طلب أكلة غريبة وأمه زغردت في جنازته.. تفاصيل آخر أيام أحد ضحايا حادث كفر الشيخ
حالة من الثبات والصبر أنزلها الله سبحانه وتعالى على والدة «محمد مصباح»، طالب الأكاديمية البحرية للنقل البحري، وهو أحد ضحايا حادث الطريق الساحلي الدولي، التي سردت في ثبات اللحظات الأخيرة التي عاشها ولدها وأيامه الأخيرة وما أقدم على فعله، حتى إطلاقها للزغاريد في جنازته كعريس يُزف كما كانت تحلم.
حفظ القرآن في الإعدادية كاملا
كان محمد حافظًا للقرآن الكريم كاملًا مذ كان في الصف الثالث الإعدادي، مواظبًا على الصلاة، لم يتوقف لسان والدته عن ذكر محاسنه ومن بينها حفظه للقرآن وصلاته، وبره بها وبوالده وعائلته، حتى تتذكر أيامه الأخيرة التي صمم أن يفطر في إحداها مع خالته، وطلب منها «أكلة غريبة» على حد وصف والدته.
لم يوافق الطالب ضحية حادث الطريق الساحلي الدولي اقتراح خالته بأن يفطر معها «بط» وما إلى ذلك، لكنه صمم على تحضيرها لأكلة معينة طلبها وهي «مكرونة وبتنجان وفلفل»، هذا ما اشتهته نفسه، وظل معها حتى فطر مع أسرة خالته ثم جلس ونظر إلى صورة جده المتوفى، وكان قريبًا منه، ثم ابتسم وقال لهم «أنا ماشي»، ثم سلّم على خالته وغادر، وباقي الأيام فطر مع والدته رافضًا تناول الإفطار مع زملائه الذين كانوا متجمعين في منزل «أحمد»، والذين توفوا معه في الحادث نفسه.
اليوم الأخير في حياة أحد ضحايا حادث كفر الشيخ
قبل وفاته بيوم، هو اليوم الأخير الذي شاهدت فيه الأم ولدها محمد، بعد تناوله الإفطار معهم في هدوء تام، لتستكمل متذكرة بأنه كان «مدلع» وكانوا يخشوا زعله بسبب تأثره النفسي ما يتسبب في رفع درجة حراراته بصورة كبيرة.
بمجرد علمت والدة محمد مصباح بوفاته هو وزملائه ضحايا الحادث، توضّأت وصلّت لله شكرًا، معتبرة أنّ ابنها عريسٌ زُفّ إلى الجنة، ولا تتمنى له أكثر من ذلك: «جاني الخبر الساعة 10 ونص الصبح، الناس عارفة واقفين في الشارع ومش عاوزين يقولوا قولتلهم محمد مات، اتوضيت وصليت شكر لله، أمانة وكانت عندي وخدها اقوله لأ!، اعترض!، أجزع ولا أصبر؟ أمره نافد، شوفته في الزفة بتاعته، معنديش حاجة أقولها أكتر، كدة راح للي خلقه، كان عريس، في عرس له أحسن من كدة؟ في عز الصيام وفي العشر الأواخر وكله مرهق الناس جت بأعداد كبيرة».
لحظة دفن محمد هي نفسها لحظة دفن جده الذي كان شديد التعلق به، بحسب رواية والدته وعلى لسانها «أنا ابني دخل الجنة هو و4 زمايله، ادعولهم بالرحمة».