احذر الوقوع فيها.. 8 أفعال بين الزوجين تبطل الصيام
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين في رمضان، لا شك أنها من أهم ما ينبغي على الزوجين معرفته لتجنب الوقوع في أي من أفعال تبطل الصيام بين الزوجين في رمضان، وذلك لأن كفارتها غليظة وهي صيام شهرين متتابعين، لذا على الأزواج الحذر كثيرًا والانتباه من أفعال تبطل الصيام بين الزوجين وعلى كل من الزوجين أن يعين بعضهما البعض على الطاعة واغتنام نفحات تلك الأوقات والأزمنة المباركة، والتي يأتي شهر رمضان من خيرها، وقد حددت نصوص الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة أفعال تبطل الصيام بين الزوجين وحذرت من الوقوع فيها أشد التحذير.
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، قالت دار الإفتاء المصرية، إن الأئمة الأربعة اتفقوا على أن صوم رمضان واجب على كل مسلم، بالغ، عاقل، طاهر من حيض أو نفاس، مقيم، قادر على الصوم، منوهة بأن صوم رمضان واجب بالكتاب والسنة والإجماع، معلوم من الدين بالضرورة، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة.
وأوضحت «الإفتاء» في إجابتها عن سؤال: «ما هي أفعال تبطل الصيام بين الزوجين في رمضان؟»، أن مبطلات الصوم (المفطرات) تنحصر في ثمانية أفعال أولها تعمد إدخال عَيْنٍ- شيء ما- إلى الجوف من مَنْفَذٍ مفتوح (كالفم – والأنف) ولا تُعْتَبَر العين مَنْفَذًا مفتوحًا، وكذا مسام الجلد.
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، أضافت أن الجوف عند الفقهاء: ما يلي حلقوم الإنسان كالمعدة، والأمعاء، والمثانة –على اختلاف بينهم فيها-، وباطن الدماغ، فإذا تجاوز المُفَطِّر الحلقوم ودخل الجوف إلى أيِّ واحدة منها من منفذٍ مفتوح ظاهرًا حِسًّا فإنه يكون مفسدًا للصوم، وثانيها تعمد الإيلاج في فَرْج (قُبُل أو دُبر)، ولو بلا إنزال، وثالثها خروج الْمَنِي عن مُبَاشَرة، كَلَمْسٍ أو قُبْلَة ونحو ذلك، ورابعها الاسْتِقَاءة، وهي تعمُّد إخراج القيء، أما من غَلَبه القيء فلا يفطر به، وخامسها خروج دم الحيض، وسادسها خروج دم النفاس، وسابعها الجنون، وثامنها الرِّدَّة.
وأشارت إلى أنه تتحقق القدرة على الصوم (بالصِّحَّة)؛ فلا يجب صوم رمضان على المريض ومَنْ في معناه مِمَّن تلحقه مَشَقَّة بالصوم فوق استطاعته، و(بالإقامة) فلا يجب على الْمُسَافر، و(بعدم المانع شرعًا) فلا يجب على الحائض والنُّفَساء، أما من أفطر في هذا الوقت لعذر؛ فالصوم غير واجب عليه، إلا أن عليه قضاء هذه الأيام التي أفطرها بعد زوال المانع، أما من يتعذر عليه القضاء فعليه فدية وذلك كالمريض مرضًا مُزْمِنًا لا يستطيع معه الصوم، منوهة بأن شروط وجوب الصوم أربعة، أي إذا توافر في الإنسان الشروط التالية فقد وجب عليه صوم رمضان، وهي: «الإسلام، البلوغ، العقل، القدرة على الصوم».
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، يُحرّم على الصائم في نهار رمضان جماع زوجته؛ لأنّ الجماع يُعَدّ كالأكل، والشُّرب في اعتباره من مبطلات الصيام، قال الله -تعالى-: «أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ»، فالآية تدلّ على الإِذن بالمباشرة في ليلة الصيام، ويُستفاد من ذلك أنّ الصيام يكون عن الأكل، والشُّرب، والجماع، وسائر المُفطرات.
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، يرجع سبب تحريم الجِماع في نهار رمضان، واعتباره من المُفطرات إلى أنّ المقصود من عبادة الصيام كفّ النفس عمّا اعتادت عليه من الشهوات، كالأكل، والشُّرب، لا سيّما أنّ الراحة والانغماس في الشهوات أمر يزيد من وساس الشيطان، ويُضعف العزيمة على العبادات والعمل، والجماع من نِعَم البَدَن، مثله في ذلك مَثلُ الأكل والشُّرب؛ ولذلك حرّمه الله -تعالى- في نهار رمضان، وجعله من المُفطرات، بل رتّب على من أفسد صومه بالجماع كفّارةً مغلّظة.
