انزلقت قدم إحداهن.. القصة الكاملة لغرق 4 فتيات في ترعة الفاروقية بسوهاج
الشمس تتجه للغروب ودرجات الحرارة بدأت في الانكسار، خرج بعض الرجال والشباب من منازلهم قاصدين حقولهم لحصاد محصول القمح أو جمع البرسيم للمواشي، فيما اتجهت السيدات لإنهاء أعمالهن المنزلية بالنجع الذي يقع بالقريب من سلاسل جبال البحر الأحمر، والحياة اليومية تسير بطبيعتها المعتادة.
"نجع الدير" الذي سُمي نسبة إلى دير ماري جرجس ويقع في مستوى أعلى من سطح أرض القرى والمناطق المجاورة، يُشرف على ترعة الفاروقية الموازية للطريق الزراعي السريع الشرقي "سوهاج- نجع حمادي"، ويقضي بعض سكان النجع الذي يتبع إداريًا قرية العيساوية شرق بناحية مجلس قروي الحواويش بأخميم، بعض احتياجاتهم اليومية من غسيل الملابس والأواني والبطاطين والحُصر البلاستيكية في الترعة المارة أمامهم.
"إيستر"، و"ندى"، و"نانسي"، و"مارينا" جميعهن أبناء عمومة يبلغن من العمر 11 عامًا ويدرسن في الصف الخامس الابتدائي، خرجن بين آذاني العصر والمغرب، أمس الثلاثاء، ومعهن عشرات الأجولة البلاستيكية لغسلها في مياه ترعة الفاروقية، استعدادًا لموسم حصاد القمح، وتخزين مونة العام من المحصول الاستراتيجي.
بدأت الفتيات أبناء العمومة في إنجاز مهمتهن اللاتي خرجن من البيت لأجلها، غسلن بعض الأجولة ووضعوهن على نباتات الحلفا على حافة الترعة حتى يجفوا من المياه، مستمرين في مهمتهن حتى ينتهين منها، وفجأة انزلقت قدم الأولى وسقطت بالترعة، وحال محاولة الباقين إنقاذها سقطن في مياه الترعة بالتتابع، ما نتج عنه غرقهن.
انتشر نبأ غرق الفتيات الأربعة، وسرعان ما تجمع أهالي نجع الدير وقرية العيساوية شرق بمكان الحادث لمحاولة انتشالهن على قيد الحياة، لكن قوات الإنقاذ النهري تمكنت من انتشال جثامين الأولى والثالثة والرابعة وجرى إيداعهن مشرحة مستشفى أخميم المركزي تحت تصرف النيابة العامة التي أمرت بدفنهن بعد توقيع الكشف الطبي عليهن بمعرفة مفتش الصحة، الذي أفاد أن سبب الوفاة اسفكسيا الغرق، ولا توجد شبهة جنائية في الواقعة، وهو ما أكدته تحريات الأجهزة الأمنية بسوهاج.
وشيع المئات من أهالي مركز ومدينة أخميم جثامين الفتيات الثلاث في مشهد جنائزي مهيب، وسط بكاء وصراخ أسرهن، إلى مثواهن الأخير بمقابر عائلتهن، فيما تكثف قوات الإنقاذ النهري بسوهاج جهودها لانتشال جثة الفتاة الرابعة، وانتشر أهالي وأقارب الفتيات الأربعة على حافة الترعة موقع الحادث في انتظار استخراج الجثمان.