صيد ثمين سقط دون رصاصة.. تفاصيل انقاذ مدينة الإنتاج الإعلامي من كارثة محققة

مساء أحد أيام الأسبوع الماضي بدت الأجواء مألوفة داخل أروقة مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة السادس من أكتوبر. هدوء سبق ملحمة بطولية قدمها رجال الشرطة حالت دون وقوع عمل عدائي داخل ذلك الصرح الإعلامي الكبير.

بالانتقال إلى طريق الواحات الرابط بين مدينتي 6 أكتوبر والشيخ زايد ومركز الواحات البحرية، كان منتج في طريقه إلى مدينة الإنتاج لحضور تصوير أحد الأعمال الدرامية المقرر عرضها بماراثون رمضان 2022.

طوال الطريق، عمد المنتج لإجراء مكالمات متتالية مع الأطقم المشاركة في العمل الفني "أنا جي في الطريق.. مسافة السكة" قبل أن تقع عيناه على شيء بالمرآة عاش بعدها لحظات مفعمة بالإثارة على غرار أفلام الحركة "أكشن".

لاحظ المنتج سيارة ربع نقل بيضاء تتبعه. حاول المنتج الابتعاد لمسافة آمنة بزيادة سرعة سيارته الفارهة لكن مطارده لم ينصرف بل ازداد اقترابه منه.

مع تأزم الموقف، أيقن المنتج أن وصوله بوابات دخول مدينة الإنتاج الإعلامي هو ملاذه الآمن الذي سيقيه شرّ قائد السيارة البيضاء ولا أمر سواه.

على بعد أمتار من بوابة الدخول المطلة على طريق الواحات، لمعت عينا المنتج فرحًا بوصوله لنقطة الأمان المنشودة. أخذ يلوح بيديه للخدمات الأمنية قبل أن يصيح مستغيثًا بهم "إلحقوني عربية بطاردني.. ماشية ورايا من بدري".
كلمات المنتج كانت بمثابة إنذار عاجل لرفع حالة التأهب بين عناصر الشرطة المكلفة بتأمين مدينة الإنتاج الإعلامي. توجيهات سريعة من المقدم محمد أبوزيد رئيس مباحث المدينة، بالتعامل بحرص وحذر شديدين مع قائد السيارة المقصودة.

شكوك راودت رجال المباحث حول ماهية السائق وسبب مطاردته للمنتج، وسط ترجيحات بأنهم أمام صيد ثمين في تلك الأمسية ما تحقق بعدها بدقائق.

فور وصول السيارة ذات اللون الأبيض، انقض عليها الضباط من كل حدب وصوب. شل الشرطيون حركة قائد السيارة وتمكنوا من السيطرة عليه لتتحول شكوك المقدم محمد أبوزيد يقينا بالعثور على بندقيتين آليتين -إحداها بالمقعد الأمامي المجاور للسائق كان المتهم بصدد استخدامه- و11 خزينة وصندوق طلقات نارية ومنظار.

مفاجآت سعيدة حملها الفحص الجنائي للمتهم تحت إشراف العميد عمرو البرعي رئيس قطاع أكتوبر، وتبين أنه عنصر شديد الخطورة يدعى "خضر" 40 سنة، مقيم مركز الصف، هارب من الإعدام و8 جنايات متنوعة.

جهود البحث والتحري التي أشرف عليها اللواء عاصم أبو الخير نائب مدير مباحث الجيزة، توصلت إلى أن "الصيد الثمين" كان تحت تأثير المخدر "أقراص مخدرة" تتبع سيارة المنتج لسرقتها.

بالانتقال إلى ديوان عام المديرية، زف الضباط الخبر السار إلى اللواء مدحت فارس مدير مباحث الجيزة ومن بعده ضباط مركز الصف "خضر وقع في إيدينا من غير ما نضرب طلقة واحدة".

الأمر لم يتوقف داخل أروقة المقر الحديث للمديرية بل امتد إلى قطاع الأمن العام ومن بعده وزارة القبضة الحديدية بضربة أمنية للعناصر الإجرامية المشهور عنها ارتكاب أنشطة غير مشروعة.