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، قد بيّن أهل العلم أنّ مَن جامع زوجته في نهار رمضان ترتّب عليه الإثم، وبطل صيامه، ووجب عليه إمساك ما تبقّى من النهار؛ إذ إنّ كلّ مَن أفسد صيامه في نهار رمضان بغير عُذرٍ شرعيٍّ، وجب عليه إمساك بقيّة اليوم، بالإضافة إلى وجوب قضاء ذلك اليوم، والكفّارة، ومن الجدير بالذِّكر أنّ كفّارة الجماع في نهار رمضان من أغلظ الكفّارات؛ وهي تكون بعتق رقبةٍ، فإن لم يجد، فصيام شهرَين مُتتابعَين، فإن لم يستطع، فإطعام ستّين مسكينًا، أمّا إن كان الصيام نافلةً وأفطر المُكلَّف بالجماع، فلا يترتّب عليه شيءٌ، وقد بيّن أهل العلم حُكم مَن جامع زوجته في نهار رمضان ناسيًا؛ فقالوا بعدم بطلان صيامه؛ قياسًا على حكم مَن أَكل أو شَرِب ناسيًا، ورفع المؤاخذة عنه، وإنْ كان هذا مستبعدَ الوقوع في صيام الفريضة، خصوصًا أنّه فعل مشترك بين الزوجين.
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، منها التّقبيل الذي يُفطر الصائم بسببه هو ما نتج عنه إنزال، وهذا بإجماع أهل العلم، أمّا إن لم ينتج عن التقبيل إنزالٌ؛ فيعتمد الحُكم على طبيعة الصائم نفسه؛ فإن كانت القُبلة تُؤثّر فيه، وتُحرّك شهوته، فحُكمها الكراهة، إلّا أنّها لا تُعَدّ مُبطلةٌ للصيام، وقد صحّ عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، أنّها قالت: «كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَهو صَائِمٌ، وَيُبَاشِرُ وَهو صَائِمٌ، وَلَكِنَّهُ أَمْلَكُكُمْ لإِرْبِهِ».
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، أمّا إذا كانت القُبلة لا تُؤثّر في الصائم، ولا تُحرّك شهوته، فحُكمها الإباحة، إلّا أنّ الأَولى تركها؛ استدلالًا بما رُوي عن عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-، أنّه قال: «هشَشتُ فقبَّلتُ وأَنا صائمٌ، فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ صنَعتُ اليومَ أمرًا عَظيمًا قبَّلتُ، وأَنا صائمٌ قالَ: أَرأَيتَ لو مَضمَضتَ منَ الماءِ، وأنتَ صائمٌ قُلتُ: لا بأسَ بِهِ، قالَ: فمَهْ».
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، وذهب جمهور أهل العلم إلى أنّ علّة الحكم مرجعها إلى تحريك الشهوة أو الإنزال، وتنتقل بين الكراهة والجواز تبعًا لذلك، ولا فرق في الحكم بين الشّاب وكبير السّن، بينما ذهب المالكية إلى كراهة التقبيل للصائم مُطلَقًا، وتجدر الإشارة إلى أنّ أهل العلم اختلفوا في حُكم نزول المذي المُصاحب للتقبيل في نهار رمضان؛ فقال كلٌّ من الإمام أحمد، والإمام مالك -رحمهما الله-؛ بأنّه مُبطِلٌ للصيام، وقال الإمام الشافعيّ، وأبو حنيفة بأنّه غير مُبطِلٍ للصيام.
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، وتأكيدًا على ما سبق؛ فقد استدلّ أهل العلم بما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: «أنَّ رجلًا سأل النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن المباشَرةِ للصائمِ فرخَّص له وأتاه آخرٌ فسألَهُ فنهاه فإذا الَّذي رخَّص له شيخٌ والَّذي نَهاه شابٌّ»، ولا يخفى أنّ المقصود بالمباشرة الواردة في الحديث لا يتضمّن الجماع، وإنما يقصد بها الملامسة، وما في حكمها كالتّقبيل، وبيّن أهل العلم أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لم يُرخّص للشاب؛ لأنّه رأى أنّ شهوته أشدّ من الشيخ الكبير، ممّا يجعله أكثر عُرضةً لِما قد يُفسِد صيامه.
