية بايداعه فى مستشفى الامراض النفسية والعصبية لخطورة حالته.

التقرير أشار الى أن ذلك الفتى مضطرب نفسيا، وباستجواب الطبيب الذى اعد التقرير اشار الى أن والدة هذا الشاب " اكتشفت ان سلوك ابنها غير طبيعي منذ صغره فكان لم يتجاوز الـ10 أعوام وكان يقوم بسب وضرب أقرانه وتوجيه الإهانة لوالديه، وكان يعشق مشاهدة الدم وذبح القطط وإغراقها في المياه، كما كان يسرق الطيور من الجيران ويقوم بفصل رأسها عن جسدها فضلا عن الاعتداءات المستمرة على أشقائه بالضرب.

وأضاف أنه عندما دخل مازن عيادته بدأ يفتش في كل الأنحاء فنهره واكتشف أنه لا يخاف من أي شخص فأكد أنه مريض بـ"السيكوبات" فيكون ضد المجتمع ويعمل على إيذاء كل من حوله كما أنه يتمتع بذاكرة قوية ومعدل قوي من الذكاء ولكن يعاني من تبلد في الشعور ما يجعله لا يشعر بالندم.

وقال أنه رغم أن هذا المرض له علاج إلا أنه كان يرفض تناوله فقررت  تحويله إلى مستشفى الأمراض النفسية والعقليةبالعباسية، الا انه قام بتمزيق خطاب تحويله فلم يدخل المستشفى، وشرح الدكتور النفسي أن العقل الباطن في هذاالمرض يكون من الدوافع لفعل الكثير من التصرفات الشاذة، ومازن في هذه الجريمة كانت دوافعه ورث عائلته.

 كلام الطبيب..أوجد الدليل لدى جهات التحقيق التى سارعت الى استجواب الابن،وبالضغط عليه اعترف بارتكابه الجريمة وذكر تفاصيلها وقام بتمثيلها داخل منزله،واعاد السبب الى عدم الاهتمام به من قبل والديه وتفضيل اشقائه عليه وكذلك شقيقته من التبني "خلود"،بجانب  رغبته فى الاستيلاء على ميراث عائلته بعد وفاتهم.

إحالة السفاح لمحكمة الأحداث

أحالت النيابة مازن لمحكمة الأحداث في القليوبية لصغر سنه  ، حيث عرفت قضيته وقتها  اعلاميا بـ "سفاح القناطر"،.. ولم تتجاوز محاكمته سوي جلستين.. حيث حضر المتهم في الجلسة الاولي   من محبسه وسط حراسة أمنية مشددة،واكتظت قاعة المحكمة بأقارب الأسرة، وطالبت النيابة بتوقيع أقصي العقوبة علي المتهم لارتكابه جريمة القتل عمدا منسبق الإصرار والترصد.

وأكدت النيابة وقتها  أن المتهم مسئول عن تصرفاته وكان يدرك تماما كل ما قام به والدليل هو التخطيط للجريمة باتقان قبل ارتكابها والتجهيز لها.

رفضت المحكمة طلب الدفاع بعرضه علي مستشفي الامراض العقلية.. وناقشت المتهم أمام الجميع وسألته.. هل قمت بقتل والدك ووالدتك وشقيقيك.. فأجاب بهدوء.. نعم

سألته المحكمة.. ولماذا أقدمت علي الجريمة ؟

أجاب.. بسبب سوء معاملتهم لي وتوبيخي أمام الجميع والحكم علي دائما بالفشل، ومعايرتي بممارسة الشذوذ الجنسي، بجانب تفضيلهما لشقيقي عليَّ.
برر المتهم جريمته.. بأنها كانت من أجل الحصول علي ميراث الأسرة بالكامل.

وأكد أنه غير نادم علي جريمته مشيرا إلي أن أسرته لم تكن سوية.. إنه سليم مائة في المائة.

لتقضي المحكمة بعد جلستين بمعاقبة مازن محسن إبراهيم 17 سنة بالسجن 15 عاما لاتهامه بقتل والدته السجانة ناريمان 45 سنة ووالده وأشقائه محمد 20 سنة وممدوح 10 سنوات.