فيروس كارثي بلا لقاح.. تفاصيل اكتشاف مرض نادر يهدد البشر ومصدره القرود
جدري القرود.. فيروس نادر يصيب الإنسان بعد انتقال العدوى من القرود، وعلى الرغم من اكتشافه منذ سنوات عدة، لكنه خطورته تكمن في عدم وجود أي لقاحات له حتى الآن، مع وجود نسب إماتة لدى المصابين بالمرض.
اكتشاف حالة في انجلترا
عاد الحديث عن جدري القرود، وخطورة المرض خلال الساعات الماضية، بعد إعلان السلطات الصحية في المملكة المتحدة، رصد أول إصابة بفيروس جدري القرود في إنجلترا.
البيانات الرسمية الخارجة من لندن كشفت عن أن المريض كان مؤخرا في زيارة إلى نيجيريا، حيث يُعتقد أنه أصيب بالعدوى، قبل العودة إلى بريطانيا.
وقال بيان للحكومة البريطانية عبر موقعها الرسمي إن المريض تم احتجازه في في وحدة الأمراض المعدية بمؤسسة "جاي أند سانت توماس" التابعة للهيئة الوطنية للصحة البريطانية في لندن، ليتلقى العناية اللازمة.
اجراءات احترازية طارئة
وشددت المملكة المتحدة من اجراءاتها حيال اكتشاف أول حالة إصابة بجدري القرود، فبدأت في تتبع كل المواطنين الذين تواصلوا بشكل مباشر أو ثانوي مع المصاب.
وتضمنت الاجراءات كل المتعاملين مع المصاب وكذلك الركاب الذين كانو على نفس الرحلة من نيجيريا إلى بريطانيا، وذلك للحد من انتشاره أو وصول العدوى لأكبر عدد.
وقالت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا، عن جدري القرود إها عدوى فيروسية نادرة لا تنتشر بسهولة بين البشر، وعادة ما تكون الأعراض خفيفة تشفى من تلقاء نفسها ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة، لكن خطورتها تزيد أحيانا لتسببها في مرض شديد لدى بعض المصابين.
مرض جدري القرود
وبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية، فإن جدري القرود هو مرض فيروسي نادر تم اكتشافه لأول مرة بين البشر عام 1970 بجمهورية الكونغو، وكانت لدى طفل في التاسعة من عمره، ثم توالى في التفشي في مناطق مختلفة، وهو حيواني المنشأ، وينتقل من القرود إلى البشر، ويحدث في مناطق نائية بالقرب من الغابات الاستوائية والمطيرة من وسط أفريقيا.
وتظهر اعراض المرض بدءً من أعراض الجدري بدءا من الشعور بحمّى وألم بالرأس ويتبعه ألم عضلي ومن ثم تورم بالعقد اللمفاوية مما يؤدي إلى الشعور بالتعب وظهور طفح جلدي على شكل بثور مكسوة بقشرة خارجية، ويستغرق وقت التعرض للفيروس منذ وقت ظهور الأعراض حوالي عشرة أيام، وعادة ما تستمر الأعراض من إسبوعين إلى خمسة أسابيع.
هل جدري القرود مميت ؟
أعراض جدري القرود تبقى مع المصاب مدار فترة تتراوح بين 14 يومًا و21 يومًا، فيما تستمر فترة حضانة الفيروس بين 6 أيام و16 يومًا.
وعن احتمالات الوفاة الناجمة عن الإصابة بجدري القرود فهي متفاوتة ولكنها لا تتجاوز الـ10% في الحالات الموثقة.
وتعتبر نسبة 10% من الحالات المصابة نسبة ليست ضئيلة مقارنة بالنسب الموثقة لأمراض أخرى أشد خطورة.
ليس له علاج
وبحسب كل الدوريات العلمية والطبية، لم يتم اكتشاف أي لقاح أو أمصال مضادة حتى الآن لمرض جدري القرود، على الرغم من وجود أمصال معتمدة لمرض الجدري العادي.
وقد تنجح الأمصال المعتمدة للجدري في تخفيف وطأة وأعراض جدري القرود بنسبة قد تصل لـ 85%، لكن هذه الأمصال ليست متاحة في الوقت الحاضر بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم.
وما يعيق انتشار المرض بصورة أوسع ويحد من خطورته أنه ليس سريع الانتشار مثل فيروس كورونا والإنفرلوانزا ويحتاج اتصال وثيق من أجل الإصابة بالعدوى.