وعن أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، فجاء أن حُكم نزول المني يختلف بحسب الوسيلة التي نزل بها؛ فنزوله بسبب التقبيل، أو الملامسة بين الرجل وزوجته، أو الاستمناء يُفسِد الصيام، ويُوجِب القضاء باتّفاق المذاهب الأربعة، إلّا أنّه لا تترتّب على ذلك كفّارةٌ؛ لأنّ حُكم الكفّارة ورد في الجماع دون غيره، أمّا في حال نزول المني بمجرّد التفكير من غير لمسٍ، أو نظرٍ، أو استمناءٍ، أو في حال نام الصائم فاستحلم، وأنزل المني، فلا يُفسِد صيامه، وذلك بإجماع أهل العلم؛ لأنّ الأمر خارجٌ عن إرادته.
أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، الاستمناء، يُعرّف الاستمناء لغةً بأنّه: طلب خروج المني، واصطلاحًا بأنّه: إنزال المني دون الجماع، كاستعمال اليد، وغير ذلك من الوسائل، والاستمناء مُحرَّمٌ؛ لقول الله -تعالى-: «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ*إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ*فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ»، وفي الآية دليلٌ على تحريم الاستمتاع بغير الزوجة، وقد ذهب كلٌّ من المالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة، وعامّة الحنفيّة إلى أنّ الاستمناء باليد يُبطل الصيام، وخالفهم أبو القاسم من الحنفيّة؛ إذ قال بأنّ الاستمناء لا يُبطل الصيام؛ لأنّه مختلفٌ كُلّيًا عن الجماع، أمّا الاستمناء بالنظر؛ سواءً بالتكرار، أم لا، فقد ذهب كلٌّ من المالكيّة، والحنابلة إلى أنّه مُبطلٌ للصيام، وخالفهم الحنفيّة، والشافعيّة في المعتمد لديهم؛ فقالوا إنّه لا يُبطل الصيام مُطلَقًا، ولا تجب الكفّارة في الحالة السابقة إلّا عند المالكيّة الذين قالوا بوجوبها قطعًا إن تكرّر النظر، وكان الإنزال عادةً.
ومن أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، الاستمناء وعنها قال الدكتور علي فخر أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الاستمناء معناه استدعاء خروج المني وهذا يحدث في اليقظة بعمد، أي يستدعى المني عامدا لإخراجه في هذا الوقت، منوهًا بأنه إذا استمنى الشخص في نهار رمضان فإنه يبطل الصوم لأنه قضاء شهوة، والفقهاء فرقوا ما بين أمرين، الأول الاستمناء والثاني العلاقة الزوجية، وقالوا إن الاستمناء قضاء شهوة غير كاملة والعلاقة الزوجية قضاء شهوة كاملة.
وأكد عن أفعال تبطل الصيام بين الزوجين، بالاستمناء أن الفقهاء قالوا إنه بناء على ذلك فقضاء الشهوة الكاملة "العلاقة الزوجية" يوجب القضاء والكفارة، بمعنى يصوم يوما عن هذا اليوم الذى ارتكب فيه هذا الفعل قضاء، ويصوم 60 يوما متتابعة كفارة عن هذا الفعل في نهار رمضان، فإن لم يستطع فليطعم 60 مسكينا، أما الاستمناء فسموه الفقهاء قضاء شهوة غير كاملة، لأنه لم يستمتع الاستمتاع الكامل، وقالوا إنه في هذه الحالة عليه القضاء فقط، وهو صيام يوم واحد فقط قضاء عن هذا اليوم الذى أفسد صومه فيه بهذا الفعل، مشيرًا إلى أن وقوع الإثم الشرعي سواء كان يعرف الشخص حكم ما فعل أو لا يعرف، مرده إلى الله سبحانه وتعالى، ولو كان الشحص قد يجهل هذا الحكم فما دام تبين له عليه صيام يوم قضاء، لأنه قد أفسد بالفعل يوما من أيام رمضان، ويستغفر الله كثيرا ويدعى الله أنه يرفع عنه الإثم الشرعي الذى ارتكبه بهذا الفعل.
العلاقة الزوجية في رمضان
العلاقة الزوجية في رمضان تختلف عن غيره من سائر الشهور، إذ يحرم على الصائم الجماع في نهار رمضان، أوضحت دار الإفتاء المصرية، أنه من الجائز شرعًا الجماع بين الزوجين في ليالي رمضان وأكدت أنه لا حرمة فيه، وأكدت على أن التحريم يكون فقط أثناء فترة الصيام،إذ أمر الله سبحانه وتعالى المسلم البالغ العاقل القادر على الصيام، أن يمتنع عن الأكل والشرب والعلاقة الزوجية بين الفجر والمغرب، أما بعد الإفطار فالعلاقة الزوجية جائزة ولا حرمة فيها.
العلاقة الزوجية في رمضان، شرع الله -تعالى- الزواج، وجعل فيه المودّة والرحمة بين الرجل وزوجته، وجعله أساسًا لتكوين الأُسرة المُسلمة التي تُعدّ عماد المجتمع، ومن جانب آخر تجدر الإشارة إلى أنّ التّوجيهات الشرعية المتعلّقة بالعلاقة الزوجية في شهر رمضان توصي الزوجين بالحذر من تبعاتِ الأفعال المقترنة بالشهوة، ولا بأس بالجلوس، والمزاح، والكلام، والتعليم، وغير ذلك، ويُفضَّل اجتناب كلّ ما يُؤدّي إلى الجِماع، كالتقبيل، أو الضمّ، أو المباشرة؛ لأنّها تُعدّ من الشهوات التي امتدح الله -تعالى- الصائم لتركه إيّاها؛ تقرُّبًا إليه -سبحانه-، فقد ورد في الحديث القدسيّ: «يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا».
العلاقة الزوجية في رمضان ، وعلى الصائم التنبُّه إلى أنّ تلك المحظورات تتفاوت في الخطورة؛ إذ تعدُّ المباشرة أكثرها خطرًا على الصائم؛ فقد تتسبّب بالإنزال، وبالتالي إفساد الصيام، وعلى الرغم من إباحة بعض أهل العلم التقبيل، وما شابه ذلك أثناء الصيام، إلّا أنّهم وضعوا شروطًا له، ومنها: أن يأمن الصائم على نفسه عدم الانتقال إلى ما بعد التقبيل، وبالتالي إفساد صيامه، وفي الحقيقة ينبغي للمُتزوّجين الوقوف على العديد من الأحكام الخاصّة بصيام رمضان، وفيما يأتي بيان بعضها.
العلاقة الزوجية في رمضان، وحُكم المُداعبة بين الزوجين أثناء الصيام من أحكام الصيام المُتعلِّقة بالمتزوّجين، وقد ذهب أهل العلم إلى جواز المُداعبة بين الرجل وزوجته أثناء الصيام، بشرط التأكُّد من عدم اشتداد الشهوة إلى الحدّ الذي يتمّ فيه إنزال المذي أو المني، وفي حال خشية أحدهما، أو كليهما من إنزال المني أو المذي، فلا تجوز المداعبة؛ لأنّ ذلك ممّا يُعرّض الصيام للفساد، أخرج البخاريّ عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، أنّها قالت: «كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُقَبِّلُ ويُبَاشِرُ وهو صَائِمٌ، وكانَ أمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ»، بالإضافة إلى ما رُوِي عن عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- أنّه سأل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: «أَيُقَبِّلُ الصَّائِمُ؟ فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: سَلْ هذِه لِأُمِّ سَلَمَةَ فأخْبَرَتْهُ، أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَصْنَعُ ذلكَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، قدْ غَفَرَ اللَّهُ لكَ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ، فَقالَ له رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أَما وَاللَّهِ، إنِّي لأَتْقَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَخْشَاكُمْ له»، وفي الحديث دليلٌ على جواز التقبيل للصائم، ويُقاس عليه حُكم المُداعبة، والضمّ، وغير ذلك من مُقدّمات الجماع.
حكم الكلام الجنسي بين الزوجين في رمضان
حكم الكلام الجنسي بين الزوجين في رمضان، ورد فيه أنه إذا كان الكلام الجنسي مجرد كلام ولم يؤد إلى الإنزال فالصيام صحيح. ولكن القيام بهذا الفعل من مكروهات الصيام ولابد على المسلم الصبر والنية الصادقة في إتمام الصيام إيمانًا واحتسابًا.
حكم الكلام الجنسي بين الزوجين في رمضان ، فيه روى البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:”الصيام جنة فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها” ومعنى (لا يرفث) أي لا يتكلم في الجنس، فهذا أدب من آداب الصيام، ينقص أجره لكنه لا يبطله.
حكم الكلام الجنسي بين الزوجين في رمضان، ينبغي للمؤمن أن يصون نفسه عمَّا حرم الله، ولا سيما الصائم يصون صيامه من الغيبة والنَّميمة والمشاتمة وغير هذا مما يقدح في الصوم؛ لأنَّ المقصود هو ترك المعاصي، والإقبال على الله بالاجتهاد في طاعته، وحفظ الجوارح عمَّا لا ينبغي، ليس المقصود مجرد ترك الطعام والشراب، المقصود الصوم عن محارم الله، وأن يكون ترك الطعام والشراب وسيلة لغير ذلك من أعمال الخير، والتَّحفظ مما حرَّم الله، والبُعد عن كل ما يُغضب الله.
حكم الكلام الجنسي بين الزوجين في رمضان، فالصائم مأمور بأن يكفَّ جوارحه عن محارم الله، فيحفظ لسانه عمَّا لا ينبغي، ويحفظ جوارحه كلها عمَّا لا ينبغي؛ ولهذا يقول -صلى الله عليه وسلم-: الصيام جُنَّة يعني: سترة وحاجز من النار لمن صانه وحفظه، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب يعني: لا يُجامع، ولا يأتي الرفث من القول: الرديء، ولا يصخب لا يتكلم بما لا ينبغي، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني صائم، يعني: إن اعتديت عليَّ لا أُقابلك، لا أُكافئك على ما قلتَ من السبِّ؛ لأني صائم، والصائم منهيٌّ عمَّا لا ينبغي.
الحلال والحرام بين الزوجين في رمضان
الحلال والحرام بين الزوجين في رمضان، يتحدد حسب علاقة الزوج بزوجته في نهار رمضان، تختلف من زوج لآخر، فهناك من يتجنب زوجته مخافة أن يقع في المحظور، وينقسم الرجال في هذا الأمر إلى صنفين، صنف لديه القدرة على أن يلتزم في معاملته لزوجته في نهار رمضان، ونوع آخر يعتبر أنها حلاله، وله الحرية في ملامسة زوجته أو تقبيلها، وكل حسب قدراته، وحسب إيمانه، وأكد العلماء أن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يقبل أزواجه.
الحلال والحرام بين الزوجين في رمضان، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لأرَبِهِ»..«أي حاجته»، ولكن قالوا إن هذا الحديث من خصوصيات النبي محمد صلى الله عليه وسلم، «للرحمة وليس للشهوة»، وأضاف العلماء أن هناك نوعا من الرجال قادرا بقوة على التحكم في مشاعره في نهار رمضان نحو زوجته، ونوع آخر لا يستطيع التحكم في نفسه، وغير قادر على السيطرة على مشاعره، فهذه طبيعته، فلا ضرر ولا ضرار، ومن هنا نجد أن هناك خطرا في الملامسة؛ لأنها ستكون مقدمات لأن يطأ الرجل زوجته في نهار رمضان، ولذا حذر العلماء من أن يقترب هذا النوع من الرجال «غير القادر على السيطرة على مشاعره» من زوجته أثناء صيامه، حتى لا يقع في المحظور، ومن هذا فالعلاقة بين الرجل زوجته في نهار رمضان لها ضوابط.
الحلال والحرام بين الزوجين في رمضان، وفيه يجب أن يبتعد الصائمون عن مقدمات الشهوة، من باب سد الذرائع، مثل الكلمة التي تحمل إيحاءات معينة، أو النظرة الشهوانية، مصداقا لقول النبي، صلى الله عليه وسلم، «.. يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي» - متفق عليه، فالصوم إمساك عن «شهوتي البطن والفرج»، وربما تكون القبلة من مقدمات الشهوة، «وخاصة المتزوجين والمتزوجات حديثا»، فقد كرهها فريق من العلماء للصائم، وأباحها له إن كان «يملك نفسه»، ولا تستثيره هذه القبلة، فإن كانت تستثيره كرهت مخافة إفساد الصيام، وذهب فريق من العلماء –ورأيهم هو الراجح- التفريق بين من يملك نفسه عند التقبيل، فيكره في حقه، سدا للذريعة إلى إفساد صومه، وإن كان يأمن على نفسه من ذلك، وبين من لا يملك نفسه عند ذلك فيحرم التقبيل بالنسبة له، لأن التقبيل مفسد للصيام مبطل له.
الحلال والحرام بين الزوجين في رمضان، قد نهى الله تعالى عن إبطال المرء لعمله، فقال تعالى: «ولا تبطلوا أعمالكم»، فكل سبب يفضي إلى إبطال العمل فهو محرم شرعا، ويدل على أن الحكم منوطٌ بخشية ثوران الشهوة، ما روي عن أبي هريرة: أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المباشرة للصائم، فرخص له، وأتاه آخر فسأله فنهاه، فإذا الذي رخص له شيخ، والذي نهاه شاب"، ومن ثم فإن الرخصة كانت عند أمن الشهوة في التقبيل، وكان المنع عند عدم الأمن من ذلك، وقد قالت عائشة، إن النبي صلى الله عليه وسلم: «كان يقبل وهو صائم، وكان أملككم لإربه»، وهذا بيان أن الحكم يناط بمدى ثوران الشهوة عند التقبيل، قال ابن قدامة: «إن المقبل إن كان ذا شهوة مفرطة، بحيث يغلب على ظنه أنه إذا قبّل أنزل، لم تحل له القبلة، لأنها مفسدة لصومه، فحرمت عليه كالأكل»، وإن كان ذا شهوة لكنه لا يغلب على ظنه ذلك، كره له التقبيل، لأنه يعرض صومه للفطر، ولا يأمن عليه الفساد.
هل الكلام مع الزوج يبطل الصيام
هل الكلام مع الزوج يبطل الصيام، ورد أن تبادل عبارات الحب والغزل بين الزوج والزوجة في شهر رمضان، هو شرع محلل ولا يبطل الصيام. لكن من المهم أن لا تتضمن هذه العبارات أي معانِ حميمية، من شأنها إثارة المشاعر، كما يجوز للزوجة معانقة زوجها أم الإمساك بيده في رمضان، كونها تصرفات تظهر الحنان بين الشريكين وليس أكثر، وعلى الزوجة الإمتناع عن زوجها عند ممارستها لواجب الصوم في شهر رمضان المبارك.
هل نزول الشهوة يبطل الصيام
هل نزول الشهوة يبطل الصيام ، أجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال: «هل الماء النازل من المرأة بسبب تحرك الشهوة يبطل صومها؟»، أن الذي يخرج من الفرج عند تحرك الشهوة إما أن يكون منيًّا أو مذيًا؛ فإن كان الخارج من الفرج منيًّا -وهو ماءٌ أصفر رقيق يخرج عند اشتداد الشهوة وبنزوله تنقضي الشهوة-، وأحست المرأة بقوة الشهوة واللذة وقت خروجه، وبالفتور بعده؛ فمن المقرر شرعًا أن إنزال المنيِّ باختيار الصائم ولو بلا جماع -كالاستمناء باليد، أو باللمس والتقبيل ونحوهما- يبطل الصيام؛ سواء في ذلك الرجل والمرأة، وذلك باتفاق الفقهاء.
وأضافت في إجابتها عن هل نزول الشهوة يبطل الصيام ؟، أن من فعل شيئًا من ذلك فأمنى وجب عليه القضاء فقط على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ولا كفارة عليه، لكن يستغفر الله تعالى، ويرى المالكية على المشهور عندهم أنه يكون عليه القضاء والكفارة معًا إذا كان متعمدًا.
هل نزول الشهوة يبطل الصيام، تابعت: أما خروج المني دون اختيار الصائم؛ كما لو احتلم أو أنزل بغير شهوة ولا مباشرة ولا فكر ولا نظر؛ فلا يبطل صومه باتفاق الفقهاء، أما إن كان الخارج من الفرج مذيًا -وهو ماءٌ أبيض رقيق لزج يخرج عند تحرك الشهوة-؛ فمذهب الحنفية والشافعية أن خروج المذي وإن كان عن قُبلةٍ أو لمسٍ أو نحوهما ليس من مبطلات الصيام، ويرى المالكية أن الصائم إذا قبّل أو باشر أو فكّر أو نظر فأمذى لشيءٍ من ذلك وجب عليه القضاء؛ سواء أدام هذا الفعل حتى نزل بسببه المذي أو لا.
هل نزول الشهوة يبطل الصيام، وفيه انتهت إلى أنه إن كان ما وجدته المرأة من بللٍ في ملابسها ماءً رقيقًا أصفرَ، وأحست بقوة الشهوة واللذة وقت خروجه، وبالفتور بعده؛ فهو منيٌّ؛ فيبطل صومها حينئذٍ ويجب عليها القضاء، أما إذا كان البلل ماءً أبيضَ رقيقًا؛ فهو مذيٌ لا يبطل به صومها على ما ذهب إليه فقهاء الحنفية والشافعية.